الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشروع القومي بين خيار الشعوب وأزمةالنظام

كاظم الحسن

2009 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



ربما لم تبلغ الدكتاتورية في العالم من بطش وقمع وظلم مثلما بلغته في العراق، الى حد التفسخ والتحلل الى مكونات ما قبل ظهور الدولة الحديثة، اي الى الاصول العرقية والقبلية والطائفية.
ولقد عاشت على سيل متراكم من الأزمات والحروب والنزاعات، في مفارقة تاريخية، من حيث افول الاستبداد في العالم، وصعوده في العراق، بشكل يخالف حركة التاريخ، مما جعل النظام يتخيل انه بديل لانهيار الاتحاد السوفيتي السابق، ومما ساعده في هذا الهوس هو الاعلام العربي، الذي يبحث عن ثقافة الانتصار والبطولة والزعامة الاقليمية وعبادة المغامرات غير المحسوبة.

ولقد شكل العراق الجبهة المركزية للقوماوية العروبية المتعالية بشعاراتها والطوباوية بأفكارها الى الحد الذي تم صهر جميع الاقليات والأثنيات مع هذا المشروع الدموي الذي يصيب من يخالفه بالتطهير العرقي او الابعاد القسري عن ديارهم ومصادرة ممتلكاتهم!.

ويعتقد الاستاذ عبد المنعم سعيد”رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية بمركز الاهرام الدولي“ ان”الفكر القوموي والاسلاموي الذي رأى في الدولة العربية الراهنة كياناً صغيراً على الاحلام والطموحات التي تمتد من الخليج الى المحيط عند العروبويين ومن المحيط الى المحيط لدى الاسلامويين ، وما بين هذا وذاك وما بين الماء والماء لا توجد الا بيوت من ورق أقامها من لا يملك”استعمار وامبريالية“ ومنحها لمن لا يستحقون من اعوان ومتعاونين في مؤامرات مختلفة تمزق الامة وتمنعها من قيام الكيان الموحد وتحرير فلسطين. وحتى اقامة دولة الخلافة التي أوشكت آخر عواصمها اسطنبول على الدخول الى الاتحاد الاوروبي راضية مرضية.

ولذلك من السهل تجييش الجموع وحشدها للتظاهر ضد الوجود الاميركي في العراق، او الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين، ومن الصعب تحريكها في اتجاه مطالب الاصلاح الداخلي والمطالبة بالحقوق السياسية.
وذلك نوع من التنفيس الذي تمارسه الانظمة المأزومة والتي ترى حسب”مقولة هيكل “ كما يعتقد عبد المنعم سعيد وهي”ان للشعوب خيارات وللحكومات ضرورات “ بمعنى ان الضرورات الدولية مثل ان الولايات المتحدة هي القوى العظمى الوحيدة في العالم، والتفوق الاسرائيلي تفرض على الحكام العرب ضرورات في التعامل الهادئ مع الاولى والتهدئة مع الثانية. ولذا فان الشعوب معفاة من هذه القيود ومن حقها ألا تهادن وألا تهدأ وبهذه الطريقة فان من حق الحكام العرب ان يعقدوا معاهدات السلام مع اسرائيل. اما الشعوب فلها خياراتها في المقاومة والعمليات المسلحة.

ولذلك ليس من المستغرب ان نرى وزير خارجية بريطانيا جاك سترو يصرح قبيل سقوط النظام وأثناء زيارته للمنطقة: ان الحكام العرب يرغبون بسقوط صدام في مجالسهم الخاصة، وهذا يبين الازدواجية التي تعيشها الانظمة العربية مع شعوبها.

هذه الازدواجية هي التي مهدت الى احداث 11 سبتمبر العاصفة، طالما الاعلام والصحافة وجميع المنابر السياسية تدعو الى هلاك ودمار كل ما هو اميركي واسرائيلي من وجه الارض، فمن الطبيعي ان يخرج من بين هذه الملايين من يحمل السلاح ويبيح قتلهم طالما ان الشعوب الاسلامية معبأة بهذا العداء، وتتحمل جزءاً كبيراً من الازمة، الادارة الاميركية التي كانت تظن ان المحيطات والبحار والدرع الاستراتيجي سوف يجعلها بمأمن من التهديدات والمخاطر الخارجية وتحديات العصر.

وهذا ما حدا بالرئيس جورج بوش الحالي الى ان يعلن خطأ اميركا بدعمها للدكتاتورية على مدى اكثر من نصف قرن، فلقد كانوا يظنون، ان من الممكن تجزئة الحرية والديمقراطية، اي ان تقتصر على الغرب فقط والعالم الآخر يعيش في اتون الاستبداد، وما عليهم سوى تطبيق سياسة الاحتواء سيئة الصيت التي تسببت في تجويع وتشريد الشعب العراقي واطالة عمر النظام الدكتاتوري في العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة نجاح علي طيفور: كيف تغيرت حياته وتحقق أحلامه في عالم صن


.. عودة المعارك إلى شمال ووسط قطاع غزة.. خلافات جديدة في إسرائي




.. القاهرة نفد صبرها.. وتعتزم الالتحاق بجنوب إفريقيا في دعواها


.. ما هي استراتيجية إسرائيل العسكرية بعد عودة المعارك إلى شمال




.. هل خسرت روسيا حرب الطاقة مع الغرب؟ #عالم_الطاقة