الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث روحاني مع بعثي متصوف

مثنى حميد مجيد

2009 / 2 / 24
حقوق الانسان


بعد أن أنهى صلواته نظرت إلية وقلت ـ تقبل الله ـ فشكرني بإمتنان وجلس قريبآ مني على الأريكة.وصلتني من جهته نفحة ريح غير طيبة لكنها ليس بعفونة تلك الرائحة التي يمتلكها عادة وكلاء الأمن.قلت متظاهرآ باعجاب ـ أتمنى أن أتعلم الصلاة مثلك ياصديقي .هنيالك !فقال بفرح غامر وقد أشرقت إبتسامة التقوى على محياه ـ ياليتك الإيمان أمر رائع.إبتسمت زوجته فنلدية الأصل وقالت بلكنة عربية مؤيدة إياه ـ السلاة حلو حلو! وذهبت إلى المطبخ لإعداد سمكة للدعوة . قلت ـ أنا مؤمن ياعزيزي لكني أؤدي صلواتي بطريقة عشوائية خاصة وعلاقتي بالله حرة وغير مبنية على تأنيب الضمير. الصلاة يمكن أن تغفر ذنوبنا الصغيرة وحماقاتنا مع أنفسنا بشكل خاص أما الذنوب الكبيرة بحق الاخرين فلا يغفرها إلا الله والشرط الأول لإصلاح أنفسنا هو الإعتراف بها كمقدمة لغفرانها.لم أقل له طبعآ أن الذنوب عادة تعكس رائحة غير طيبة أو نتنة من صاحبها لكنه كما يبدو فهم قصدي فقام ململمآ دشداشته الناصعة البياض وتناول كتابه المقدس ووضع كفه عليه قائلآ ـ أقسم لك إني لم أؤذ إنسانآ خلال حياتي الحزبية.ثم أعاد الكتاب إلى مكانه فقلت مثمنآ ومعربآ عن تأثري ـ بارك الله بك وأنا أصدقك لكني لا أملك أي مرجعية لغفران الذنوب والأخطاء غير محبتي ومباركتي لأي إنسان يكفر عن أخطائه ويصحح مسار تاريخه ومع ذلك فالقسم في الغرف المغلقة لا يكفي ياصديقي إذ عليك أن تنتقد تاريخك البعثي علنآ وجهرآ وبكل جرأة وصدق أمام الناس فهذا وحده يضع أقدامك في الطريق الصحيح.

مكثت معه عدة ساعات صلى وركع خلالها مرات مع أقداح قهوة متتالية أتحفتنا بها زوجته الفنلندية. حاول إقناعي إنه تاب إلى ربه وأنه رجل لا يمتلك إلا عبق الإيمان ونقاوة الضمير ولكي يثبت ذلك أشار بسبابته إلى تلفونه النقال وقال مؤكدآ ـ لقد إنتهت علاقتي بحزب البعث ولو أردت لطلبت الان العودة إلى الحزب فعرفت أنه ما زال يمتلك الصلة بماضيه.

في طريق عودتي إلى البيت طرحت على نفسي هذا السؤال.ماذا يحدث حين يتجاور الله مع الشيطان في نفس المذنب هذا إذا كان محظوظآ ومازال في الضمير ثمة متسع؟ صراع رهيب تستطيع الصلاة بلا شك التخفيف من حدته أو التمويه عليه وخلال هذه العملية التصاعدية المتفاقمة من الصراع الداخلي مع النفس يفرز الجسد أبخرة غير طيبة وعفنة.تذكرت فترة كان فيها صدام يكثر الحديث عن المراحيض والمرافق العامة وقد تم فعلآ بناء العديد منها في شوارع وساحات بغداد بناء على خطاباته المطولة عن المراحيض. تذكرت إني في ذلك الوقت سألت بعض الأصدقاء هذه الأسئلة ـ هل خطابات صدام المطولة عن المراحيض تعكس شعورآ داخليآ لديه بالنتانة .هل يمتلك صدام ضميرآ.هل يفلح الوضوء والتطهر المستمر والمتواصل بالماء وحتى الصلوات من تخفيف أوزار النفس التي تثقل كاهلها

أسئلة أخرى مشابهة كنت أطرحها على نفسي في طريق عودتي وحين بلغت البيت كنت في حالة غثيان وقد إنتابتني رغبة شديدة في التقيؤ.هل هي السمكة التي قدمتها لنا زوجته الفنلندية السبب في ذلك. فتحت إبنتي الباب وسألتني بقلق ـ بابا وجهك أصفر ماذا حدث لك.لم أجبها بل دخلت على الفور إلى المرحاض وتقيأت بعمق وكأني أطرح عن جسدي جرثومة بغيضة.شعرت براحة عميقة وغسلت وجهي وحين خرجت أجبت إبنتي التي كانت تنتظرني مبددآ قلقها الظاهر ـ لا شيء ياحبيبتي كنت في حديث روحاني مع بعثي متصوف . ستوكهولم9- 1-2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحسنت
أحمد السيد علي ( 2009 / 2 / 23 - 20:31 )
لا املك حقا غير ان اقول لك احسنت، فهذا العفن الذي اسمه البعث وراء أغلب هذه الكوارث التي حلت بالعراق


2 - الحديث لم تتقبله سيدي
سمير اسطيفو شبلا ( 2009 / 2 / 24 - 09:14 )
نعم ايها العزيز ان الحديث لم يكن روحاني ولا جسدي! بدليل ان معدك (فكرك) لم يتقبله، عندها يكون خارجاً، خارج النفس والفكر والوجدان، انه مسخ التاريخ ليس الا! هكذا تكون الاشياء عندما لا يتقبلها الجسم الذي تزرع فيه جسم غريب، وانتم استاذي كنتم قريبين وبعيدين من هذا النيوتردام الذي عمره 35 سنة!
قريبين عندما كانوا الشرفاء في السجون والمعتقلات وعلى اعواد المشانق من جميع الاحزاب الوطنية، وبعيدين عندما كنتم ومعكم جميع احرار العالم تحاولون تغيير شيئ ما ولكن بدون جدوى لاسباب تعرفونها اكثر منا
دمتم وشكرا


3 - إخوتي الأعزاء أحمد السيد علي وسمير اسطيفو شبلا
مثنى حميد مجيد ( 2009 / 2 / 24 - 12:19 )
إخوتي الأعزاء أحمد السيد علي وسمير اسطيفو شبلا
من دواعي الإعتزاز هذا التقييم منكما لمقالتي .أتابع دراساتكم وكتاباتكم القيمة.لقد عشنا في ظل أكثر الأنظمة وحشية في التاريخ ومن الخطأ أن نتساهل أو لا ننقل الحقيقة للأجيال القادمة.إن نفوسنا ترفضنا قبل الاخرين حين نساوم في ما حدث .
تحياتي.مثنى حميد مجيد


4 - they pretend innocence
abas ( 2009 / 2 / 24 - 19:02 )
the fish is innocent. what the baathist said doesnt fit the reality of baathism as a fascistic ideas. there has never been an innocent baathist. i hope you feel much better now.


5 - Thank you Abbas
مثنى حميد مجيد ( 2009 / 2 / 24 - 19:28 )
Thank you dear Abbas for your comment,really I vomitted and got depressed because of that meeting!The fish is completely innocent.Muthana

اخر الافلام

.. مذكرات اعتقال تشمل شخصيات إسرائيلية وقادة من حماس للمحكمة ال


.. الجنائية الدولية: نسعى لإصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو والسن




.. مشاهد لمغاربة يتظاهرون دعماً للفلسطينيين وللمطالبة بوقف الحر


.. تغطية خاصة | وكالة -إرنا- نقلاً عن مصادر ميدانية: فرق الإغاث




.. ناجون من الهولوكوست يتظاهرون في بريطانيا رفضا للعدوان الإسرا