الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو شكل الطبخة القادمة في الكويت ؟

كريم الهزاع

2009 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


دعوة صحيفة القبس إلى مؤتمر للحوار الوطني هو في حقيقته ناتج عن الشعور بالمرارة لما آلت إليه البلاد من فوضى ، وهذا شعور جميع الشعب الكويتي وسؤال كل مقيم على أرضها وكل متابع لها من بعيد عبر وسائل الأعلام ، ولا نعلم هل كل هذا يقع تحت بند " الفوضى المنظمة " أم أن خيوط اللعبة لم تعد بيد الحكومة وأن صراع القوى على الساحة هو أكبر من السيطرة عليه أو ترتيبه ، وهل كل هذا الصراع داخلي فقط أم أن أطراف خارجية تتحكم به ؟ وهل ترتيب البيت الكويتي يقع من ضمن ترتيب البيت الخليجي أو الشرق الأوسط الجديد ؟ أم أن كل ما سبق هو من أفكار وأوهام واحد " يخرف بما لا يعرف " وأن كل ما يحدث هو لعبة بين الحكومة والبرلمان لا أكثر وإدخال الشعوب في دوامة " السبع دوخات " ، ولكي يقال بأن لدينا حراك ثقافي اجتماعي سياسي ديمقراطي وأن كان في نهاية الأمر هو " طحن بلا طحين " ، ولكي تدور الحياة وتتحرك البلاد بشكلها المرضي هذا تم صناعة كل ذلك ، ومن أجل أن يلوك كتاب الأعمدة والصحفيين مادة لهم تقتل أوقاتهم وتنفس عن أرواحهم ، لذا هم يعلكون علكتهم اليومية ، ومن ثم يأتي القارئ ليلوك من وراءهم بقاياهم في أحاديث الديوانيات والمجالس ، ونعود ونقول وعلى الرغم من كل ذلك ، وعلى الرغم من النوايا الطيبة لجريدة القبس ، إلا أن دعوتها تظل في أطار القفز على مؤسسات الدولة الدستورية وتهميشها ، كما جاء في مقال د . فهد الخنة المنشور في جريدة الوطن وعنوانه " أين العلة ؟ " ، لذا أضم صوتي لصوته ، نعم ، فالكويت بلد دستوري ديمقراطي السيادة فيه للأمة ويحكم بواسطة سلطات دستورية " تنفيذية وتشريعية وقضائية " ، و حل الأزمات التي تعيشها الكويت يتم وفق الخيارات والآليات الدستورية أمّا إعطاء أفراد أو تيارات سياسية خارج الأطر الدستورية دور هذه السلطات وصلاحياتها فهو أولا لن ينتج أي أثر سوى استمرار حالة الجدل ، أمّا الحوار فهو قائم الآن ومتاح سواء من خلال وسائل الأعلام أو من خلال اللقاءات بين القوى الفاعلة في المجتمع ، التي نأمل أن تأخذ خطاها واستمراريتها وجديتها لتساهم في انتشال الوطن مما هو فيه من أزمة ، وحقيقة الأزمة هي عجز السلطة التنفيذية عن ممارسة دورها وتحمل مسؤوليتها وترك البلد تعيش حالة من الشلل التام في شتى مناحي حياة المجتمع ، ولم يبق لنا إلا الحياة الروتينية في الدولة ، وزراء ونوابا وموظفين وطلابا ومدرسين يذهبون كل صباح إلى أعمالهم ويعودون إلى بيوتهم ظهراً والدولة تنجز الأعمال الروتينية لحياة المواطن ، ان الكويت تعيش حاليا بلا مشروع واضح للدولة والمجتمع، والنظام يتحمل اكبر جزء من المسؤولية وهو يعلم أين العلة ، ونحن بانتظار المبادرة منه لإصلاح الأمور واختيار كفاءات وخبرات شابة واثقة لها رؤية وبرنامج لإصلاح حال البلد وقيادتها من جديد إلى مشروع وطني تنموي يعيد للكويت ومجتمعها الحيوية والمبادرة والإبداع ويحدد أهداف المراحل المستقبلية ويشرك المواطن في تحمل مسؤولياته سواء المشاركة في هذا المشروع أو في حسن اختياره لأعضاء مجلس الأمة الذين يساعدون على ذلك ، اما تحميل مجلس الأمة المسؤولية وهو مجلس يتكون من أعضاء متناثرة اهتماماتهم ورؤاهم وأولوياتهم ، تحميله مسؤولية تردي أحوال البلد هو هروب حقيقي من المسؤولية ، وفي الختام هل سنجد إجابة لتلك الأسئلة المقلقة المطروحة أم أن الحال ستظل كما هي عليه إلى أن تستوي الطبخة القادمة ، وما هو شكل الطبخة القادمة يا ترى ؟ فكروا معي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة