الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسنا مضحكة يااصحاب المعالي

جمال المظفر

2009 / 2 / 22
كتابات ساخرة


اتخم المثقفون العراقيون بعد التغيير السياسي من النظام الدكتاتوري الى النظام الديمقراطي بالكثير من الوعود الحكومية ، رواتب وقطع اراضي سكنية وتحسين الحالة المعيشية والكثير من المنح والهبات والمكارم ، الا ان كل ماينقل على السنة المسؤولين هي وعود ليس الا ، تطلق مع كل حملة انتخابية او دعائية يرافقها هلاهل ومدائح من بعض المحسوبين على الوسطين الثقافي والاعلامي وقرقعة ايدي لـ ( اصحاب المعالي ) الذين يوعدون ولايوفون وكأن المثقف العراقي اضحوكة ، يمكن ان تنطلي عليه هذه النكات !!
ومع كل وعد يباشر المثقفون بملء استمارات التكريم وتستنسخ المقدسات الاسطورية ( هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية والبطاقة التموينية وبطاقة السكن ) وكتاب من مختار المنطقة يؤيد بأن المثقف المعني عفيف النفس وانه من الضعفاء ماديا لا ( جنسيا ) ويحتاج الى مكرمة اوفياغرا سياسية وان نظامه المناعي يعمل بدقة متناهية خوفا من تسلل فايروس يعبث بتكوينه الثقافي وانه حسن السيرة والسلوك ويجيد القراءة والكتابة ويسكت على الـ .....!! ولم يمد يديه لاحد الا لله تضرعا ولم يشحذ من المارة في ساحة الطيران او اية ساحة اخرى تهرب منها الملائكة عندما تسمع بان بلدا نفطيا يعد الثاني في احتياطيه النفطي ومثقفوه يعانون من البطالة المقنعة وينتظرون صدقة جارية من هذا الوالي او ذاك ...!!
صحيح ان اعدادا كبيرة من المثقفين العراقيين يتسيدون دكات المقاهي ويعدون الساعات ليوم اخر من التشرد والضياع ، ولكن ليس معنى ذلك ان تستغل ظروفهم من قبل ولاة الامر وتطلق التصريحات غير المسؤولة من اجل جذب انظار الرأي العام او لدواعي انتخابية ، فمن المعيب على اية حكومة تدعي الاهتمام بالثقافة ومثقفوها يعانون البطالة او يموتون على الارصفة او لايقدرون على شراء قرص اسبرين اوحتى معالجة انفسهم في المستشفيات الحكومية او يعملون بصفة ( حارس ) في دوائرهم من اجل المبيت وايواء عوائلهم او يبيتون في فنادق ، وقد يتصورها البعض انها فنادق من ذوات الخمس نجوم ، ولانقصد هنا النجوم التي تزين اكتاف بعض الضباط الذين لاشأن لهم بالامور العسكرية سوى انهم من هذا الحزب او ذاك او انهم من اقارب السيد المسؤول أو زوروا شهادة دراسيه ابتدائية على انها شهادة بكالوريوس عال با لكذب والتضليل والنفاق السياسي ...!! الفنادق التي يرتادها المثقفون شعبية ومن الدرجة العاشرة ..!!
وكم كنا نتمنى ان يواجه رؤوساء الاتحادات والمؤسسات الثقافية والاعلامية اصحاب المعالي الذين اغدقوا لغويا بتلك المكارم في لقاءاتهم الرسمية معهم والتي تبثها وسائل الاعلام الفضائية ويحرجوهم امام العالم ويقولوا لهم لقد وعدتم المثقفين ولاكثر من مرة بمكارمكم السخية والتي لم تكن الا ( ابواقا ) دعائية تثقب الاذان ويافطات مبهرجة ، بحيث اصبحنا ( ملـ .....) امام زملائنا وبتنا نمارس دور مديرية التسجيل العقاري لكثرة مانطلب منهم ملء الاستمارات واستنساخ مقدساتهم الاسطورية وربما بعض المبالغ التي تستحصل مع تلك الاضابير ...
من المعيب على الحكومة ان يكون حال المثقفين يرثى لها ، لايملكون سكنا في بلد يطفو على بحر من ( الغضب الاسود ) ، الا ماندرمنهم ، من كانوا مداحين وطبالين ومهلهلين للساسة ومن يركضون وراء المآدب الدسمة ، اما الشرفاء منهم فيعيشون في بيوت آيلة للسقوط اسوة بحالة السقوط التي يصل اليها السياسي عندما يصبح كذابا ومرائيا وبهلوانيا ...
فكم من حكومة ولت وكم من دكتاتور وطاغية ودجال وزمار وطبال ومنافق وافاق ومرائي ذهبوا باقدامهم الى مزابل التاريخ ، يذكرهم العالم دائما بسوء افعالهم لابمزاياهم الحسنة ، بانتهاكاتهم لحقوق الانسان وبناء امجادهم على جماجم شعوبهم ، بينما يذكر المثقفون بابداعهم ونتاجهم الذي تتوارثه الاجيال ..
المثقفون العراقيون ابناء المحنة والمآسي والنكبات ، واول ضحايا الانظمة والحكومات وسياساتها الاستعلائية لانها ترى ان المثقف صوت عال فاضح لكل ماهو سلبي ومنحرف ، وياما حكومات سقطت ، ليس سياسيا فقط وانما اخلاقيا بقلم رشيق لايتجاوز سعره الملاليم !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايا جمال المظفر هيجت مواجعي
عزيزجاسب الملا ( 2009 / 2 / 22 - 17:05 )
سلم قلمك الرشيق ايها العزيز جمال
اتذكريااخي جمال منذنهاية سبعينيات القرن الماضي عندما كنت تعنون لوحاتنا في اعدادية المعقل بخطك الجميل انا وناصر كلخان والشهيد اسعد لعيبي وكنا نحمل اعباء وهموم مشتركه وتخرجنا وبدات معانات العسكريه واصبنا بالامراض المزمنه وعشنا مع ثقل الحصار وصرنا نبحث عن رغيف يسد رمقنا ونبحث عن سكن نلوذ به خائفين من اصحاب الزيتوني لانهم قد يرحلونا لعدم امتلاكنا نفوس 1957 وها نحن مدمنين على المعاناة ولاشيئ جديد في حياتنا فلم نمتلك شبرا واحدا في هذا البلد المعطاء فلااحد يستمع لشكوانا ولااحد يواسينا في تحملنا لامراضنا التي باتت تاكل اجسادنا يوما بعد يوم ولاعزاء لنا سوى اننا اصحاب ايادي بيضاء سلمت ودمت اخا عزيزا
عزيز الملا

اخر الافلام

.. قصيدة الشاعر عمر غصاب راشد بعنوان - يا قومي غزة لن تركع - بص


.. هل الأدب الشعبي اليمني مهدد بسبب الحرب؟




.. الشباب الإيراني يطالب بمعالجة القضايا الاقتصادية والثقافية و


.. كاظم الساهر يفتتح حفله الغنائي بالقاهرة الجديدة بأغنية عيد ا




.. حفل خطوبة هايا كتكت بنت الفنانة أمل رزق علي أدم العربي في ف