الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنت تلعق غوايتها

لطفي الهمامي
كاتب

2009 / 2 / 24
الادب والفن



تصدير:
" هذا الهواء المر... هذا العطر المر... هذه الكهرباء المرة
التي نشربها كل ليلة".
معين بسيسو


وجهها تحاصرها الكآبة
فيندس في وجهه
ينهل منه
عتابها
البنت- ليلتها تختبئ
و تتنفس حيلتها
يعطش قلبها
فتشرب من دمعتها
لما حاصرتها تجاعيد صدرها
قريتها
نهقت
تعرت كالنحل
كالبلاد البعيدة
فمن يلامس حمرتها؟
تكسو الرياح وجهها الطافح
عرقا

البنت تشرب من قدميها
لعنتها
تظل هاربة بأظافرها
في الليل تنبش رزقها
هذي الدودة
من النازل حبرا
على سعادتها
كانت ( ...........)
المياه تؤمها
في أزقتها


الأزقة ممتدة في جسدها ألفلاحي
طرقا ينهشها الصبر / تنتظر
من العابرون
على أرصفة البحر.....
تتبرج له على عتبات
خرافتها
البنت تمسك قدها
و تحتسي لبن رجولتها
تسيل( إذا جئتها صلبا
و تجف إذا هب عليها الخليل)
النهر صاح قلادتها
و النهر إذا اغتسلت فيه
يكف هديله
والى بريق عينيها يميل
من العابرون على أرصفة
البحر؟
لقطف نهديها من الحجر
و تفتيت نزوات غربتها
البنت يحاصرها التفاح من
أعلى سرتها
من الفاتح صدر السماء
بأنوثتها؟
و يزاحم- أتقياء الله-
بعفتها
تمهل
واشكم عواء حصانك
فالبنت ليست غوايتها
الليل يقبل
فمن يعترض صهيله!
البحر يرسل موجه
فمن يوقف هديله!
و البنت تحمر كقضبان
النار
قلبها جهنم
فمن يلامس سعيره؟
الليل يسرق شعاع الشمس
الشمس
لقوته تستكين
لما تحن إلى شعاعها
و تهاجم
الليل تنتصر
البنت تعلمت حكايات الليل
الشمس
تعلمت لحظة العسر
ليلتها- تتنفس حيلتها
و تتعلم حكايات جدتها
و الشمس تهذب طراوة

لوعتها
من العابرون على أرصفة
البحر؟
لقطف نهديها من الحجر
هي الآن تسقط من الفجر
فالحقوا بها
قطارها على كتفي
وأنا منشد إلى الرمل
هي الآن تسقط من الفجر
على قبري

أشّد ثوبها
أن انزلقي
إني أتحرك معها خفيفا
كالجبل
يتنحى من حولي التراب لتخرج يدي من السقف
كالجذع
أيها الهاربون من السفر
الصحراء تقد لكم
حيلتها كالبنت
و الداعون إلى اللهب
أيها الهاربون
القطار يركض
و البنت سفينته
فمن لم يلحق به
انفلت من إصبعيه
قطار , بنت , صحراء
تجديف مع السفر

فيفري 2009
تونس: لطفي الهمامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل