الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكل يجمع على تسفيه الديمقراطية بالمغرب

خالد ديمال

2009 / 2 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


السياسة منافسة اجتماعية على كسب الرأي العام والسلطة، لكن في المغرب، هل تقوم المؤسسات السياسية بهذا الدور؟
الكل أجمع على تسفيه الحركة الديمقراطية، والدوس على جثتها، بما أفرزه ذلك من إفراغ العمل السياسي من مضمونه. ألم يقرؤوا التاريخ جيدا، فكم من وطن أخذه الفراغ السياسي إلى حتفه، بعدما تحول رجال السياسة، كما هو الأمر عندنا، إلى مفترين، ومعاول للهدم عوض البناء، وتحولت المرحلة إلى عنوان للفشل الذريع، فشل الإضراب العام الذي سبق للكونفدرالية الديمقراطية للشغل أن دعت إليه. فشل الحوار الإجتماعي بين الحكومة التي يرأسها عباس الفاسي مع المركزيات النقابية.
السيناريو يتكرر، فبعد اقتناع المركزيات النقابية بفشلها في تحقيق بعض مطالب الشغيلة التي تمثلها، تعاود الإضراب بإجماع هذه الأيام .
المشكل، هو أن الحكومة حينما تتحدث عن صيغة توافقية للحوار، تعود إلى الأسلوب القديم ، حيث تلتجأ إلى الإقتطاع من أجور المضربين طيلة أيام الإضراب، في غياب تشريع متوافق عليه. أي أن الحكومة تريده حوارا على مقاسها، حوار للصم والبكم، ويخدم طرفا واحدا دون غيره، وهو أسلوب بات مفضوحا ينم عن فشل أسلوب التعامل مع قطاع الوظيفة العمومية، بما يحفظ كرامة الموظفين و حقوقهم.
إذن عنوان المرحلة هو الفشل. الفشل في استقطاب الناخبين إلى صناديق الإقتراع. الفشل في تشكيل حكومة قوية ومنسجمة. الفشل في وضع سياسات ناجعة لصيانة حقوق العمال، وفي ترسيخ برامج فاعلة لاحتواء البطالة، والفشل في مواجهة ارتفاع الأسعار واتساع خارطة الفقر والتهميش.
كيف يحدث ذلك، ومشروع إرساء آلية المراقبة والمحاسبة غائب. فالمفروض في البرلمان الذي تدخل هذه المهام ضمن اختصاصاته، أن يقوم بهذا الدور، لكن يبدو أنه غير قادر حتى على رفع عينيه في وجه الحكومة ليدلها على الإختلالات التي يقوم بها وزراؤها، على الأقل المنتمين للأحزاب الذين تتشكل منهم الحكومة، ومحاسبتهم على الغيابات المتكررة التي تدخل في خانة التهرب من بعض الأسئلة التي تحرج أداء وزاراتهم.
إذا كانت اللامبالاة هي السلوك السائد في تعامل المسؤولين مع البرلمان؟ فكيف نوجه الدعوة إلى المواطنين للتسجيل في اللوائح الإنتخابية، وبمسؤولية أيضا.
إن المسألة تشبه ذرا للرماد في العيون، تكرس وعيا سطحيا يباعد بين المواطن والسياسة.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وما العمل ؟
أبو أيمن ( 2009 / 2 / 25 - 03:41 )
صحيح ، ظاهريا ومن حيث المبدأ ، قد نتفق أن هناك فشل عام في الممارسة السياسية في المغرب ، لأنها مسألة واضحة وضوحا لايدعو الى الإختلاف . ولكن ، لم تستطع تحليل المسألة تحليلا موضوعيا يكشف عن مكمن الخلل ، أوالفشل والإرتباك في هذه السياسة والكشف الحقيقي عن مصدرها والآليات المتحكمة فيها ، مع تحديد المسؤوليات التاريخية والإجتماعية ، سواء من هذا الطرف أوذاك . فيما يبدو ، وفي تقديري الشخصي ، أن المسألة الى حد ما معقدة تحتاج الى بعد نظردقيق ، وإلى تحليل ديالكتيكي جدلي عميق كفيل لمعالجتها في أبعادها وشمولتها إنطلاقا من جذورها التاريخية . فهي ليست شيئا معطى هكذا صدفة وبشكل ميتافيزيقي ، بل أنتجت قصديا وبتواطؤ تحالف طبقي وتكرس من هذا المنظور أو ذاك ، سواء أكان مع أو ضد ، وبشكل من الأشكال . ومن هنا ينبغي تحديد المسؤوليات ، وهو أمرليس من السهل بمكان ما دام يقتضي مواجهة صارمة وصريحة ، ليس مع الواقع فحسب ، وإنما مع الذات كذلك . ولهذا ، فالخطاب الوصفي ، أو النقد الكاريكاتوري لن يجدي شيئا في علاج الوضع بقرما يؤزمه أكثرلأنه يضفي عليه أزمة الفكر وأزمة الممارسة نتيجة قصوره الفكري من حيث أنه لم يتمكن من إدراك وفهم الحقيقة الموضوعية المتحكمة في الواقع السياسي بكل آلياته والتحكم فيها ، هذا من جهة ، ومن جهة أخر

اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة