الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة ألاستقالة في العراق الديمقراطي وكيفية التعامل معها .. استقالة وزيرة المراة إنموذجاً؟

ناصرعمران الموسوي

2009 / 2 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ثمة مخاضات كثيرة أفرزتها التجربة الديمقراطية في العراق الجديد وأينع ثمار ولاداتها المباركة، فقد احتاج البلد الى الكثير

كي يهز جذع نخلته فيتساقط منها رطباً جنيا، والحقيقة إن العيون كانت ترقب المشهد العراقي الجديد فقد تقادمت حكومات وجاءت اخرى، وشهدت تداعيات الواقع السياسي العراقي جمل كثيرة، كانت معانيها تضج برنين الصراعات السياسية والمطالب الحزبية، ومنذ أن دُق إسفين المحاصصة المقيتة والحكومات تعاني شلل أطرافها وفاعلية إنتاجها فتداعت رؤى الديمقراطية وآلياتها صيد سهلا في احتراب المصالح ومن ثم اضطرار الآخر لتبني وجهة نظر الآخر، وبرزت مصطلحات عدة تم التأسيس لها ديمقراطيا ضمن البناء الجديد . ولمّ لا فالتجربة تصقل المفهوم وتعطيه استحقاقا أينع وانضج فشاهدنا استقالات كثيرة لوزراء هذا الحزب او ذاك التيار بعضها عاد وغادر الآخر دون عودة، إلا أن مايشفع لآخر الاستقالات هو أنها ابتنت مفهومها وقرارها على جملة من الأسباب المهمة يقف في أول طابور أسبابها الصفة الأنثوية كونها وزارة خاصة بالمرأة وهي وزارة فرضتها تداعيات المرحلة المحاصصية والتشبث بالتقدمية الجديدة التي تؤمن بالثقافات الحاضرة التي تشكل فيها المرأة عنصرا جوهريا وفعالا في البناء الجديد لثقافة حقوق الإنسان، وقد أقدمت السيدة السامرائي وزيرة المرأة بإعطاء إنموذج حي للمسؤولية والوقوف على تهميش المهمش والتعامل بروح عصرنه الطرح والموضوع وجاء في أسباب تقديم استقالتها إنها لايمكن أن تكون وزيرة بلا وزارة، إن وزارة المرأة ورغم عمرها القصير نسبيا إلا إنها تستطيع لو منحت فرصة الوجود والفاعلية أن تحل قضايا عالقة جداً لها تأثير مجتمعي خطير، إلا إن كل مشاريع واستراتيجيات عمل الوزيرة يصطدم بالنظرة إلى وزارة المرأة المتأتي من الموروث السلبي المستقر في ذاكرة الجمع لدى المجتمع والمسئول، ورغم أن استقالة السيدة وزيرة المرأة جاءت في معترك خطير جدا في خضم الاحتراب الانتخابي وأزمة رئيس مجلس النواب، حتى إن الموضوع تم التعامل معه بشكل عادي جداً، إلاان المؤشر الذي يجب الالتفات إليه في استقالة السيدة وزيرة المرأة هو التأكيد من قبل الوزيرة على تحقيق المعادل الديمقراطي الذي تم من خلاله استحداث وزارة للمراة فالمرأة تأبى في عراق جديد أن تكون رقما ضمن محاصصه سياسية، لقد أرادت أن تصل صوتها بانها ممثلة للمرأة لا للحزب ضمن المحاصصه، وحين تكون ضمن المسئولية والتمثيل فهي صوت المرأة العراقية بكل ما تمثله من سنوات الجور والظلم والتهميش، وكم كنت في شوق جدا لسماع الصوت النسوي الهادر المآزر لقرار استقالة السيدة الوزيرة إلا إن ذلك لم يحصل والسبب وواضح جدا، هو أن المناخ الثقافي وبخاصة للمرأة سياسيا لما يزل يعيش توهانه بل هو مشكل ضمن منظور تشكيل وزارته الرقم الحسابي في عدد الوزارات وليس الفاعلية والدور، إن قرار يترجم المسؤولية كقرار الاستقالة إنما يبني عراقاً جديدا يتجاوز مفهوم التشبث ألمنصبي والإداري على حساب الإنتاجية والتحقيق، ومن المؤشرات السلبية الاخرى إن التعامل الإعلامي مع الاستقالة كان بسيطا ولم يتم تسليط الضوء على حدث مهم وهو أن تقدم وزيرة لشؤون المرأة استقالتها لرئيس الوزراء تعلن فيها أنها أما أن تكون وزيرة ووزارة وأما أن تكون منتجه في مجال آخر وتترك الأمر لمن يرتضي أن يكون كذلك، ومثلما سعت الوزيرة في تقديم استقالتها لتعزيز النهج الديمقراطي الصحيح والثقافة المسئولة كان يجب التعامل معها من قبل رئاسة الوزراء بذات المنحى والاستماع لأسباب استقالتها وبخاصة أنها لم تكن شخصية بل كانت مهنية شكت ْ فيها تلكؤ عملها وإستراتيجية تحقيق أهداف وزارتها ضمن المنظور ألبرامجي الذي يعمل على الاهتمام بالمرأة وتحقيق عصرنه جديدة من التعامل معها ضمن رؤية دستورية وقانونية وثقافية ومجتمعية، فالمشكل التي تعاني منه المرأة العراقية الآن هي مشاكل العراق المقبله، وعليه لابد أن تكون الوزارة الخاصة بالمرأة حالة تهيئ لخلق العلاج والحلول على كل المستويات للارتقاء بالمرأة التي عانت من الاضطهاد والتعذيب والعنف والإرهاب بل هي الضحية الأولى في أي عمل إرهابي، أن صاحبة القرار الشجاع بتقديم الاستقالة هي نموذج لابد من التعامل معه بالمسؤولية التي يجب النظر اليها، وعليه أطا لب منظمات نسويه ومنظمات مجتمع مدني مؤازرة الوزيرة التي تمثل صوتهن وهمومهن وأطالب الكل في الوقوف لإعادة وزيرة فضلت نجاحها وتأدية أمانتها على حساب المكاسب والمناصب وهي دعوه أيضا وبصوت عالي لدعم وزيرة شجاعة والطلب اليها بسحب استقالتها والعمل على الاهتمام بوزارة المرأة بالشكل الذي يليق بتمثيل المرأة العراقية والنهج الديمقراطي الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هناك من سبقها
المنسي القانع ( 2009 / 2 / 22 - 22:56 )
الأستاذ ناصر المحترم
سبق أن إستقال وزير العدل (والعدل عملة صعبة غير متوفرة) ولم يأتي وزير بدله وقد مر ما يزيد على سنتين ! والآن إستقالت وزيرة شؤون المرأة وسوف لن تأتي وزيرة بديلة فما حاجتنا كحكومة للمرأة أو للعدل والمرجعية والعمائم والدشاديش الميني موجودة
وأقول لك سراً ---- لو إستقالت الحكومة كلها لن يتغير أو يتأثر أيّ شيء .
فإطمئن و(طه) .
تحياتي

اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل