الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفسيفساء المنخور

أحمد حيدر

2004 / 3 / 28
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كل صار يردد هذه العبارة ، وفي كل الأمكنة ، كأنها النغمة الأخيرة المتممة للكرنفال ، أدرجت في المناسبات الخاصة والعامة ، وعلى كافة المستويات الرسمية ، والشعبية ، بهتت ألوانها ، وفقدت توهجها من كثرة التكرار ( بمناسبة ودون مناسبة ) استهلكت تماما ، مثل المناسبات ، والأعياد التي تتكاثر هزيمة ..بعد هزيمة .. ! ا بعضهم يرددها بببغاوية ، دون أية دراية بمكنوناتها ، وبعضهم يرددها لتبرير سياساتها الموجهة من قبل اللوبيات المخفية !؟ أساء اليها كثيرون عن سوء فهم ، وآخرون تعمدوا في الإساءة اليها ، وفي جميع الحالات ثمة من كان يدفع الثمن ( ضحايا مجهولون ) !!
وهكذا تعددت الاجتهادات ، وتنوع استخدامها حسب التطلعات ، والنوازع ، كما ان الظروف الاستثنائية ( الزمكانية ) حالت دون التوصل الى مفهوم مشترك للمعزوفة النشاز ، أسهمت بدورها في تعميق الهوة بين جميع الشرائح المتنافرة ، المتآلفة ال…..
مع مطلع الألفية الجديدة ، وبعد التغييرات الهائلة التي طرأت على الرؤى ، إقليميا ، وعالميا ، تبنتها جميع التيارات السياسية ، وبمختلف اتجاهاتها ، لإضفاء ( العصرنة ) على مشروعها ، والارتقاء بمستوى خطابها السياسي ، الفكري ، الإيديولوجي ، وعدم مقدرتها على أداء الرسالة المنشودة بالرغم من الشعارات الطنانة التي كانت تتشدق بها عبر الأجيال المتلاحقة !! وان التقوقع على الذات ، والادعاء بالتمايز وإلغاء الآخر – حسب مفهوم لويس الرابع :أنا الدولة – تتنافى مع التحولات الديمقراطية الجارية في العالم ، والثورة التقنية التي حولت العالم الى قرية كونية صغيرة !!؟؟
بعد أحداث مدينة القامشلي الفجائعية في 12- 13 3 2004 ، الفتنة التي افتعلها بعض المندسين من بقايا النظام العراقي (السرسري) صدام حسين ، وحدوث ماحدث ، بدأت هذه النغمة تبرز على السطح ( الفسيفساء البهي ) ثم الحقت بها عبارات ( مشتقات ) من قبيل : الموزاييك ، ألوان الطيف ، النسيج الوطني … الخ !!؟ للتعبير عن حالة الانسجام بين الاثنيات العرقية ، والدينية التي تعيش في منطقتنا ذات الأغلبية الكردية ! ! ومن يتمعن في اللوحة البانورامية هذه ، يكتشف بيسر ، مكامن الخلل ، الواضح الفاضح في بنية اللوحة ، لأنها لا تحتمل التخييل ، فالفرو قات واضحة بين حجوم الأحجار المتلاصقة بشكل عشوائي ، تعسفي ، وتداخل الأشكال الهندسية المختلفة بعضها ببعضها الآخر ، والمساحات المعتمة ، ناهيك عن طريقة عرض اللوحة ، والأهم من ذلك طغيان اللون الواحد و( هيمنته ) على مجمل عناصر اللوحة مما أدى الى إخفاء المعالم الجمالية فيها ، فلا أحد يتخيل منظرا طبيعيا ، استخدم في رسمه لونا واحدا فقط : الأحمر مثلا ، عندما تظهر الجبال حمراء ، والأشجار حمراء ، والمياه ، والبيوت ، ووجوه البشر ….الخ !!!!؟
فالفسيفساء منحوتة إبداعية ، تتطلب الدقة في التعامل مع العناصر المتنافرة وجزئياتها الصغيرة ، واظهار الأبعاد ، والحجوم ، والنسب بشكل منطقي وقريب من الواقع ، وبما يتناسب ووظيفة كل عنصر !

للأديبة ( الثورية ) ناديا خوست مؤلف ضخم من ثلاثة أجزاء تتحدث فيه عن الفسيفساء في (بلاد الشام ) بدءا من العرب ، وانتهاء باليهود ، ملابسهم ، وأكلاتهم الشعبية، وسهراتهم ، وأعراسهم ، والعابهم ، ورجالاتهم ، وأحزانهم ، ….!!!؟؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه : هل تسمح وزارة الثقافة بطباعة كتاب توثيقي عن الفسيفساء في الجزيرة ، تسلط الضوء فيه على التراث والفلكلور الكردي ؟ هل تسمح وزارة الثقافة بترجمة قصائد من الشعر الكردي أسوة بالآخرين الشعر العبري مثلا ؟؟؟؟ ومشاركة الفرق المسرحية الكردية ( خلات – نارين – آزاد – ميديا ) في المهرجانات المسرحية التي تقام سنويا في المحافظات ؟؟ أسئلة وأسئلة ..
والإجابة عنها تكون متممة للفسيفساء المنشود !!؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا


.. أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الشيخ أحمد




.. قوات النيتو تتدرب على الانتشار بالمظلات فوق إستونيا


.. مظاهرات في العاصمة الإيطالية للمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعي




.. جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تتعهد بقطع شراكاتها مع إسرائيل م