الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شنيشل في مهمة شاقة

طارق الحارس

2009 / 2 / 24
عالم الرياضة


الحالة الايجابية الوحيدة التي خرج بها الاتحاد العراقي لكرة القدم من مؤتمره الصحفي الذي عقده في بغداد مؤخرا هي اختياره المدرب راضي شنيشل ضمن الكادر التدريبي الذي سيقود المنتخب الوطني العراقي في المرحلة المقبلة .
هناك عاملان مهمان يحتاجهما اللاعب العراقي من المدرب الذي يشرف على تدريبه هما : امكانات تدريبية جيدة وشخصية قيادية قوية جدا .
نعتقد أن هذين العاملين يتوافران عند راضي شنيشل فقد أثبت هذا المدرب كفاءة تدريبية متميزة مع فريقين جماهيريين هما : القوة الجوية والزوراء ، إذ نال معهما لقب الوصيف في بطولتين متتاليتين في الدوري العراقي بالرغم من أن هذين الفريقين لم يضما نجوما كبار خلال الموسمين اللذين أشرف شنيشل فيهما على تدريبهما ، فضلا عن معرفتنا الدقيقة بامكاناته التدريبية التي بناها لبنة بعد أخرى منذ أن كان لاعبا محليا في الدوري العراقي ومحترفا في الامارات وقطر، وكذلك مع المنتخبات الوطنية العراقية التي مثلها لسنوات طويلة .
أما الجانب الآخر وهو الذي يتعلق بالشخصية القيادية فالجميع يعرف أن شنيشل يتمتع بشخصية قيادية قوية ومحترمة منذ أن كان لاعبا وهو الأمر الذي دعا أغلب المدربين الذين أشرفوا على تدريبه اختياره قائدا للفرق التي مثلها وكان جديرا بحمل شارة الكابتن كونه يحظى باحترام جميع اللاعبين .
نحن نؤكد هنا على أخلاق وشخصية شنيشل القيادية لأننا نعتقد أن ذلك من الأسباب المهمة التي جعلت الاتحاد يختاره لتدريب المنتخب الوطني بعد الفوضى والاستهتار والسلوك غير المنضبط الذي ظهر عليه بعض لاعبي المنتخب الوطني في المدة الأخيرة ولكونه من الأمور المهمة التي يحتاجها اللاعب العراقي في هذه المرحلة بعد أن أصبح التعامل مع مفهوم الحرية يتم وفق صور مشوهة .
في الوقت ذاته لابد لنا من الاشارة الى أننا لا نعول على هذا السلاح فقط بالرغم من أهميته ، إذ أننا نعرف حدود فوائده التي لا تدخل بشكل مباشر في الجانبين التكنيكي والتكتيكي للفريق ، إذ أن هذين الجانبين يعتمدان اعتمادا كليا على القدرة التدريبية للمدرب وهو الأمر الذي اكدناها في بداية المقالة .
نحن نعول كثيرا على قدرة شنيشل الفنية ، لكن بعضنا يشكك في هذه القدرة من خلال التبرير الذي يتحدث عن خبرة شنيشل القليلة في مجال العمل الفعلي في حقل التدريب .
لا نريد هنا أن ندافع عن خبرة شنيشل من خلال الاستشهاد بلاعبين أقل خبرة منه تمكنوا من تحقيق انجازات كبيرة خلال عملهم في حقل التدريب بعد اعتزالهم اللعب مباشرة، لكننا نؤكد هنا على أن شنيشل قد اكتسب خبرة كبيرة من خلال بقائه نجما كبيرا في الملاعب مدة طويلة أتاحت له التدريب تحت اشراف مختلف المدارس ، فضلا عن دراسته الأكاديمية ومتابعاته المستمرة لعلم التدريب من خلال طرق عديدة .
من المؤكد أن مهمة شنيشل صعبة وهذا ما أكده هو شخصيا ، إذ ينتظره عمل شاق يبدأ من خارج الملعب حيث تقويم وترويض سلوك بعض اللاعبين الكبار الذين أكد شنيشل أن المنتخب العراقي لازال بحاجة الى خدمات بعضهم ، فضلا عن اختيار أسماء جديدة أصبح المنتخب الوطني بحاجة ماسة اليها بعد أن ظهر الانهيار الفني الواضح لبعض الأسماء القديمة ، وكذلك الاهتمام بقضايا ربما يعتقد بعضنا أنها غير مهمة مثل شارة الكابتن ، وقضايا فنية نعتقد أنه بحاجة الى التركيز عليها بعد أن لاحظنا الفوضى التي عاشها المنتخب الوطني خلال المباريات السابقة مثل تسمية اللاعب الذي ينفذ ضربات الجزاء ، واللاعب الذي ينفذ الضربات الحرة المباشرة وغير المباشرة ، والتركيز على بناء ثقافة أخلاقية عالية تمنع اللاعب من نيل الانذارات الصفر والحمر ، تلك الانذارات التي أصبحت ملازمة للاعبينا ومن غير مبرر في الآونة الأخيرة .
المهمة صعبة ، لكننا نعلق آمالنا على راضي شنيشل ونحن على ثقة كاملة بأن شنيشل سينتشل الكرة العراقية ممن واقعها المرير ، لكننا نؤكد على أن اليد الواحدة لا تصفق ، لذا المطلوب الآن من الجميع مساندة ودعم هذا المدرب لأنه الاختيار الأصح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريال مدريد إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه على بايرن م


.. ريال مدريد يتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد فوز مثير عل




.. 08-05-2024)- ماذا يقول أسطورة رياضة المحركات اللبنانية روجيه


.. أخبار الرياضة في دقيقتين | صحيفة ليكيب تقسو على مبابي قبل خر




.. باريس سان جيرمان يخرج من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا