الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سفر الذكريات...صور عن الرياضة والرياضيين في مدينة النجف الاشرف4

فلاح صبار

2009 / 2 / 23
عالم الرياضة


ان كتابة تاريخ بلاد او مدينة او حركة رياضية او اجتماعية اوغيرذلك ‘ ليس بالامر الهين والسهل بشكل عام‘ حيث يتوجب على الكاتب او المؤرخ عند كتابة شيئا ما يتعلق بذاكرة وطن او مدينة عليه ان يتجرد من اهوائه ومزاجه الشخصي الذاتي الخاص‘ بالاضافة الى ضرورة توفر المصادرالمتخصصة او المتاحة لديه والمكتوبة في هذا المجال‘ او في اي ضرب من الانشطة المتعددة .
لقد اعتمدت شخصيا على المطبوع الوحيد المتوفر على الساحة الرياضية النجفية اليوم فقط وهو / تاريخ الحركة الرياضية في النجف/ للاستاذ الحاج علوان السفير الذي ساعدني في تذكر بعض الاسماء‘ اضافة الى ذاكرتي التي اعتبرها متقدة بعض الشئ ‘ولقد احببت تسليط الضوء على الشئ النزير من اوجه النشاط الرياضي الكروي في المدينة للفترة بين اواخر الخمسينات والى بداية السبعينات .... واستمحيكم العذرمسبقا لعدم تغطيتي الكاملة لكافة اوجه الحركة والانشطة الرياضية في المدينة ‘ولذلك وسمت العنوان ... بسفر الذكريات هذا / بصور عن الرياضة والرياضيين في مدينة النجف الاشرف/ ولم اقل ... كل الصور.../ وان ترد احيانا اسماء بعض المتميزين في الالعاب الرياضية الاخرى هنا وهناك ‘ كالعاب الساحة والميدان وكرة السلة والطائرة‘ وكمال الاجسام والمصارعة ‘والمنضدة وغيرها.
في اواخر عام1965 كنا بعض فتية نعشق الرياضة والرياضيين في مدينتنا الوادعة ‘ اذ كان نجوم الرياضة في المدينة ‘ ينظر لهم بعين الرضا والاحترام‘ونعتبرهم مثلا رياضيا لنا مما جعلنا نتماهى بهم وكل منا يحلم ان يكون لاعبا متميزا. وسأبحر في سفر الذكريات لسرد ما استطيع من تذكره ... اذ بدأت نواة مثمرة تنمو داخل الحركة الرياضية النجفية...في النصف الثاني من الستينات...حيث كانت الحالة الرياضية في عموم العراق تقريبا اشبه بالمعطلة نتيجة الاضطرابا ت والانقلابات السياسية في العراق وفي المنطقة عموما انذاك.
في تلك الفترة كما ذكرت كنا مجموعة من الفتيان في محلة العمارة قد شكلنا فريقا يمارس لعبة كرة القدم في السور ...وهي تسمية... لسور النجف القديم الذي يحيط بمحلات مدينة النجف القديمة/ العمارة والمشراق والبراق والحويش/وكانت الكرة التي نلعب بها هي عروس مجموعتنا - طوبة ام تلث دراهم- ولقد دخلت السوق- أم 4 دراهم- بعد ذلك... ولم تنجح كثيراهذه الكرة الاخيرة لقساوة مطاطها - وكنت قد اشتريتها شخصيا من مصروفي الخاص . كنا نرسم مرمى على الحائط ‘مستطيلا يتناسب مع اعمارنا ‘صغيرا نخطه بالفحم- الخاكة- بعد جلبه من بيوتنا‘ ونبدأ اللعب بعد الظهر وعند انتهاء دوام المدارس ... لا يهمنا برد او مطر او عجاج او اي شئ اخر !!! وكان صراخنا وصياحنا وسقوط – الطوبة- احيانا على سطوح او باحات البيوت تقلق الجيران. وغالبا ما يتوقف لعبنا ‘ عند مرور / الربلات...وهي عربات تجرها الخيول لنقل الناس / ولاحقا بدأت البلدية بتسيير/ باص المصلحة اي الامانة/ اذ كانت تنقل المواطنين من طرف لطرف اخرمن المدينة وحتى الوصول الى حديقة الملك غازي ومنطقة حنون والمناطق البعيدة نسبيا التي تحيط بالمدينة ... حيث ربطت المدينة بهذه الوسيلة الجديدة ‘اضافة الى اللوريات التي تنقل الجص والطابوق واشياء اخرى وتسمى
– القچمات - وهي عديدة في المدينة انذاك. كنا نقيم سباقات في الطوبة -ام تلث دراهم - مع فرق الازقة الاخرى‘ ونتمتع ... ولم نكن نتوقع بأن تصبح مجموعتنا فريقا ذات شأن ومهما الى حد ما في الحياة الرياضية النجفية على صعيد فرق الناشئة كما كانت تسمى وقتئذ حيث تشكل فريق اتحاد الفتيان الرياضي .
لقد كانت الرياضة في المدينة في تلك المرحلة التاريخية‘ غير نشطة قياسا بفترة الخمسينات و بداية الستينات‘ نظرا لاسباب متعددة منها كثرة الانقلابات السياسية وتأثيرها على الحياة العامة بوضوح.

وتمر الشهور‘ وبدأنا نكبر قليلا ‘فاضطررنا الى تبديل ساحة لعبنا في السورالقديم ‘ لان الشارع لم يعد ممكنا و مقنعا لنا ‘ فتوجهنا الى مكان اخر ... الى- منطقة الجدول- وهو نهير تحتضنه بساتين النخيل والحمضيات ومساحات واسعة من الخضروات... وتسمى احيانا الشواطي ...وتقع غرب المدينة باتجاه بحر النجف ‘ ورتبنا ساحة للعب كرة القدم هناك حيث كانت - كوم - ملابسنا.... تحدد ملامح المرمى و الهدف .
كنا نتجمع ثم ننزل كمجموعة واحدة - كأمان لنا - من خلال- الدهديوه- او نزلة مقام – صافي صفا- او- الدرعية – ومقام زين العابدين (ع) الى الجدول بالقرب من النبعية. والنبعية... هي اقرب ما تكون الى حوض سباحة ملئ بالماء ‘ ولكن للجاموس فقط حيث- يگيل فيه- أي يستريح!!! إذ كانت بعض العوائل في طرف العمارة تعمل على تربية الجاموس واستخراج الحليب و الجبن والروبة –والگيمر- منه لبيعه في الاسواق... واستمر الحال على هذا النحو فترة من الزمن.

في عصر يوم خريفي ‘كنا هناك...نلعب الكرة وهذه المرة.... تطورالوضع قليلا ! حيث بدأنا نلعب بكرة قدم جلدية – گريگر ام القيطان- ولكنها غير مستديرة بشكل تام.
نحن متحمسون فرحون من هذا الامر‘ لأن عدد من الفرق الشعبية كانت قد اعتادت اللعب في تلك المنطقة ايضا... وفي يوم ربيعي يفوح منه عطر الورد البري الساحر ‘واذ بمجموعة من الشباب اكبر منا سنا يقفون ويتابعون لعبنا... لقد عرفنا بعضا منهم‘ كانوا اصدقاء لاخوتنا الكبار‘وكان قسم اخر منهم لا نعرفه ‘ الا انهم من منطقتنا على كل الاحوال حيث كانت العوائل تعرف بعضها البعض الاخر‘ وكان منهم الاستاذ الصديق المرحوم قاسم الواعظ ‘وكان يلعب مع فريق الجمهور الرياضي وهو اكبر منا قليلا‘ وكان الاخر هو الاستاذ شاكر حجيجو ‘وهو شخصية رياضية صادقة ‘ ومعهما الصديق كاظم محبوبة حيث كان عسكريا بالقاعدة الجوية في مدينة كركوك‘ ويأتي لزيارة اهله في النجف‘ وهو شخصية تعشق الرياضة... ومتحمس لها.
ملاحظة... لرسم صورة بعض الفرق الكروية عن تلك الفترة :
في تلك الحقبة الزمنية كانت فرقا رياضية كروية اهلية قد بدأت تفقد بريقها‘ ومنها فريق الاهلي ‘واتحد الفضلي‘ وبعض الفرق في شارع المدينة- لم تحضرني اسمائها للاسف- وكان نادي الغري يهتم بالعاب الحديد والمصارعة وكمال الاجسام والسلة والطائرة اكثر من اهتمامه بلعبة كرة القدم ‘كما كان فريق الجمهور الرياضي و نادي التضامن ايضا‘ ولكن ليس بالشكل المقنع والفاعل لاسباب متعددة. وبرزت في تلك الفترة بعض اسماء الرياضيين منهم الاخوة والاصدقاء صاحب شنان‘ وناجي الدباغ – ناجي عفاريت- وكامل هاني وحميد زاغي وسالم صبار واموري مظفر‘ وجواد العادلي ومالك فلفل‘وجعفوري البهبهاني ومحمد الشخص‘ وهادي الجواهري وسعد بشبوش وفؤاد الصائغ واخرين.

مرت اسابيع وهؤلاء الشباب يحضرون لمشاهدتنا ونحن نلعب الكرة‘ وقد ساعدونا في بعض الاحيان بجلب بعض الملابس الرياضية وكرة قدم جديدة‘ فتشكلت علاقة رياضية بيننا بعد ان عرف بعضنا البعض جيدا. ثم جاء الوقت المناسب عندما فاتحونا وبالتحديد الاستاذ شاكر حجيجو‘ والاخ كاظم محبوبة وكلاهما من محلتنا –العمارة- كمجموعة كاملة لتشكيل فريق رياضي كروي منتظم يتولان فيه سبل تدريبنا والاهتمام بنا‘ والاهم من كل هذا هو ان يكون تدريبنا في ملعب الادارة المحلية بالنجف‘ اضافة الى حصولنا كفريق‘ على غرفة في الملعب ذاته كمقرلنا ... وكان في الملعب نفسه وقبلنا فريق الجمهور الرياضي ومنهم اصدقائي اسماعيل العبايجي وقاسم الواعظ وعبد الحسين محبوبة وعباس الحلو واحمد بديوي وعبد الزهرة التركي وعادل محي الدين وباقر الكرباسي واخرين .
وبعد نقاشات بيننا كمجموعة تقطن في منطقة واحدة وجيران بنفس الوقت‘ قررنا المضي قدما نحو هذه الخطوة المهمة لاي هاو في لعبة كرة القدم ‘واتفقنا على الانضمام والتنظيم تحت مسمى / فريق اتحاد الفتيان الرياضي / في منتصف عام 1967 ومن ضمن هذه المجموعة كان زملائي واخواني الاعزاء ... اللاعب عبد الحسين صادق- عبودي- حيث اصبح كابتن نادي الغري والنجف لاحقا‘ وهو الان عقيد شرطة كما اعتقد وكان مسؤول العاب الشرطة في المحافظة ‘وكان معنا ايضا سيد احمد النوري‘ وهو اخطر خارج يسار في تلك المرحلة وحتى منتصف السبعينات‘ وعيسى واخيه يحيى جيوان‘ وحامي الهدف المتميز جاسم ‘والصديق النبيل الفنان والكاتب ذياب مهدي آل غلام ‘وطالب المحتصر لاحقا ‘ وجودة العبايجي ‘ وصباح امطوك ‘ وقيس الخاقاني ‘ولاحقا اموري الشخص ‘وجاسم التركي ورشاد حميد ‘صبحي‘ ومحمد رضا – بله- والكاتب ‘ والعزيز هاتف شمران مدرب نادي النجف الان / ارجو ان يوفق في الدوري الكروي الممتاز في هذا العام /... واخرين.
بدأت حالة رياضية ممتعة نشعر بها ونحن نلعب الكرة‘ ولكن هذه المرة تبدل الحال‘ حيث كنا نرتدي الادريسات والشورتات ونلعب باكثر من كرة – تازة ام الابرة - وهو شئ جميل في تلك الفترة ‘ بالاضافة الى تواجد نجوم الكرة في المدينة في ملعب الادارة المحلية .
لقد منحت هذه الحالة الرياضية الجديدة دافعا قويا لنا لزيادة التمرين يوميا تقريبا ‘وقد خلقت بيننا علاقات اجتماعية بديعة‘ حيث تعرفنا على اصدقاء جدد لديهم مواهب متعددة اضافة لحبهم للعب كرة القدم‘ حيث كان هناك من يكتب الشعر‘ ومن يمارس هواية الغناء ومنهم الاصدقاء الاساتذة عبد الزهرة التركي‘ وناصر ثنوان‘ واحمد بديوي ‘ورسول محبوبة ‘ وفيصل الصراف واخيه احمد واسعد شكر واخرين‘ وكان جلهم ضمن مجموعة فريق الجمهور الرياضي.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول سعودية تفوز بمنافسات كأس العلا.. قصة -شغف- ريما الحربي ب


.. أب أمريكي متهم بالتسبب في وفاة ابنه بسبب سوء المعاملة وإجبار




.. ولي العهد رئيس الوزراء يلتقي الملك تشارلز الثالث في جناح الب


.. الملاكمة المحترفة صوفيا نابت: حلمي أن أمثل المغرب




.. غولف من دون ملاعب.. كيف تطورت هذه الرياضة بالسعودية منذ فترة