الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية الفلسطينية -قميص عثمان-

أشرف عبد القادر

2009 / 2 / 25
القضية الفلسطينية


إحدى أكبر مشاكل العالم العربي التي تعوق تقدمنا نحو الحداثة هي "الجهل والفقر"، فالجماعات المتأسلمة إستغلت وتستغل حلة الفراغ الفكري الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية،فلقد أصبحت أمة"إقرأ" لا تقرأ، و إن قرأت لا تفهم، فملأت أدمغة الشباب والناشئة بفقه القرون الوسطي الجهادي والإستشهادي،وبما إننا نبحث دائماً عن حلول السهولة أمام مشاكلنا العويصة،فلا بأس من أن نقنع أنفسنا بأن تأخرنا لا يعود لتقصير منا بل لمؤامرة تشنها إسرائيل وأمريكا ومن ورائهم أوربا،وبدلاً من أن نمارس نقدنا الذاتي لمعرفة مواطن الخطأ في تفكيرنا وسلوكنا،نكيل التهم للغرب "الكافر" وننعتهم بـ"أولاد القردة والخنازير"،وكلها عبارات سهلة تسعد قائليها وسامعيها،لكن دون أن تقديم لنا حلولاً عملية لمشاكلنا التنموية العويصه،في عصر يزداد سرعة وتعقيداً بفضل الثورة التكنولوجية الغير مسبوقة، هذه الثورة التي نتمتع بآخر منتجاتها،ولا نشارك في صنعها، مما يصيبنا بعقدة "النقص والخصاء" نحن "خير أمة أخردت للناس".فعرفت الجماعات المتأسلمة كيف تجيّش وتحرك الرأي العالم العربي بـ"جهلة"،مثلاً المتأسلم الذي طعن كاتبنا العالمي نجيب محفوظ بالسكين،لم يقرأ رواية "أولاد حارتنا"،وعندما سئل عن سبب ذلك، قال: أنه سمع أنها رواية كافرة لكاتب مرتد، فثقافتنا جلها سمعية شفاهية،فالجماعات المتأسلمة فعلت ما فعله معاوية ابن أبي سفيان مع علي ابن أبي طالب، فقد أراد معاويه كسب الرأي العام حوله،فكان عليه أن يخاطب فيهم دماغهم الغريزي والإنفعالي ويلغي دماغهم المعرفي ليسهل له السيطرة عليهم، فعلق القميص الذي كان يرتديه عثمات ملطخاً بدمه، فهاجت الجماهير وماجت، وإلتفت حوله مطالبة بالثأر لقتلة عثمان،نفس المنطق المعوج،ونفس الحيلة يستخدما متأسلموا اليوم.
القضية الفلسطينية هي إحدى أهم بؤر الإرهاب في الشرق الأوسط ،الجماعات المتأسلمة تستغل حالة الكره لأمريكا والغرب السائدة في العالم العربي والإسلامي،فرفعوا "قميص تحرير فلسطين" ملطخاً بدماء الأبرياء لكسب الرأي العام العربي، وتجنيد الإنتحاريين،وزعزعة إستقرار الشرق الأوسط،المتأسلمون ماكرون،لا يريدون حل القضية الفلسطينية،لأنها لو حلت ماذا سيفعلون؟ وماذا سيكون دورهم؟ فوجودهم منوط بعدم حل القضية، فهم متحالفون موضوعياً مع أقصى اليمين الإسرائيلي وجيش الإحتلال،والدليل على ذلك أنه وقبل بدء أي مفاوضات للحل النهائي يقومون بعمليات إنتحارية بين المدنيين الإسرائيليين لعرقلة المفاوضات، والدليل الأهم هو منع أبو مازن رئيسهم المنتخب والمفوض الوحيد لحل القضية الفلسطينية سلمياً ،خاصة بعد أن أثبت الواقع فشل الإنتفاضة المسلحة.
ولكن العجيب-والعجائب كثيرة- هو تبني إيران "الشيعية الفارسية"المفاجئ للقضية الفلسطينية، فأين كانت إيران منذ العام 1948 حين صدر قرار التقسيم،وأين كانت إيران في حرب 1967،و1973، فجأة ظهر حبها وتبنيها للقضية الفلسطينيه !!!!لا والله ، لأنها وجدت انها بتبنيها لهذه القضية المركزية،وبرفعها لـ"هذا القميص" ستزعزع أمن وإستقرار الشرق الأوسط وستكسب حب الشارع العربي السني،وكان لها ما أرادت، لكن ليس حباً في الشعب الفلسطيني ولا في قضيتة العادلة ،لكن لحاجة في نفس يعقوب،لضم الخليج العربي إلى إمبراطوريتها،وها هو طفلها المدلل في لبنان،حسن نصر الله،قد هدد كاذباً بضرب العمق الإسرائيلي،ومد "حماس"بالمال والسلاح اللازم للقتال. التهجم على الأنظمة العربية كلها،هو ما يفعله المتأسلمون أعداء الحداثة والمرأة والحياة وغرائزها.
ما تريده حماس والإخوان المتأسلمون هو إسقاط الأنظمة العربية وإقامة أنظمة متأسلمة فاشية،تتدخل في أدق دقيقة في حياة المواطنين الخاصة،وتتفرج على عوراتهم لإحصاء ماذا يفعلون بها،فهم مهووسون جنسياً،من فتاويهم بإرضاع الكبير،إلى الحجاب الذي يجعل من المراة شبح مخيف،دليل على هوسهم بالجنس !!! بدلاً من الإهتمام بالتنمية والتعليم والإقتصاد ... إنهم يريدون رجم المرأة بتهمة الزنا،وقطع رؤوس المثقفين بتهمة الردة،كما توعدهم راشد الغنوشي في كتابه "الحريات العامة في الدولة الإسلامية". إقرأوا هذا الكتاب وسيتصبب العرق البارد بين أكتافكم من هول ما ستقرأون.
ما يريده المتأسلمون هو العودة بالعرب والمسلمين من القرن الحادى والعشرين إلى القرن السابع ... بل وإلى العصر الحجري. كل ذلك باسم "قميص عثمان تحرير فلسطين" ! قطعاً تحرير فلسطين من الفلسطينيين بالمذابح والتهجير إلى الأردن الوطن البديل،الذي تحلم به حماس وحزب الليكود!.
[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية