الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعوب المنطقة و أنظمة الإنكار

زارا مستو

2009 / 2 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يبدو أن المواطن في الشرق الأوسط بات اليوم يستطيع دون صعوبات كبيرة- في ظل التغيرات الكونية- أن يتواصل ويتفاعل مع الآخرين, ويقارن أوضاعه المعيشية والسياسية , ويستفيد من بعض
التجارب والتغيرات التي تجري في العالم, على الرغم من حرمانه من حاجاته الحياتية الأساسية من جهة, وتعرضه للممارسات والأساليب التي تجعله ملتهيا بقضاياه الوطنية والديمقراطية من جهة ثانية , إذن غدا هذا المواطن على دراية لا بأس بها على ما يجري من حوله , وما هو عليه من أوضاع مأسوية .

ويعود سكوته أحياناً على ما يحدث من بعض الممارسات القمعية ربما إلى حرصه على مصلحة الوطن وتقديره للتحديات المحيطة به، حيث أن غالبية شعوب المنطقة وصلت إلى مرحلة متطورة من الوعي واليقظة لحماية مصالح أوطانها وأبنائها، وذلك لا يعني أن هذا السكوت سيدوم إلى الأبد.

أما أنظمة الإنكار والاستبداد في منطقتنا فإنها تستطيع بكل بساطة أن تفاوض على مصير شعوبها وتتنازل عن ثوابتها الوطنية مع القوى الخارجية, مقابل سيطرتها على شعوبها وقمعها والتحكّم بمصيرها ونهب خيراتها .

أما بالنسبة للشعب الكوردي فإنه بات يذوق الأمرّين, بالإضافة إلى تعرضه للويلات والمجازر على أيدي الأنظمة الاستبدادية والإنكارية , فهو يلاقي مواقف شوفينية وعنصرية مماثلة من بعض القوى والشخصيات التي تعارض هذه الأنظمة في منطقتنا.

إنّ هذه الأنظمة لا تزال مستمرة في تفريخ ثقافة الحقد والعنصرية والتفرقة بين شعوب المنطقة كافة , وتشويه سمعة الشعب الكوردي , إن تعامل هذه الأنظمة والقوى مع القضايا العادلة لشعوب المنطقة بهذه العقلية دليل على أنها لا تقبل مبدأ التآخي والعيش المشترك .

لا شك أنّ الأوربيين استطاعوا أن يستفيدوا من تجاربهم وتخلوا عن نزعاتهم التسلطية والإنكارية , وبدؤوا يتعاملون منذ زمن وفق ثقافة جديدة تسود فيها المساواة والحرية والعدل والاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها , بعكس الأنظمة والقوى الموجودة في منطقتنا , علماً أن الشعب الكوردي من الشعوب التي تطالب بالتآخي والتعايش المشترك والديمقراطية , لكننا في الوقت نفسه لا نستطيع أن ننكر وجود بعض القوى في المنطقة التي باتت تتفهم قضية الشعب الكوردي , وتتعاطف معها , وإن لم يكن هذا التفهم بالمستوى المطلوب لكنه تحوّل إيجابي في غاية الأهمية .

لقد أثبتت التجارب أن الشعب الكوردي من الشعوب التي قدمت تضحيات كبيرة من أجل إزالة الاضطهاد وتحقيق المساواة والديمقراطية في الشرق الأوسط , ومن هذا المنطلق يرى البعض أن الشعب الكردي سيكون حاضناً وعاملا مهماً في قيام أية بوادر لثقافة ديمقراطية.

إنّ أنظمة الاستبداد والإنكار تعمل جاهدة للوقوف في وجه كافة القوى الديمقراطية في المنطقة , وتتدخل في مجمل الأوضاع مستخدمةً كافة الأساليب القمعية , إذ باتت تشكل هذه الأنظمة خطراً على أمن المنطقة برمتها بسبب دعمها للإرهاب, ووقوفها في وجه أية تحولات ديمقراطية , ومطاردتها للقوى الديمقراطية وزج مناضليها في المعتقلات, وعائقاً أمام أية خطط تنموية في المنطقة بأكملها , ومن هنا يتطلب من جميع القوى الديمقراطية في المنطقة أن تساند بعضها البعض وتعمل معاً , وأن تؤطر جهودها وقدراتها وفق ما تقتضيه مصلحة كافة شعوب المنطقة , حتى يعيش الجميع بحرية وسلام وأمان ووئام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا لست إنترنت.. لن أستطيع الإجابة عن كل أسئلتكم-.. #بوتين


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضغطه العسكري على جباليا في شمال القطاع




.. البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يزور السعودية


.. غانتس: من يعرقل مفاوضات التهدئة هو السنوار| #عاجل




.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح