الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاملات حسية

لطفي الهمامي
كاتب

2009 / 2 / 23
الادب والفن



إلى روح
صالحة الهمامي


زرتها
بعد أن زارني طيفها
كانت تضحك / من شدة عُواء روائحها
و الألبسة الزاهية تنفرها
رأيتها تلد العصافير/ تسجد للحياة في كل مساء
المقبرة
خاوية تنتظر العيد
و القبر الأصفر/ يحاول النبات امتصاصه

الأصفر كاليتيم
أجلس على ركبتيه كي ألامسه
يهزني النعاس/ و يجرى البال دفقا في الممات
تكدست عظامي وسط [حِجرها] كأنها تاج الياسمين المنثور على عنقي المتهاطل ترابا
كنسا للشوارع المرتجفة من ممات محتوم
أطلقت يديّ لأنبش صدرها
فاخترقت مخالبي ثديها وهي الصائحة
[أين قلبها]
تكدست عظامي وسط [حجرها] ثم إني أعذبها / و تنزلق مخالبي إلى حلقها
تتجرع قسوتي
إني أراها
ثم إني أُقبل مُحيّاها

و أعاود نبش وجهها / ثم حوضها: و أقول
[هذا مخرجي للحياة سأُقبّله خجلا]
ترتعش يداي فألملم أصابعي حياء / و لكن يخونني قبح عيناي
و أرى
[ثقبا خواء]
أستعيد صورة ألمي في الحياة
وزعي أيتها المقبرة عظامي لتنهشها الجثث
ازرعي الماء في الممددة
[على الأتربة]
لأعضض قلبها المفقود: فرحا
و لأرضع حلمتيها فأبللهما بالريق البارد
ثم أشم طينها و حوضها حيث نبتتُ
ما أسعدني الآن (..........)
و أنا أخبئ جمجمتي بين ضلوعها / [و قد نخرها الدود]

أيتها المقبرة
اليوم كفكفي شوقكِ إلى الأموات و ابصقي في جذعها الحياة قليلا لأراها وسخة فأنفض عنها الطين
فتباغتني بعطر الجِيَفَةِ فأسكر
أيتها المقبرة
[لماذا يدثرني صقيعك / فارجميه]
بجمرة الماء
و انفخي في سريرته
جمرة الهواء
ثم ادلقي على لحيتي بقايا ماء الوجه
ليشد قامتي إلى السماء [كالزهرة الذابلة]

في صبيحة الريح سقطتُ مرات
سمعت صوتا يرثيني
و(.....) ينـادينــي
[تمهل......أ
مُّ........
كَ...]
خِفت ... ثم ... خِفتُ
أطلقتُ وجهي للريح و غمغمتُ
ثم ركنتُ وجهي إلى وجه القبر
في صبيحة الريح وجدت رُكبي دامية وقد علِق بخِرَقي الدرن فأدركت أن الميت ذاكرة
[و أن الحي ذاكرة]
و أن الذاكرة خائنة بصوتها الأخاذ


تونس:لطفي الهمامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال