الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلح الجدّي مع - السوري - مقدّم على الصلح الوهمي مع - الفلسطيني

اديب طالب

2009 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الحديث أن اسرائيل ترغب في عقد سلام مع النظام السوري ، لضمان أمنها ، مقدمةً ذلك على أيّ اتفاق سلام مع الفلسطينيين
...... فيه بعض الصواب وفيه بعض الخطأ . بعض الصواب في تقديم " السوري " على " الفلسطيني " وذلك لعدة أسباب ، السبب الاول
" السوري " شريك مؤتمن موثوق مجرّب ، عند كلمته " في الغاء ايّ حرب سورية على اسرائيل الغاءً تاما ، وذلك منذ اتفاقية فك
القوات في كانون الثاني 1974 . ولقد قدم " السوري " اروع الأمثلة في الالتزام ب" الفك " ولقد فكّ النظام رقبة اي ّ كائن سوري يلقي
ولو وردة عتيقة في وجه اسرائيل عبر الجولان الحبيب . وقد سجن النظام سوريين اثنين لمدة خمس عشرة سنة وما زالا فيه لانهما فكرا
في ذلك .
السبب الثاني ، " السوري " في ظل " الفك " ومنذ البدء في تطبيقه جلس مستريحاً في كرسي السلطة . ونام هانئاً في سرير البقاء على
رقبة السوريين ، هذا اذا استثنينا قلقه الحاد من المحكمة الدولية التي أساء التقدير حولها ظناً منه أن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
سيمر كغيره من الجرائم ...... أيام وينسى ,,,,,,,,,, وللمحكمة حديثٌ آخر .
السبب الثالث ، " السوري " ضبط ايقاع وفاعلية أيّ مقاومة " لبنانية " أو" فلسطينية " ضد اسرائيل ؛ وذلك بحكم علاقته معهما والقائمة
على الهيمنة والمصلحة المتبادلة . وهذا الضبط وتلك السيطرة السوريان أفرغا المقاومتان المذكورتان من فاعليتهما كتهديد حقيقي للأمن
الاسرائيلي فالمقاومة اللبنانية لم تقتل أكثر من 35 اسرائيلي . والفلسطينية لم تتجاوز الصواريخ العمياء وهذا فضلاً عن الخسائرالتي
لحقت بلبنان وغزة في تموز وفي كانون الثاني المشؤومين .

أما بعض الخطأ فيبدو في ان اسرائيل ستضمن أمنها اذا عقدت صلحا مع " السوري " . اسرائيل ضامنة أمنها مع " السوري " منذ
خمس وثلاثين عاماً وبدون معاهدة سلام او صلح . المطلوب ليس أيّ معاهدة وليس أيً صلح ، المطلوب شيٌ غير ذلك تماما ، المطلوب
أكبر من ضمان أمن اسرائيل ، المطلوب شراكة وحلفٌ هما أكبر من سلام تام وتطبيع تام كما أشارت المبادرة العربية ، وهما أكبر من
كامب ديفيد ووادي عربةٍ ، المطلوب التعهدبحماية اسرائيل من أي مقاوم فلسطيني او لبنانيٍ وحتى احتمال ايرانيٍ . هذا ان حصل
يرضي اليمين الاسرائيلي القادم القادر على حكم اسرائيل وحتى ليبرمان الوحش العنصري جاهزٌ لارجاع الجولان " للسوري "
كحديقة خلفية لاسرائيل .

يقول البعض الاسرائيلي ، مضللاً ، ان اسرائيل لا تريد اعادة الجولان خوفاً من أن يملأ " السوريُ " الجولان بمليون من السوريين
ويتيح لهم فرص المقاومة ، وردّنا : ان " السوري " وبدون معاهدة او صلح مع اسرائيل ؛ لم يطلق رصاصة " فيشنك " على اسرائيل
خلال خمس وثلاثين عاما فهل بعد هكذا سوبر معاهدة وبعد هكذا سوبر صلح سيتيح للسوريين مقاومةً من الجولان ؟ هذا كلام لا
يستقيم في نظر العقلاء وانصافهم وارباعهم . أما ما يستقيم جيدا فهو الشراكة والحلف وهذان يتركان اسرائيل > لا سلام الشجعان سلام
ابي عمار رحمه الله .

ان ما قلنا أنه يستقيم جيدا ضرورةٌ للتهيئة لصلح لبناني اسرائيلي ، وليس اولى بدور الراعي الفعلي لذاك الصلح سوى " السوري "
العارف ببواطن الامور اللبنانية والخبير عبر هيمنة امتدت ثلاثين عاماً بجوهر المقاومة وجغرافيتها وأمنها وقدراتها !!! .

الحديث ان سرائيل ترغب في عقد سلام مع " السوري " يلغي أيّ حديث صلح او سلام أو حتى مفاوضات جدََية مع اصحاب القضية
الأصليين وهم الفلسطينيون بالطبع ، وليس عبثا ان يعلن من الدوحة دفن مبادرة السلام العربية .

اذن " السوري " ودوره بيت القصيد في الاستقرار التام للمنطقة وهذا لبُُ القضية .

د . اديب طالب – معارض سوري .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حيوان راكون يقتحم ملعب كرة قدم أثناء مباراة قبل أن يتم الإمس


.. قتلى ومصابون وخسائر مادية في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل و




.. عاجل | أولى شحنات المساعدات تتجه نحو شاطئ غزة عبر الرصيف الع


.. محاولة اغتيال ناشط ا?يطالي يدعم غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة