الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكوتا

سلمان النقاش

2009 / 2 / 25
ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع


اتاحت الموضوعة الديموقراطية فرصة طيبة للانسان بجنسيه لاختبار قدراته وتوجهاته ليكون فاعلا في رسم الخطوط المؤدية لبناء المجتمع الذي يعيش فيه ، لكن هذه الفرصة تخضع تماما لمستوى تطور المجتمع ، فلقد كانت الموضوعة الديمقراطية بمفهومها المرافق لانتقال المجتمع من مرحلة ما قبل الثورة الفرنسية (واقصد هنا المجتمع الغربي الاوربي) والثورة الصناعية في انكلترا ، تعني مجالا اوسع لاثبات القدرة الانسانية نحو تحقيق الذات ونيل المطامح بعد ان كانت هذه تقتصر على فئة دون اخرى ، لكن المتاح هنا لم يتوفر بشكل متساوي الى الجميع فما زال الارث الاجتماعي بصنوفه المختلفة فاعلا ومؤثرا ومنتجا ،لكنه فتح افقا اوسع لنضال يؤدي حتما الى نتائج طيبة ، ورغم قسوة الصراع انتقلت فعلا بعض المجتمعات نحو الديمقراطية وان كانت هذه خادمة لنهج تاريخي محدد واقصد به هنا اسلوب الانتاج الرأسمالي الذي تطلب المزيد من المشاركة في عملية الانتاج وعلاقاته واستطيع القول هنا ان المرأة رغم الانطلاقة الجديدة فانها تخلفت ايضا عن النتائج التي حصل عليها الرجل بتأثير الارث التاريخي المؤشر اليه اعلاه حيث تشير الوقائع الى ان المرأة في هذه المجتمعات لم تنل حقوقا نلمسها اليوم الا في فترات متأخرة ضمن القرن العشرين ، لكن التطور الفكري للانسان الذي فسر ظاهرة الوجود بشكلها المادي وتحديده لمراحل تطور حركة الانسان والفهم الموضوعي لعملية التطور نفسها اذ بدأها هيغل وطورها ماركس ووضع الافق المقنع لنضاله في سبيل انسانيته وثبت بشكل حتمي امكانية ان تشق المرأة طريقا متساويا مع الرجل ولتكون جزءا من حركة التاريخ ، وحين تشكلت المنظومة السياسية الاشتراكية صار التنظير نحو حقوق المرأة متاحا وعلميا ومنتقلا بشكل سريع الى جميع المجتمعات بما فيها المجتمعات المتخلفة ، وقبلت مشاريع قانونية تضمن ضرورات مشاركة المرأة ونيل حقوقها الطبيعية ومن ضمنها الحق في المشاركة السياسية ، ونتيجة للمواجهه المحتدمة بين الفكرين المتناقضين في كافة المجالات بعد ان صارا معسكرين سياسيين يمثلان قطبين متوازيين للسير نحو حرية الانسان تم الاتفاق تماما بان مسألة حق المرأة ليس هبة يمنحهاالاوقياء لكنها حق طبيعي ، وحين صار اقتصاد السوق هو السائد في العالم مع ما رافقه من تطور تكنلوجي وخصوصا في نظم الاتصالات تحولت الديمقراطية الى اداة ضرورية لادارة كافة المجتمعات لتضمن عدم اعاقة التطور المتسارع في حركة المجتمع المتحضر .. وما عملية تصدير الديمقراطية الى المجتمعات المتخلفة الا نتيجة الى هذه الفكرة وحين دخلت الى حيز التنفيذ في بعض المجتمعات ظهرت وكانها عروس ريفية لم تحسن وضع تجميلها بعد ان جلبت الى مدينة حضرية .. واليوم حين يحدد الكوتا نسبة النساء في تمثيل فئات من الشعب في البرلمانات الناشئة لا يعني قطعا الدفع باتجاه النيل من حقوق المرأة فلربما دعا رجال الى حقوقها اكثر من برلمانيات جئن بهن بواسطة الكوتا الى البرلمان .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات