الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. صورة اخرى

عمران العبيدي

2009 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لم يعد الهدوء الواضح الذي يسود الشارع العراقي بعيداً عن الانظار ، فنحن الأن لسنا بحاجة الى ارقام او رسوم بيانية لنتأكد من ذلك ، فكل شيء واضح، فلم يعد العراق يتصدر نشرات الاخبار،لا لأنه قليل الاهمية ، بل لان العنف بحد ذاته هو من يفتح شهية وسائل الاعلام اولا، ومادام العراق يخلو من العنف الان فأنه لايمكن ان يتصدر اخبار الفضائيات .
اصوات الانفجارات اليومية واطلاق النار والجثث المجهولة وازمات الوقود وطوابيرها ، اضف الى ذلك حالات الزحام اليومية في الطرقات كل هذه المسميات كانت تتصدر احاديثنا الصباحية سواء في دوائرنا او الشارع ، ولكن اليوم الصورة مختلفة تماما .
النفس الطائفي هو الاخر اخذ نحو الانحسار والاندثار ،لانه واحد من الاشياء الطارئة التي دخلت على المسميات العراقية وكل طاريء مصيره الزوال .
هذه الصورالجميلة يقابلها حذر واضح او تخوف من المجهول ، لأن عنف السنوات الماضية لم يكن بشكله الطبيعي ، لذلك مغادرته للذاكرة العراقية لن يكون سهلا بل يحتاج الى مزيد من الوقت ، مضافا الى ذلك مزيد من الثقة. ان البديل الان ليس هشا ، ولانخفي مشاعرنا بأننا نخاف ان نحسد انفسنا !!
الصورة التي نعيشها والاجواء الجديدة اخذت بتأثيرها الى خارج العراق ، فما توافد الدبلوماسيين الى العراق الا نتيجة من نتائج هذا الهدوء ، واصبح العراق ساحة جذب سياسي بدل ان يكون منطقة جذب للارهابيين.
الحركة السياسية الداخلية في العراق ليست بموازاة هذه التطورات ، والاداء السياسي الداخلي لايخطو بنفس الثقة ، فالملاحظ ان اي خلاف يمكن ان يتصدر الاخبار وان كان لايستحق ذلك ، بل ان لغة الاتهامات واضحة في تصريحات بعض السياسيين وانعدام الثقة لايمكن اخفاءها ، واسلوب المحاصصة الذي فرضته ظروف سابقة لم يستطع السياسيين تجاوزه لحد الان .
الاداء البرلماني والذي هو الانعكاس لصورة الاداء السياسي مازال هو الاخر دون المستوى المطلوب ، فمستحقات المرحلة القادمة كبيرة قياسا للزمن المتبقي من عمر الدورة الانتخابية .
وبالرغم من كل ذلك فأن مايهم الشارع اولا هو ذلك الهدوء الذي يتيح لهم حرية الحركة وممارسة انشطتهم الاجتماعية بعيداعن هموم السياسة وتشابكاتها، فهذه الاشياء من اختصاص السياسيين وهم من يتكفل بحلها .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير