الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق عربية للإنسان … أم حقوق إنسان عربي

أنور البني

2004 / 3 / 28
حقوق الانسان


تظهر بين الفينة والأخرى نداءات آخرها من الجامعة العربية تطالب بوضع ميثاق عربي لحقوق الإنسان , ولا أدري , ولم يبين المطالبون أو المنادون إن كانوا يقصدون حقوق عربية للإنسان مميزة عن الحقوق العالمية أي أن هناك حقوق عربية خاصة يجب أن يتمتع بها ( أو يحرم منها ) الإنسان في الوطن العربي تختلف أو تتناقض أو تزيد عن الحقوق العالمية أم يريدون تمييز الإنسان العربي بالذات وأينما كان بحقوق لم ينص عليها الميثاق العالمي ,باعتبار أن الإنسان العربي مميزا فيجب أن يتمتع ( أو يحرم ) من حقوق بعينها نظرا لخصوصيته ( خصوصيته…تخلفه …. عدم وصوله لمستوى التمتع بحقوق الإنسان …. عدم اعتباره إنسان أصلا ) .كما يحلو للسلطات الرد عندما يتطرق الحديث لموضوع الديموقراطية وحقوق الإنسان في الدول العربية .
إن هذه الدعوات تحاول حرف المياه لتصب في طواحين السلطات القمعية والديكتاتورية العربية وتهدف إلى ليّ عنق مسألة حقوق الإنسان ووضعها في قمقم الحصار الأيدلوجي المسبق الصنع وجعلها أداة لخدمة الشعارات واللافتات البراقة التي حكمتنا بها السلطات الديكتاتورية طيلة عقود من الزمن وما زالت تطلق آخر أسلحتها الشعاراتية بمواجهة المدّ والدعم العالميين الذي يلقاه موضوع حقوق الإنسان في العالم اليوم .
وكما لوت هذه الأيدلوجيات القومية والمغلقة والأنظمة الديكتاتورية عنق المسألة الديموقراطية وأدخلتها في دهاليز الشعارات البديلة لتخدم مصالحها ( الشورى .. الديموقراطية المركزية .. الديموقراطية الشعبية .. حكم الأغلبية .. ) وغيرها من الشعارات التي مسخت مفهوم الديموقراطية وشوهته وأفقدته معناه ومحتواه وامتطه لتمارس قمعها وتسلطها على شعوبها , هاهي اليوم تقوم بنفس المحاولة وبنفس الأسلوب والطريقة لإفراغ مفهوم حقوق الإنسان من محتواه ومضمونه بإيجاد بدائل ومسميات ومفهوم مختلف ينطبق على مزاجها وأفكارها بحيث تتخلص من الضغوط المتزايدة التي تطالب بحقوق الإنسان من جهة وتستعمل هذا المفهوم الجديد الذي ستخترعه مطية إضافية لإطالة عمرها بالسلطة .
كما لم يوضح أصحاب هذه الدعوات كيفية حلّ الإشكاليات بين الإعلان العالمي وملحقيه الخاصين بالحقوق الثقافية والسياسية والاقتصادية والميثاق العربي الموعود , وأيهما أولى بالتطبيق عند التناقض أو الاختلاف, أم أن الموضوع مطروح أساسا للتهرب من تطبيق الاتفاقيات الدولية والالتزام بها بحجة الميثاق العربي ! .
أن الإنسان هو كائن متساو بالحقوق في كل بقاع الأرض ومهما كان لونه أو عرقه أو دينه وتحت أي مسمى كان . وأن هذا الإنسان يجب أن يتمتع بنفس الحقوق في أي بقعة كان يعيش فيها , ولا يمكن القبول تحت أي مسمى أو ذريعة حرمان أي شخص من حقوق يتمتع بها سواه ,
فإذا كانت نوايا أصحاب فكرة الميثاق العربي أن تزيد من حقوق الإنسان العربي فلنجعل هذه المطالب عالمية بزيادة حقوق كل إنسان في العالم .ولماذا نخصصها بالإنسان العربي فقط.
أما إذا كان الهدف منها حرمان المواطن العربي من حقوق تم إقرارها والالتزام بها عالميا ويتمتع بها كل إنسان في العالم . فإن هذه النداءات والمطالبات مهما كانت مبرراتها وذرائعها وأسبابها مدانة , وبئس كل محاولة لتشويه صورة الإنسان العربي وهضم حقوقه وإنكار إمكانيته بالتمتع بكافة حقوقه خدمة لذوى السلطة أو الأيدلوجيات .
المحامي أنور البني
عضو جمعية حقوق الإنسان في سورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا الأولى عربيا وإفريقيا في حرية الصحافة | الأخبار


.. الأمم المتحدة تحذر من وقوع -مذبحة- جراء أي توغل إسرائيلي برف




.. أهالي الدقهلية يشاركون في قافلة لإغاثة أهالي فلسطين


.. يوم حرية الصحافة العالمي: قتل في غزة، قيود في إيران وسجن في




.. طلاب جامعة مكسيكية يتظاهرون تضامنا مع فلسطين