الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة حماس للحاق بالقطار

علاء نايف الجبارين

2009 / 2 / 25
القضية الفلسطينية


أقرت حماس بأنها سلمت السيناتور جون كيري رسالة إلى الإدارة الأمريكية أثناء زيارته لمدينة غزة بواسطة مفوضة الأونروا في غزة، وكانت في البداية قد نفت ذلك، ثم اعترفت أنها صدرت من الحكومة المقالة وباسمها وليس لحماس صلة بالموضوع، وهذا ما أكده السيد حسن يوسف مستشار رئيس الحكومة المقالة، وبالنظر إلى الواقع السياسي الذي تعيشه الساحة الفلسطينية نجد أن لا فواصل بين السلطة والحزب أو الحركة التي تديرها.

خطوة قد تكون في الاتجاه الصحيح بعد التجارب التي مرت بها الحركة سياسيا والتي أدركت أنها لن تنجح بدون الالتفات إلى الساحة الدولية ومعطياتها التي يجب التعامل معها بحرفية وذكاء سياسي قائم على لغة المصالح، البوصلة الوحيدة لأي تحركات سياسية للدول، وكنا نتمنى لو كانت الرسالة موجهة من الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه إلى الإدارة الأمريكية، فيها تحدد مطالبنا التي بناءاً عليها ندخل في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي وتكون مرجعيته هي فقط الشرعية الدولية.

رسالة حماس جاءت في ظروف ربما اعتبرتها الحركة بأنها صعبة بالنسبة لها، فقد يتركها الحلفاء لوحدها في المواجهة، وهذا ما تؤكده التحركات الأمريكية اتجاه سوريا وإيران، وهي بذلك تبحث عن ضمان لدورها الذي قد تفقده في أي لحظة.

فما الذي كتبه حسن يوسف في هذه الرسالة ؟
بالطبع لن تكون دعوة لاوباما أن يقف بجانب المقاومة ووقف قرارات النقض الفيتاوية ضد إدانة إسرائيل في الأمم المتحدة، فهو يدرك أن إسرائيل هي رأس الحربة لحفظ المصالح الأمريكية، وأن اللوبي اليهودي جعل من الشعب الأمريكي ومؤسساته رهينة بيد إسرائيل وأكد السيناتور جون كيري وقبل انتقاله إلى غزة من سديروت، أن السياسية الأمريكية لن تتغير تجاه إسرائيل.

إذا أردنا معرفة ماهية الرسالة يجب أن نعود للشروط الأمريكية الإسرائيلية لأي حوار مع حماس، وهي الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة.

نفس الشروط التي وضعت على منظمة التحرير باستثناء ما يتعلق بالاتفاقيات وحينما اقتنعت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات بالعملية السلمية، اتجه إلى الولايات المتحدة أولاً لمعرفته بأنها الجهة الوحيدة التي تملك التأثير على إسرائيل، والاعتراف الأمريكي يعني اعترافاً إسرائيلياً، ولكن هذه التجربة باعتقاد حركة حماس قد فشلت ولم يحصل ياسر عرفات على أي شيء يمكن أن يواجه به شعبه، فلولا كاريزميته وتاريخه لتركته الجماهير لوحده.
حماس تريد إعادة التجربة ولكن بشروط أفضل تمكنها من مواجهة منتقديها على أساس أنها حققت أكثر مما حققه الآخرين.

الظروف الدولية والإقليمية وكما تحدثنا في مقال سابق قابلة لأي تطورات سياسية، وبالتالي اعتقد بان ما جاء برسالة حماس هو اعتراف من قبل الحركة بإسرائيل وليس هدنة، ولكن يسبقه حوار فلسطيني يجعل من منظمة التحرير الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني والمفوض الرئيسي لإجراء أي مفاوضات مع إسرائيل التي بدورها تقوم بالانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وذلك بضمان أمريكية عربية دولية.

سيقول البعض أن ذلك إنما يوضح التناقضات التي تعيشها الحركة، فهي تتبنى المنهج الإسلامي الذي يعتبر فلسطين وقفاً إسلامياً لا يجوز التفريط فيه، وكذلك ترى بأن اليهود قوم لا حوار معهم، والجهاد هو السبيل الوحيد لإخراجهم من الأرض، ولكن الواقع الذي نعيشه جعل حماس تدرك أنه يجب عليها أن تتحرك في المسار الصحيح وإلا فاتها قطار الاعتراف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية