الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمرو يا موسي ساكت ليه.. في الجامعة العربية بتعمل إيه

عمرو اسماعيل

2004 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لعله في العقد الأخير لم يستطيع سياسي مصري أن ينفذ الي وجدان الشعب المصري خاصة و العربي عامة مثلما فعل السيد عمرو موسي , لطريقته في مخاطبة اسرائيل و صراحته عندما كان وزيرا لخارجية مصر مما أكسبه كاريزما سياسية و شخصية اكتسب بهما حب الشعب المصري رغم معرفة الجميع أنه جزء من النظام ولكنه كان في رأي الكثيرين و أنا منهم وجها جميلا يساعدنا علي هضم الكثير من الوجوه الأخري.
وعندما اختير أمينا عاما للجامعة العربية , تفاءل الكثيرون بقدرة السيد عمرو موسي علي أعادة الهيبة الي الجامعة العربية وتفعيل آلياتها و القضاء علي الخلافات العربية العربية للوقوف صفا واحدا في وجه الصلف الأسرئيلي و الهيمنة الأمريكية و لكن للأسف لم يستطيع عمرو موسي عمل أي شيء بل تعرض للأهانة من بعض الدول الخليجية و كانت أزمة العراق و الانتفاضة الفلسطينية خير دليل علي صعوبة ردم الهوة بين الحكومات العربية بل و بين الشعوب العربية فالحقيقة أن العرب لم يتوحدوا خلال تاريخهم الطويل الا بقوة السلاح .. و أن الفرق كبير بين دول المشرق العربي و خاصة الدول الخليجية وبين باقي الدول سياسيا و شعبيا و اقتصاديا.. وهناك فرق كبير بين الدول التي تطلق علي نفسها ثورية و تلك المعتدلة.
أن كل حكومة عربية و كل شعب عربي ينظر الي باقي الشعوب بالشك و الريبة.. فدول الخليج الثرية تعتقد أن باقي الدول العربية طامعة فيها.. ودول الجوار التي دخلت في حروب مع اسرائيل تعتقد أنها ضحت بالكثير في سبيل القضية الفلسطينية ولم تعوضها الدول الثرية و الشعب الفلسطيني يعتقد و هو محق في ذلك ان العرب جميعا قد باعوه و دول المغرب العربي هي عربية اسما و فرانكفونية فعلا.
قد تجمعنا اللغة و يجمعنا الدين الأسلامي ولكن الحقيقة أن هناك الكثير مما يفرقنا.. اختلاف نظم الحكم و اختلاف الطباع و الدرجات المتفاوتة من الحرية الدينية و الأجتماعية ولعل أهم ما يفرقنا هو الشك و الريبة المتبادلة بين الجميع.. لماذا لا نتعلم من تجارب الآخرين فالأتحاد الأوروبي لم يقوي ألا عندما أصبحت نظم الحكم متقاربة و هي كلها دول ديمقراطية حكوماتها منتخبة ولها معايير متقاربة اقتصاديا و أي دولة مرشحة للانضمام إلي الاتحاد لابد ان تحقق مستوى معين في الديمقراطية و احترام حقوق الانسان و في مستوي التنمية الاقتصادية ولذا نجحوا فيما فشلنا فيه.
ولماذا نذهب بعيدا فمجلس التعاون الخليجي حقق نجاحا أكبر من الجامعة العربية و هو أنجح تجمع عربي إقليمي و ذلك لتشابه نظم الحكم ولتقارب العادات الأجتماعية بين دول الخليج.
ليست اللغة وحدها أو الدين هما ما يجمعان بين الشعوب ولكن هناك أمور أخري أهم مثل تشابة نظم الحكم و الأقتصاد و العادات الأجتماعية و النظرة العامة للحياة.. الشيء الحقيقي الذي يجمع بين الشعوب العربية و ليس الحكومات هو القهر السياسي وهو مايفرز متطرفين فمنظمة مثل القاعدة تجمع بين أعضاءها العرب أكثر كثيرا مما تجمع الجامعة العربية بين الشعوب و الحكومات العربية.
لقد ظلمت نفسك يا عمرو موسي عندما قبلت منصب أمين الجامعة العربية و ظلمت تاريخك السياسي و عرضتك نفسك و الشعب المصري معك للمهانة ولذا نتمني أن تتخذ موقفا حازما بوضع القادة العرب أمام مسئولياتهم أو تقديم استقالتك مع أعلان اسبابها أما أن قررت أن تستمر فأنا علي الأقل و أعتقد أن معي الكثيرون مضطرون أن نسحب أعجابنا و حبنا لك و اعتبارك مجرد موظف فشل فشلا ذريعا في أداء مهام و ظيفته.
ولذا أناديك.. عمرو يا موسي ساكت ليه في الجامعة العربية بتعمل أيه
فلتعد الي شعبك فهو يحتاجك أكثر

د/ عمرو اسماعيل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة