الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير الجذري في الولايات المتحدة بين الممكن والكامن ملاحظات أولية (الحلقة الثالثة والاخيرة)

مسعد عربيد

2009 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



(6)
ملامح المستقبل

الحروب لن تتوقف

يفترض البعض ان الحروب الامبريالية ستتقلص او تتوقف بسبب الازمة الاقتصادية او شحة التمويل العالمي لتغطية كلفتها. إلا ان الواقع يشير الى العكس. فقد وافق الرئيس المنتخب اوباما، منذ أيام حملته الانتخابية، على ارسال المزيد من القوات الى أفغانستان يتراوح تعدادها بين 20 ـ 30 ألف جندي. كما يبدو أنه من المتسبعد تخفيض ميزانية الحرب الاميركية. فقد طلبت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" من الرئيس الاميركي المنتخب اوباما زيادة ميزانيتها ب 67 مليار عن السنة الماضية كي تصل الى 581 مليارد دولار (لا تشمل هذه الزيادة كلفة الحرب في العراق وأفغانستان والتي بلغت ثلاثة تريليون).

ميزان القوى

تمتلك الطبقة الحاكمة إمكانيات هائلة في القمع والبطش، وهي لن تتورع عن إستخدام اي سلاح أو وسيلة لقمع الجماهير وسحق القوى الثورية. ولكن السؤال يظل: هل ستتمكن مؤسسات القمع هذه من عزل قوى الثورة عن الجماهير ومحاصرتها وسحقها إذا ما تم الاعداد السليم للثورة وتوفرت عوامل نضوج الحالة الثورية؟ وهل ستتمكن من سحق القوى الثورية إذا ما تفادت هذه القوى المواجهات المباشرة والشاملة الى أن تحين اللحظة الحاسمة؟ وكيف يتسنى لاجهزة القمع من تصفية القوى الثورية إذا ما توفرت لهذه الحماية الشعبية بين صفوف الجماهير؟
هذا من ناحية. ومن الناحية الثانية، فان أعمال العنف والقمع التي تقوم بها اجهزة الطبقة الحاكمة، من شأنها ان تزيد من حقد الجماهير ونقمتها وتساهم في جذب المزيد من الدعم لصالح قوى التغيير وتوسيع رقعتها الشعبية ودائرة دعمها.

ليست القوة بمعناها المطلق هي العمل الحاسم في النضال والصدامات، بل ان النصر حليف الطرف الذي يملك القدرة على إستخدام هذه القوة لصالحه ضد الخصم. فاذا توفر لاحد أطراف الصراع من القوة ما لا يستطيع إستخدامه، فان هذ القوة وهذا السلاح لا يشكل عاملاً حاسماً في ميزان القوى وتحقيق النصر.

آفاق البديل الاشتراكي

كان ماركس وانجلز اول من وصف، بدقة بالغة، طبيعة الراسمالية وحتمية تعرضها للازمات. إلا انهما لم يكتفيا، منذ عام 1848 ب"وصف" العالم وتشخيص أوضاعه، بل تنبئا، بمنهج منطقي وعلمي، ان الراسمالية ستغير العالم ومستقبل البشرية وتأخذها نحو الهاوية وطرحا الحل والخيار: الشيوعية.

إلا أننا لا نستطيع الارتكان الى الطبيعة البنيوية للنظام الراسمالي وحتمية حدوث الازمات فيه. فهذا النظام لن ينهار بفعل تناقضاته الداخلية لوحدها. وعليه، فان مهمة الثوريين الاشتراكيين لا تكون بالوقوف على ناصية الطريق وتقديم التحليلات السياسية للاوضاع بانتظار معجزة الثورة. بل لا بد من العجيل في إنضاج الحالة الثورية والاعداد للتغيير الجذري. ومن هنا يكتسب نضال الطبقات الشعبية وفعلها الواعي أهمية كبيرة في المجتمعات الراسمالية، ويضحى توسيع النضال العمالي اليومي وتطويره وتصعيده، عبر تراكم تجاربه وأنجازاته، الى مستوى تحدي ولو أولي لسلطة رأس المال وأرباب العمل والشركات والمصانع المنهارة والبنوك الفاسدة شرطاً للإرتقاء بوعي الطبقة العاملة. ويشكل هذا جزءاً من استراتجية النضال الوطني والعالمي للاطاحة بملكية رأس المال والاستيلاء على المصانع ووضعها في خدمة المجتمع.

إذا كان هدف النضال الشيوعي هو إزالة علاقات الاستغلال والاضطهاد في المجتمع، فلا بد إذن لهذه الاهداف الاستراتيجية ان تكون هي ذاتها أهداف وبرنامج الحركة الاشتراكية او الشيوعية او القوى الثورية التي تقودها الحركة الشيوعية او تستنير بلمبادئها مما يعنى ان هذه الاهداف ستجد تعبيراتها في العقيدة النضالية ومبادئ النضال وأساليبه. هذا يعني ان التغيير الجذري، وتحديداً ذا البرنامج والافق الاشتراكي والشيوعي، ينبغي ألا يكون مجرد ردة فعل على الاحباط او القنوط والا يقوم على اساس تقييم فردي أو ذاتي، أو يأخذ شكل إنتفاضة جماهيرية عفوية تتفجر قبل نضوج الحالة الثورية وإكتمال مكونات القوى الثورية، بل يجب ان يستند الى حركة ثورية ناضجة ملتزمة راديكالياً بخلق مجتمع جديد وعالم أفضل. فالثورة الاشتراكية لا يمكن أن تكون سوى فعلاً جماهيرياً منظماً قادراً على النضال الواعي في سبيل محو كافة الانظمة الاجتماعية والاقتصادية القائمة على الاستغلال والاضطهاد، ومن أجل دفع الانسانية الى الامام، الى ما هو بعد النظام البائد.

ومن هنا تكتسب نظريات ماركس وانجلز في حتمية ازمة الراسمالية، وتعاليم لينين وتجارب ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917 وأفكاره حول الثورة في البلدان الرأسمالية ـ الامبريالية، ومفاهيم ماو في التناقضات وقوانينها، تكتسب أهمية وراهنية خاصة وففي هذه المرحلة بالذات حيث تمثل إضاءات على عمق وخصوصيات هذه الازمة ومت تنضح به من تناقضات حادة وإحتمالات إنفجارها الكامنة. وعليه، فان الاستنارة بالماركسية ـ اللينينة ـ الماوية تفيدنا في تحليل الازمة الراهنة وسبر أغوارها وطبيعتها الشاملة، أولاً، وثانياً تنير دروب الحل وضرورة الثورة وإلتقاط اللحظة والتعجيل بالتغيير الثوري، محلياً وعالمياً.

(7)
المهمة الملحة:
تكوين الوعي النقدي والجذري

لا يحدد الوعي الواقع والوجود الاجتماعي، بل هذا الاخير هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي. أما أسباب وجذور هذا الوعي وتطوره الديالكتيكي فتكمن في ظروف الانتاج والتناقضات بين حاجات الانسان وعلاقات الانتاج الراسمالية وفي إطار التناقضات الداخلية لنمط الانتاج الراسمالي ذاته. وعليه، لا يمكن للثورة أن تقوم في بلد راسمالي ـ إمبريالي وصناعي متقدم دون وعي جماهيري عالٍ. لا تستقيم الاطاحة بنظام ما، أو التفكير بذلك، إلا أذا اقتنعنا، وأقنعنا الجماهير، بانه نظام فاشل وأنه سبب الظلم والاستغلال، وانه في حالة ضعف وإنهيار. وبناءاً عليه، يصبح خلق الوعي هو المهمة المركزية في مرحلة ما ـ قبل ـ الثورة والتي (أي المهمة) ترتكز على محاور ثلاثة:

1) تتبلورعملية التوعية، في جوهرها، في تحميل النظام الراسمالي مسؤولية المظالم الاجتماعية والانسانية. وهذا يتطلب خلق الوعي النقدي والجذري والتوعية المثابرة والتثقيف السياسي والايديولوجي وتسليط الاضواء باستمرار على أن النظام الراسمالي، بطبيعته ووظيفته وآليات عمله، هو السبب الاساسي لما تعاني منه الاغلبية السكانية من المجتمع والانسانية من ظلم وإستغلال. هذا الوعي هو ما يغذي الفعل الجماهيري ويوجهه.

2) دحض ونسف الافكار والمفاهيم الغيبية من جذورها وإرساء فهم مادي للواقع وترسيخ القناعة بان الظلم والاستغلال ليسا الحالة الطبيعية أو الاعتيادية في المجتمع، وأن معاناة الناس ليست بسبب "إرادة ربانية"، وليست تعبيراً عن رغبة قوى غيبية ماورائية تقبع فوق ارادة البشر، بل ان الظلم والاستغلال نتيجة مباشرة للنظام القائم وجرائمه. وعليه، فان التغيير ضروري بقدر ما هو ممكن، ومسؤوليته تقع على عاتقنا، فمحو الرأسمالية، كمصدر للاستغلال والظلم، ممكن وضرورة تاريخية.

3) حيث ان التغيير ممكن وضروري وله الكثير من أسباب القوة والفعل، فلا بد إذا من العمل على هذا التغيير. هذا هو العامل الحاسم في إزالة الحاجز، بين الوعي والفعل. لقد عاشت الجماهيرعقوداً أسيرة المعتقدات العدمية والانهزامية التي تعظ بانه ليس بالمقدور مواجهة وهزيمة الطبقة الحاكمة والقوى التي تلتف حولها، وكأنها أمام إنسداد تاريخي دون بديل، وكل ما تستطيع فعله هو أن تختار بين أمرين: العمل ومحاولة التأثير والاصلاح من "داخل النظام" وضمن ما يتيحه لها من "حيز" وتحقيق ما يمكن تحقيقه من انجازات، أو المعاناة بصمت والبحث عن الخلاص في "الحياة الاخرى" وبعض العزاء والسلوى في التعبد والتقوى وما شابه من اوهام الهروب من الحياة والواقع.

دور الوعي في مرحلة الاعداد

رب قائل إنه لا يمكن تفادي الازمات في النظام الراسمالي لانها جزء من دورة حياته وطبيعته. وقد يقول إن هذا النظام قد أثبت، على مدار تاريخه، انه قادر على معالجة الازمات والتناقضات. وهذا هو، كما يرى لينين، ما يميز بين الموقف الثوري والجذري والاصلاحي. فالاول يثابر على نشر الوعي الاشتراكي الثوري بدون كلل وفي كل الازمنة، وفي المرحلة التي تسبق نضوج الاوضاع الثورية، مرحلة ما ـ قبل ـ الثورة، وبذلك فهو يُبقي الخيار الاشتراكي والنضال من أجله ماثلاً امام الجماهير، وبهذا يساهم في إغناء وصقل وعي الجماهير والطبقات الشعبية وخوض النضال خلال الازمات متسلحةً بوعي وفهم لضرورة مقاومة النظام ككل وعلى كافة المستويات. وهو ما يتميز به النضال الثوري الحقيقي.

الوعي والتنظيم الثوري

لا يتسنى توسيع المبادرة الثورية وتعميم التجارب النضالية دون تنظيم ثوري طليعي لان النضالات، دون هذا التنظيم، تبقى مغزولة. فالحزب الثوري هو الكفيل بتكثيف وتعميم الوعي والتجربة وضمان إستمراريتهما على خلاف النضال الجماهيري العفوي الذي يتطقع باستمرار. وإذا كانت الثورة غير ممكنة دون حزب ثوري طليعي وقيادة تقود نضال الجماهير، فان الحزب لا يستطيع إنجاز المهام المناطة بة دون التسلح بوعي الطبقات الشعبية وفعلها، ولن يقوى على الإرتقاء بالنضال المطلبي الى تحدي النظام والتصدي له، وتوسيع رقعته الشعبية ليصبح حزباً جماهيرياً ذا قاعدة شعبية واسعة.

الوعي الثوري في زمن المتغيرات

في الظروف الاجتماعية والاقتصادية "العادية"، تكون أيديولوجية الطبقة الحاكمة هي الايديولوجية المهيمنة بما تشمله من نظم قيمية وأنماط السلوك. وينطبق هذا على الطبقة العاملة بمختلف شرائحها في المجتمعات الراسمالية. ولكن عندما تعصف الازمات (الاقتصادية والاجتماعية) بالمجتمع وتلم به المتغيرات المستجدة، فان جزءأً من هذه الطبقة يأخذ، تدريجياً وببطء، بالتحرر من هذه الايديولوجية وأنماط السلوك التي تعززها الطبقة الحاكمة. وبالرغم من أن الاوضاع والتطورات تختلف من مجتمع الى آخر، إلا انه بامكاننا القول بان زمن الازمات يحمل من العوامل والمستجدات ما يساعد في خلق وتهيئة المناخ الثوري ويسهم في تجذير وعي العمال والطبقات الشعبية المحرومة الى أن يتطور الصراع الطبقي باتجاه تحدي النظام الراسمالي. ومن الامثلة على مثل هذه المتغيرات ما تسببه الازمات الاقتصادية والسياسية من تفشي البطالة، وإنخفاض اجور العامل، ونهوض النضال الجماهيري من عمال وطلاب ومرأة.

النضالات المطلبية والوعي الطبقي الثوري

لا يزول النظام الراسمالي بالاصلاح، لانه قادر على إمتصاص ما يُدخله هذا الاصلاح عليه من تعديلات وإبطال تأثيرتها أو على الاقل الحد منها. ومع الإقرار بان هدف العملية الثورية هو نسف النظام من أساسه (إلغاء الملكية الخاصة ووضع وسائل الانتاج في ملكية المجتمع وإلغاء علاقات الاستغلال والاستيلاء على السلطة بهدف تغيير المجتمع وإقامة حكم الشعب)، فان هذا لا ينفي، ويجب ألاّ يقلل، من أهمية ودور النضالات المطلبية للعمال والمحرومين والفقراء في المجتمعات الراسمالية. فهو نضال ضروري في مرحلة الاعداد ويساهم في خلق وتطوير وعي نقدي ثوري.

ينقلنا هذا الى مسألة العلاقة الدياليكتيكية بين النضالات المطلبية (والجزئية والتكتيكية) من جهة، وتطوير الوعي الثوري كونه المهمة المركزية في مرحلة الاعداد للتغيير الجذري، من جهة اخرى. إذ ان النضال والممارسة العملية والتجربة الميدانية وتحقيق الانتصارات الجزئية والصغيرة للعمال، يشحذ وعي الطبقات الشعبية ويعزز ثقتها بنفسها وقدراتها. وبدون هذا الوعي وتلك الثقة وتراكم التجارب، فان التصدي للطبقة الحاكمة والمهيمنة، يصبح ضرباً من المحال.

وبالرغم من أن النضالات التدريجية والجزئية والصغيرة، لا توصلنا الى التغيير الجذري المنشود، وقد لا تتعدى معالجة وادارة المشاكل والازمات، إلا انها تثري التجربة الميدانية وتراكم الخبرات وتعزز الثقة بالذات وبالقدرات الكامنة لدى الطبقات التي تخوض النضال، وتلعب دوراً هاماً في إعداد الجماهير للانفجار والانطلاق نحو عملية التغيير الجذري وتؤدي الى إقناع الملايين بانه من خلال الفعل الثوري والممارسه العملية وتحقيق إنجازات مطلبية وجزئية، يرتقي وعي العمال الى مستوى التغييرالجذري المنشود.

خاتمة

ليس الغرض من هذه المناقشة تقديم الاجوبة والحلول الجاهزة كالوجبات السريعة، ولم أكن أتوخى عرضاً مسرحياً لسيناريو ثورة. بل ما قصدته هو إثارة الحوار في الكامن من الاحتمالات والمعيقات للتغيير الجذري في الولايات المتحدة، من خلال قراءة وتحليل للمشهد الاميركي وطرح رؤية مستقبلية تصطف في خدمة النضال الجماهيري.

من المنظور التاريخي، يظل إحتمال الثورة في المجتمعات الراسمالية المتقدمة، قائماً إذا ما حلت بالنظام الراسمالي أزمة تاريخية بنيوية (كالتي نعيشها اليوم)، واذا ما تم الإقرار بالدور الثوري الكامن للطبقات الشعبية. أما الذين لا يرون ذلك فسيظلوا يراوحون في مواقف "معارضة الراسمالية" والمطالبة ببعض الاصلاحات والتعديلات على غرار حركات الديمقراطية الاجتماعية.

نظل الآن، وربما لوقت قد يطول ولا يستطيع أحد ان يتكهن الى متى، ضمن حالة ما ـ قبل ـ التغيير لان اللحظة الثورية لم تنضج بعد: فلا الوعي الشعبي متوفر، ولا الظروف الراهنة قادرة على تجنيد جماهير الشعب المستغلة والمضطهدة أو جذب كافة فئات المجتمع للانخراط في العملية الثورية، ولا هناك من حزب طليعي ينهض بالمبادرة الثورية وقيادة النضال الجماهيري.

وفي غياب العوامل الموضوعية والذاتية لعملية التغيير الثوري، قد لا تستطيع أفعال الناس ان تحدث التغيير المنشود أو جزءاً منه مهما بذلوا من جهد، إلا انه بمقدور النضال الشعبي الجمعي إحداث تغييرات، مهما كانت صغيرة أو بطيئة، من شأنها أن تشكل تراكمات هامة على درب النضال. فاذا ما تكاتفت هذه التراكمات مع أزمات حادة، (نراها مائلة الآن أمام أعيننا ولا يقوى على نكرانها حتى عتاة الراسماليين)، ومع عناصر وقوى وتطورات إضافية، وإكتمال الشروط اللازمة، عندها يصبح في مقدور هذه العوامل مجتمعة، ان تهيء لإحداث تغييرات نوعية.

وبدون ذلك، تظل كافة الجهود في إستشراف المستقبل رهينة نضوج الحالة الثورية، لا يستطيع أحد ان يتنبأ بخبئه مستقبل الايام وما تتمخض حركة المجتمع والتاريخ من تقلبات وتطورات مفاجئة.

وحدها الايام ستخبرنا إذا ما كانت القوى الثورية الاشتراكية وقوى اليسار والمعارضة الرافضة للواقع القائم والداعية الى التغيير، إذا ما كانت، جادة أو كان مِن بينها مَن هو جاد في مشروع التغيير. ووحده المستقبل سينبؤنا إذا ما كانت هذه القوى قادرة على النهوض بالمهام الثورية المناطة بها، وأنها قد عملت بجدية ومثابرة على إعداد الشعب وتهيئة الجماهير لخوض النضال وما يتطلبه من توعية وتنظيم.

* * *

اذا كانت الاوضاع غير ناضجة فلا بد اذن من الانتظار، ولكن فليكن إنتظاراً باستعداد وتوثب. وهذا لا يمنع، على الاقل من المنظورالنظري، من صياغة رؤية تقوم على الترقب الحذر لكافة المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في الاشهر والاعوام المقبلة. فالمُلِحُ اليوم هو إغتنام الفرصة لتوعية الناس بحتمية هزيمة النظام الراسمالي ولتأسيس وعي معادي للراسمالية كنظام اجتماعي ـ اقتصادي، وبالاشتراكية كخيار وحيد لاميركا والعالم.

وصف أحد المتفائلين الوضع الراهن في الولايات المتحدة بقوله: نقف اليوم على قمة جبل، ولنسميه الازمة الراهنة، ومن تلك القمة نرى بجلاء ووضوح ان اميركا اليوم ليست ما كانت عليه. وعليه تصبح اميركا الغد خياراً ثورياً تصنعه الجماهير. قد تخلو اميركا اليوم من حزب طليعي او ثوري ولكنها تحتقن بالتناقضات من جهة، ومن جهة اخرة تكتنز بالقوى والمجموعات ذات المشترك النضالي والمصالح المشتركة.

فهل سنصحو غداً على إندحار الراسمالية؟ لا. لن نرى هزيمة الراسمالية في المدى القريب، إلا اننا بكل يقين سنرى عالماً يدرك ان الراسمالية هي حتماً اقصر الطرق لدماره ودمار البشرية باسرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المادة لا تفنى....؟
س. السندي ( 2009 / 2 / 21 - 04:13 )
المادة لا تفنى ولا تستحدث بل تتحول من حالةالى حالة .وهكذا الحال مع الانظمة الرسمالية .لان الانسان
مجبول على حب التملك والانانية بدا بالزوج والاولاد والثروة كملكية .والخارجون عن هذا الطور جدا جدا أقلية .

اخر الافلام

.. أطيب حواوشي مصري من الشيف عمر


.. بعد سقوط نظام الأسد.. ما هي المخاوف وماذا طلبت واشنطن وعواصم




.. غارات إسرائيلية تدمر القدرات العسكرية السورية.. ما رأي الشار


.. هذا ما يحدث في الغرف السرية.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف ال




.. الجزيرة ترصد عمليات نزوح لسكان من القنيطرة السورية بعد طلب ا