الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان والعوم في بحر السياسة الهائج .. ؟

مصطفى حقي

2009 / 2 / 21
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


المثل الشعبي يقول ( الجمل لا يرى حردبته ) وكثير من السياسيين غير المتمكنين يخفى عليهم الكثير من أخطائهم وتصرفاتهم غير المدروسة وآرائهم بنت اللحظة .. ! عندما دبّ حماس عاطفي في أوصال رئيس الوزراء التركي أردوغان في قمة دافوس ثارت حميته الأرطغرولية العثمانية الإسلامية الطورانية وفي لحظة طلّق السياسة بالثلاث وهبّ واقفاً معاتباً رئيس الوفد الاسرائيلي منسحباً من الجلسة مرتبكاً خطأ تاريخياً فادحاً ، لأنه انسحاب مهين وغير مدروس وبعيد عن الدهاء السياسي الذي أثبت انه يفتقده .. وبكت زوجته أمينة المحجبّة .. لأن مجرد موافقته حضور المؤتمر تلزمه مقتضيات السياسة أن يستمر مهما تلبدت الأجواء وهنا تظهر مقدرة السياسي من خلال تصريحانته وبياناته وبالأخص ان تركيا تحاول نيل الثقة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ... والمشكل ان أردوغان الذي عوّض انسحابه غير المتزن بمظاهرات الشارع التركي والعربي والإسلامي العاطفي مؤيداً تصرّفه معتبرين ذلك الإنجاز أكبر من انتصار له في حرب ضروس ..كما صفقوا وهتفوا لحذاء المنتظري واعتبروه نصراً مبيناً ، انه شارع المظاهرات والهتافات والصراخ وحرق الرايات والصور والبكاء واللطم والهستيريا .... أردوغان كاد أن يقنعنا بانه سياسي محنك في بداياته .. ولكنه وحزبه الإسلامي منذ أن سعى لتعديل جزئي للدستور التركي من أجل بضعة مئات من الطالبات للسماح لهن بدخول الجامعات محجبات ونجح مؤقتاً ولكن المحكمة الدستورية خيّبت آماله .. وتصوروا أن رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطياً تجاهل عصب الأزمة التركية وهي قضية المواطنين الأكراد بملايينه العشرين مفضلاً عليهم مسألة خرقة رأس لطالبات لاتقدم ولاتؤخر حيال قضية شعب قدّم الكثير من الوقت والأرواح والآمال وبحروب مريرة .. والمشكل ان العلمانية التركية تخالف العلمانية الإنسانية بحرية الإنسان في المعتقد وإبداء الرأي والمساواة في المواطنة والعلمانية التركية تقحم (الطورانية) كقومية تنسف مبدأ المساواة بين المواطنين المنتمين إلى الأرض التركية .. وعندما يعيب أردوغان اسرائيل انهم يقتلون الأطفال فالطيران التركي يقصف وبدم بارد السكان الأكراد في جبال كردستان ويقتل النساء والأطفال أيضاً .. الحكومات التركية المتعاقبة وحتى أردوغان لم يعترفوا بمذابح الأرمن ويقدموا اعتذاراً إنسانياً على الأقل ... تركيا تحتل شمال قبرص بالقوة وبالأمس القريب أطلقت النار على قبرصي متظاهر محتج يحاول تسلق السارية لإنزال العلم التركي وتطلق النار عليه وترديه قتيلاً ..
ويعلق مزراحي : "فلينظر أردوغان إلى نفسه في المرآة جيداً، ولينظف أمام باب بيته أولاً". وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد نقلت عن مزارحي قوله: "ان تركيا ليست في وضع يسمح لها بانتقاد الاحتلال الاسرائيلي لارض فلسطينية في حين تحتفظ بجنود شمال قبرص، كما اتهم تركيا باضطهاد الاقلية الكردية، وبإبادة الارمن خلال الحرب العالمية الاولى"(الحياة، 15.02.09). وبكل أسف أجمل بقعة أرض سورية اغتصبها الأتراك وشربوا (ميتها) انها لواء اسكندرون الرائعة ومدينة انطاكية التاريخية
( مسقط رأس الكاتب).. انهم يتفقدون عيوب الآخرين ولا يرون عيوبهم .. ان السياسة الأردوغانية المكشوفة هي محاولة صراع لبسط نفوذ على البلاد العربية لضعفها وتأخرها عن ركب الحضارة والقوة ان القوى الإقليمية في المنطقة تحاول الهيمنة السياسية عليها وعلى الأخص المطمح الإيراني وتركيا تجد نفسها المنافس الوحيد الذي يمكن أن يتأثر من المد الإيراني على المنطقة العربية عن طريق اللعب بورقة الإسلام السياسي ، وكان أقصى ما يحلم به من معظم الشارع العربي والإسلامي ، الهتاف بعودة الخلافة العثمانية ، وما بين آل عثمان وآل فارس ، وكرة العرب في قذف وقذف والعالم متفرج والعربان في واد واللاعبون في وادٍ آخر ... والليالي حبالى يلدن كل عجيبة ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج