الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق ٱلإنسان هى حقوق خليفة للّه

سمير إبراهيم خليل حسن

2009 / 2 / 25
حقوق الانسان


يظنّ ٱلكثيرون من ٱلعلمانيين بمآ أكتبه عن حقوق ٱلإنسان وعن ٱلديمقراطية مؤسسا على مفاهيم مستنبطة من قول ٱلقرءان أنّه لون من ألوان ٱلكهنوت ٱلجديد. كما يظنّ ٱلكثيرون من ٱلدينيين أنّ مآ أكتبه ما هو إلا لون من ٱلعلمانيّة ٱلملونة بقول من ٱلقرءان لتمرير مفاهيم ٱلديمقراطية ٱلغريبة على ٱلدين ٱلذى به يؤمنون.
وهذا ٱلظنُّ للفريقين يظهر فيما يكتبون فى رسآئلهم وفى تعقيبهم وتعليقهم وفى تصويتهم على مقالاتى.
مآ أكتبته لا يختلف مع ٱلمفاهيم ٱلتى تبرز للإنسان حقوقه ٱلمعلنة فى لائحة حقوق ٱلإنسان ٱلصادرة عن ٱلأمم ٱلمتحدة. وأول تلك ٱلحقوق هو حقّ ٱلفرد فى ٱلحياة. وحقّه فى مسئوليته ٱلشخصيّة عن مفاهيمه وعن مواقفه ٱلفكرية (دينيّة كانت أم سياسية). وحقّه فى ٱلعيش فىۤ أىِّ مكان من ٱلأرض.
ومآ أريده من قول ٱلقرءان فيمآ أكتبه هو ٱلشاهد على حديثى عن حقوق ٱلإنسان ودعم لتلك ٱلحقوق بحديث من كتاب ٱللّه وفيه رفع لتلك ٱلحقوق إلى ما يمثله مفهوم ٱلخليفة بأفعال أسمآء ٱللّه ٱلحسنى جميعها بما فيه من روح ٱللّه وبه يسجد له ما فى ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض كما يسجد للّه.
فلم يرَ ٱلعلمانيون أنّ مآ أكتبه بهذا ٱلأسلوب هو دعم لهيئات حقوق ٱلإنسان ولأولئك ٱلذين يكتبون عن هذه ٱلحقوق بسند من لائحة حقوق ٱلإنسان أو من قول مفكرين وسياسيين علمانيين سوآء ءكانوا من ٱلغرب أم كانوا من بلادنا. ولم يروا ما هو للإنسان من حقوق قوّة وقدرة على ٱلفعل بما فيه من روح ٱللّه.
ولم يرَ ٱلدينيون بما فيهم ٱلمسلمون أنّ قول ٱلقرءان يشهد علىۤ أنّ هذه ٱلحقوق هى من حقوق خلافة ٱلإنسان فى ٱلأرض بما نفخه ٱللّه فيه من روحه وأنّ ٱلاعتدآء على هذه ٱلحقوق هو ٱعتدآء على روح ٱللّه فيه وعلىۤ إعلان ٱللّه ٱلمنشور فىۤ كتابه:
"إنّى جاعل فى ٱلأرض خليفة" 30 ٱلبقرة.
وأقول للجميع أنّ مآ أكتبه ليس تأسيسا لطآئفة جديدة ولا هو لون من ألوان ٱلكهنوت ولا من لون ٱلعلمانيّة. ومآ أرجوه من قول ٱلقرءان هو مساعدة ودعم ٱلذين يطلبون لمجتمعاتهم عيشا ديمقراطيًّا يحمى حقّ ٱلفرد فى جميع مواقفه ٱلفكرية بما فيها موقفه من ٱلدين. ومساعدة للذين يظنون أنهم يؤمنون بٱللّه على وقف حربهم على مفاهيم حقوق ٱلإنسان وهى حقوق ما فيه من روح ٱللّه وأولها حقّه فىۤ أن يكون حيًّا. وعلى وقف حربهم على مفاهيم ٱلديمقراطية ٱلتى يظنون أنها مفاهيم وأفكار مستوردة تهدم ٱلدين وتهدم ٱلتقاليد وٱلعادات ٱلقومية.
لقد نصحنى كثير من ٱلأصدقآء ليكون مآ أكتبه بعيدًا عن ٱلقرءان وعن ٱلدين عآمّة. وقد فكّرت فى نصحهم وترددت عن ٱلكتابة ٱلمقرونة بحديث ٱللّه فى ٱلقرءان مرارا. لكنِّى فى كلِّ مرّة كنت أعود إليه وأتابع حديثه فأرى فيه نصحًا يتفوّق كثيرًا على نصح ٱلأصدقآء. فحديث ٱللّه هو أحسن حديث. وحديثه عن حقوق ٱلإنسان وعن ٱلعيش ٱلديمقراطىّ وعن إصلاح فسادنا فى ٱلأرض هو أكثر حديث بيانا لحقوق ٱلإنسان وحقوق ٱلروح فيه. فعزمت أمرى لكى لا يكون مآ أكتبة عن هذه ٱلحقوق من دون شاهد من حديث ٱللّه. فكلّ من ٱلذين يريدون عيشا ديمقراطيًّا من دون ٱهتمام لهم بٱلدين وٱلذين يريدون عيشا لا يخالف كتاب ٱللّه سيجدون فى كتاب ٱللّه حديثا يجمع بينهم إن أرادوا لأنفسهم حقوق ٱلإنسان ٱلتى هى حقوق ٱلخليفة ٱلمعلن عنه فى كتاب ٱللّه.
وأسأل ٱلعلمانيين ٱلديمقراطيين بمن فيهم ٱلذين لا يؤمنون لماذا لا تقبلون بحديث ٱللّه إن كان قوله ينصر ما تطلبون ويرفع به إلى حقوق خليفة بٱلروح؟
كذلك أسأل ٱلدينيين بكلِّ ألوانهم ٱلطآئفيّة لماذا لا تقبلون بٱلديمقراطية إن كان حديث ٱللّه ينصرها ويبيّن ما لروحه فيهم من حقوق خلافة؟
وأقول للطرفين أنّ ٱللّهَ نفخ من روحه فى واحد من مخلوقاته هو ٱلبشر فجعله ءادما. ثمّ أيَّد ءادم (عيسىٰ ٱبن مريم) بٱلروح ٱلقدس وضرب به مثلا على جعله إنسانًا فعّالا لما يريد. ثمّ أنزل له ٱلروح ٱلقدس فى كتاب ليكون لِمَن ينزّله بإرادته على قلبه ويثبّت به فؤاده جميع حقوق ٱلإنسان ٱلفعّال لما يريد.
منذ بداية خلق ٱلإنسان أعلن ٱللّه أنّه جاعل فى ٱلأرض خليفة. ولهذا ٱلخليفة حقوق أفعال جميع أسمآء ٱللّه ٱلحسنى. ومن أبرز هذه ٱلحقوق أحاديّته ومسئوليّته ٱلشخصيّة عن هذه ٱلحقوق من دون وصاية عليه من أىِّ لون سلطوىّ. فٱلأنسان يخلف ويدرك ويعلم فيتألّه ويفعل ما يريد. وأنّ أىَّ وصاية عليه تمنع عليه ٱلخلافة وتمنع عنه تلك ٱلحقوق.
ٱلإنسان يخلف بأفعال ٱسمآء ٱللّه جميعها ومنها ٱسم "ٱلعليم". وبهذه ٱلخلافة يعلم بما يفعله منهاج "إبليس" ٱلذى يغوى ٱلجاهلين بما فيهم من روح ٱللّه وبما لهم من حقوق. يستفزّ ٱلشهوات فىۤ أنفسهم فيطغون ويفعلون ٱلسوء فى ٱلحياة ويفسدون فى ٱلأرض. وبهذه ٱلخلافة يعلم ٱلإنسان أنّ ٱلوصاية عليه هى من منهاج "إبليس" وهى ٱلتى تسلبه حقوقه فى ٱلخلافة وفى ٱلعلم أنّه حىّ وعمره فى ٱلأرض يطول كما طال عمر "نوح" ولا يمرض ولا يتألم.
حتى يكون للإنسان خلافة فى ٱلأرض وطول عمر من دون مرض ولآ ألم عليه أشراط مِّن ربِّه فى ميثاقٍ أن لا يعبد إلا ٱللّه وأن يخلص له ٱلدِّين لا يشرك به أحدا:
"قُل إِنِّى أُمرتُ أَن أَعبُدَ ٱللَّهَ مُخلِصًا لَّهُ ٱلدِّينَ" 11 ٱلزُّمَر.
فلا يقبل بتنزيل أىِّ لون من ٱلدين ٱلطآئفىّ على قلبه. وينزّل عليه دين ٱللّه ٱلمنشور فى كتابه ٱلقرءان ويثبّت فؤاده بأشراط ميثاقه. وله فى ويندوز مايكروسوفت مثل عليه. فميثاق ملكية ٱلويندوز يشرط على منزّله أن يكون نسخة أصليّة غير مقلّدة وغير مزوّرة. فصانع ٱلويندوز يحمى ملكيته بهذا ٱلشرط ويعمل على تطوير ملكيته بوسيلة ٱلاتصال فينزّل على ٱلنسخة ٱلأصلية جميع مناهج تطوير حمايتها من مناهج ٱلتخريب. ومثله هو ميثاق ٱلدين يبيّن أنّ ٱللّه وحده هو مالك ٱلدين ويومه لا يشاركه فى ملكه أحد. وليس للناس أن يأخذوا ٱلدين إلا من نسخة أصليّة صادرة عن ٱلمالك. وما يزعم به بعض ٱلناس من دين هو نسخة غير أصليّة لا يقبل بها ٱللّه ولا يسمح بتنزيل مناهج حماية وتطوير على ٱلنسخ ٱلمزوّرة.
فٱلذى ينزّل على قلبه نسخة أصليّة من ٱلدين يقول ويمتثل للقول بجميع ما يفعله:
"قُل هُوَ ٱللّهُ أحَد" 1 ٱلإخلاص.
فلا يعبد إِلٰها أخر ولا يظنّ أنّ للّه شريك فى ملك ٱلدِّين ويومه:
"مَٰلِكِ يومِـ ٱلدِّينِ" 4 ٱلفاتحة.
فملكيّة ٱلدين هى للّه حصرا فلا يأخذ نسخة دين إلا من مالكها. ولا ينسىۤ أنّ ٱللّه يأمره ليقرأ بٱسم ربِّه:
"ٱقرأ بٱسم ربِّك ٱلَّذى خلقَ" 1 ٱلعلق.
ويبيّن له ٱلسبيل فى عبادته للأمر:
"قل سيرواْ فى ٱلأَرض ِفٱنظُرُواْ كيف بدأَ ٱلخلقَ"20 العنكبوت.
فيسير فى ٱلأرض ينظر ويقرأ بٱسم ربِّه ٱلذى خلق ويعلم بدين ٱلحقِّ substantive law ٱلجارى فى كلِّ شىء وبه يؤمن فيخلف فى جميع أفعال أسمآئه ٱلحسنى بما فيه من روح ٱللّه وبها يقدر على حماية حقوقه ٱلإنسانيّة من أفعال ٱلسلب لها.
ٱلذى يسير فى ٱلأرض ينظر ويقرأ من دون علم له بأمر ٱللّه 20 ٱلعنكبوت يكون له ٱسم "ربّانىّ" لأنّه يقرأ فى ٱلحقّ ٱلفيزيآئىّ ومنه يعلم. وهو يقرأ بٱسم ٱلرّبِّ ولا يعلم أنّه ٱلحقُّ ٱلفيزيآئىّ. وهذا ٱلاسم هو لجميع علمآء ٱلفيزيآء سوآء ءكانوا يؤمنون بٱللّه أم كانوا لا يؤمنون.
ومن ٱلرّبّانيين مَن يرى بما علم وبمآ ءامن به من ٱلحقِّ ٱلفيزيآئىّ وناموسه substantive law أنّ هذا ٱلحقِّ له مدبّر فيستنبط لنفسه قولا يشبه ما قاله ٱلرّبّانىّ "ٱسحٰق نيوتن": "أنَّ الإنسجام الدقيق للكون يبدو من تدبير العناية الإلهية".
ومنهم مَن يعلم بأمر ٱللّه وله يعبد ويعلم بملكيّة ٱلحقِّ وناموسه ويعقل بين ما قرأه من ٱلحقِّ وبين قرءان ٱللّه لجميع ٱلحقِّ يرى ما يجعله يصدّق أنّ قرءان ٱللّه هو نسخة ٱلدين ٱلأصليّة وبها يؤمن ويركع للّه مع ٱلرّاكعين فيكون له حقّ بٱسم "إلاهىّ" بما صدّقه ونوّره بٱلعقل بين ٱلبيانين وبما بيّنه من حقوق ٱلإنسان ٱلخليفة.
ٱلرّبّانيُّون لونان. ٱلأوّل يؤمن بما علم به من ٱلحقِّ لكنّه لم يعقل مع قرءان ٱللّه ولا يؤمن بٱللّه وٱليوم ٱلأخر. وٱلثانى يعقل ويؤمن بٱللّه وٱليوم ٱلأخر.
هذا ٱلتفريق بين مؤمن ومؤمن كنت فىۤ أعمال مختلفة قد تناولته سندا لقول ٱلقرءان ٱلتالى:
"إِنَّ ٱلَّذينَ ءَامنواْ وٱلَّذينَ هادُواْ وٱلنَّصٰرَى وٱلصَّٰبِئين مَن ءَامَنَ بِٱللَّهِ وٱليومِ ٱلأَخِرِ وَعَمِلَ صٰلحًا فلهم أَجرُهم عِندَ رَبّهم ولا خَوف عَلَيهِم ولا هم يحزنُون" 62 ٱلبقرة.
فٱلذين ءامنوا منهم مَن لا يؤمن بٱللّه ولا يؤمن بٱليوم ٱلأخر. ومنهم مَن يؤمن بٱللّه ٱستنباطا كما كان ٱلأمر مع "ٱسحٰق نيوتن". ومنهم مَن يؤمن بٱللّه وٱليوم ٱلأخر يقينا ويعلم بما فيه من روح ٱللّه وما له من حقوق إنسان يخلف فيعقل ويرى ٱلتصديق ويحرّض على وقف أعمال ٱلسوء فى ٱلحياة وعلى نصرة حقوق ٱلإنسان كونها حقوق خليفة. ويحرّض على عيش لآ إكراه فيه وعلى وقف أعمال ٱلسُّوء فى ٱلحياة وأعمال ٱلفساد فى ٱلأرض وٱستبدالها بٱلأعمال ٱلتى تحسن وتصلح.
لكن أكثر ٱلناس يؤمنون بٱللّه وهم مشركون. يؤمنون بما يؤمن به ٱلذين هادوا وٱلنَّصٰرى وٱلصَّابئين. وإيمانهم يحدده لهم فقهآء وكهنوت طوآئفهم فيتبعون تحديدهم ولا يُتعبون أنفسهم بنظر وتفكير.
وفى مقابل هذا ٱلكثير ٱلمشرك فإنّ عدد ٱلذين ءامنوا قليل. وبعض هذا ٱلقليل ينظر ويقرأ ويعقل فيصدّق. وبعضهم ٱلأخر ينظر ويقرأ ولا يعقل. وبذلك يكون ٱلمشركون هم ٱلغالبون فىۤ أىِّ مجتمع للناس بكثرتهم ومعهم "ٱلذين ءامنوا" ٱلذين لا يؤمنون بٱللّه وٱليوم ٱلأخر. وهذا يجعل من أمر أىِّ مجتمع يقوم على ٱلهوى وٱلظنون وٱلشهوات ٱلتى تسوق ٱلجميع إلى سلب حقوق ٱلإنسان وتدفع ٱلجميع إلى طآمّة لا يدرون بها ولا يعلمون. وهؤلآء يغويهم ويستفززهم "إبليس" ويعدهم ويصدقون وعده فيكثّرون أولادهم وأموالهم فيتحاربون ويطغون على جميع حقوق ٱلإنسان حتى يؤخذون بغتة بمآ أفسدوا فى ٱلأرض وبمآ أسآءوا فى ٱلحياة.
أمراض ٱلهوى وٱلظنون وٱلشهوات تحدث للناس بفعل منهاج "إبليس" ٱلذى يغويهم فيجعلهم ينافقون ويخدعون أنفسهم ويكذبون فتنشأ أمراض فى ٱلقلب ومنه تنتشر أفعاله فى ٱلجسم وتُحدث فيه ٱلألم:
"فِى قُلُوبِهِم مَّرَض فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضًا ولَهُم عَذَاب أَلِيم بِما كانُوا يَكذِبُونَ(10)" ٱلبقرة.
فجميع أمراض ٱلناس تنشأ فى قلوبهم بفعل مفاهيم كفرٍ ونفاقٍ وكذبٍ وخداعٍ وعدوان وركض ورآء ٱلشهوات فى ٱلأولاد وفى ٱلأموال. وهذا ما يعدهم به "إبليس" ويجعلهم ينسون ما فيهم من روح ٱللّه وما لاسم إنسان من حقوق خليفة فلا يهتدون إلى سبيل ٱلخليفة فى ٱلأرض ويظنون أنّهم بما يعدهم "إبليس" منتصرون فيخسرون ويوم تقوم ٱلسّاعة يبلسون.
فمسألة حقوق ٱلإنسان من ٱلمسآئل ٱلتى تتعثر فى جميع مجتمعات ٱلأرض بفعل كثرة ٱلذين يقعد لهم "إبليس" فى ٱلسبيل يغويهم ويضلّهم عن ٱلحقِّ بما فيه من منهاج خلقٍ يعلن عنه فى قوله:
"قال فبمآ أَغويتنى لأقعدنَّ لهم صرٰطك ٱلمستقيم(16) ثمَّ لأَتِيَنَّهُم مِّن بينِ أَيديهِم ومِن خَلفِهِم وعَن أَيمٰنِهِم وعن شَمَآئلِهِم ولا تَجِدُ أَكثَرَهُم شٰكِرِينَ(17)" ٱلأعراف.
وهو قول منهاج صنعه ٱللّه ليغوى به مَن ينزّل على قلبه دينا ليس من عند ٱللّه وأنطقه ليبيّن للناس فعله فى قلوبهم.
فعل غواية هذا ٱلمنهاج لا يحدث مع ٱلذين يُخلصون ٱلدِّين للّه ولا ينزّلون على قلوبهم ما ليس من عند ٱللّه وعلى ربِّهم يتوكّلون:
"إنَّ عِبَادِى لَيسَ لَكَ عليهِم سُلطَٰن وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وكيلا(65)" ٱلإسرآء.
أما ٱلجاهلون فيغويهم "إبليس" ويتسلطّ عليهم ويجعلهم يشركون فى ملكية دين ٱللّه فقهآء وكهنوت وسلاطين يعبدونهم ويأخذون منهم نسخة مزوّرة من ٱلدين. كذلك يفعل "إبليس" بٱلذين لا يؤمنون ولا يعقلون فيجعلهم يغفلون عمّا فيهم من روح ٱللّه ويطغى عليهم يغويهم بٱلظن أنّ ٱلحقّ ٱلذى هم فيه ينظرون ويقرأون ويبيّنون ويعلمون لا خالق له وهو قآئم بذاته وأنّ ما فيهم من قدرة على ٱلنظر وٱلقرء وٱلعلم صنعته لهم قوّة عميآء (صدفة). فيعملون جميعهم (جاهلون وعالمون) على سلب حقوق ٱلإنسان بأفعال أسمآء ٱللّه ٱلحسنى بما فيه من روح ٱللّه.
فما رأيت بٱلشاهد من كتاب ٱللّه ٱلقرءان أنه يرفع حقوق ٱلإنسان (ٱلتى يعرفها ٱلعلمانيون من لائحة حقوق ٱلإنسان ويحاربها ٱلدينيون بزعم هدمها للدين) إلى مستوى حقوق ما فى ٱلإنسان من روح ٱللّه. فحقوق ٱلإنسان هى حقوق للّه تتجلّى فىۤ أفعال خليفته فى ٱلأرض. ومَن يعمل على سلبها من ٱلناس بزعم دين وقوم وشهوات وأولاد وأموال هم ٱلذين يفعلون بما يغويهم به "إبليس" فيكفرون على ٱلناس هذا ٱلحقّ ويكفرونه علىۤ أنفسهم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحميل النص بأكثر مما يحتمل
Omar ( 2009 / 2 / 25 - 03:25 )

هل نحن امام اعجاز جديد وتحميل النص بأكثر مما يحتمل وتأويله
ليتلائم مع شرعة حقوق الانسان الصادره عن الامم المتحده والتي تقدس حرية الفرد في الحياه الحره الكريمه وتدعو لحقه في اختيار معتقده بكامل الحريه بدون خوف من سيف الرده القاتل فهل هناك دين ما يبيح لمعتنقيه حرية التنقل بين الاطياف او حتى اختراع
وحي ودين جديد طالما ان هناك من يقدس سيد الوحي ويصلي عليه
لا حريه مع من يمتلكون النصوص الدينيه ويأولونها حسب ما تقتضيه المصلحه الحاليه والقادمه

اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر