الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئاسة البرلمان العراقي /أتفاقات وأنشقاقات

عبد الرحيم العمري

2009 / 2 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تشكل البرلمان العراقي بعد ان جرت العملية الانتخابية الاولى في البلاد وهي العملية الجديدة من نوعها في المنطقة والحديثة على الساحة العراقية والتي كان يجب ان يكون لها عملية ديمقراطية ناجحة بالرغم من حداثتها ورغم الضروف التي تمت بها ورغم الاخطاء والمساوئ التي رافقتها من عمليات تزوير وخروقات وعندها تبادلت الكيانات والكتل السياسية الاتهامات والشتائم والتشكيك باالعملية ورغم ان القسم الاكبر استغل لهفة الشارع العراقي الى مثل هكذا ممارسة ديمقراطية الذي حرم منها لفترات طويلة جدا شاهدنا ان بعض الكيانات استغل رموز دينية وعشائرية ورفع البعض شعارات طائفية والغاية من ذلك الحصول على الاصوات التي تأهله للوصول الى قبة البرلمان وبعد ان تشكلت الحكومة على ماجاء به الدستور الذي نعرف كيف تمت كتابته فكانت رئاسة البرلمان هي من حصة الاخوة العرب(السنة)هذا ماجاءت به الديمقراطية الطائفية وبما ان الحزب الاسلامي هو المكون الاكبر في الساحة(السنية)التفت حوله بعض التيارات من نفس المكون وشكلت كتلة سياسية وخاضت بها الانتخابات البرلمانية وهي( جبهة التوافق)وكانت خطوة ذكية وجيدة للحفاظ على المكون(السني)وكذلك لجمع اصوات الناخبين دون تشتيتها وبدات هذه الجبهة المعترك السياسي المتأرجح وعقدت اتفاقيات وصفقات مع كتل وتيارات اخرى وبدأت مواقفها تميل مع الريح مما اثر على قوتها في الشارع العراقي وافقدها احترامها في اوساط من جاء بهم الى الحكومة (الناخب)وبرزت الخلافات الداخلية في هذه الجبهة بعد ان استقال السيد المشهداني من رئاسة البرلمان والكل يعرف ان الاستقالة جاءت نتيجة ضغوط مورست على السيد المشهداني من داخل الجبهة نفسها وذلك ارضاء لكتلة سياسية متنفذة في البرلمان لان السيد المشهداني كان قاسيا مع بعض ممثلي هذه الكتلة وظل (كرسي الحاج راضي)فارغا وبدأ الانتهازيون الصيد في الماء العكر لتعطيل الية عمل البرلمان تارة وتمرير مايصب في صالحهم تارة اخرى ونعود الى (المحاصصة) فأن هذا المنصب هو لصالح الاخوة (السنة) وباالتحديد( لجبهة التوافق )وكون الجبهة هي خليط من مكونات سياسية بدأهنا الصراع على من هو الاولى للترشيح عندها اغلب هذه المكونات طرحت اسماء مرشحيها لهذا المنصب ولكن (الحزب الاسلامي)كان يصر على ان رئاسة البرلمان هي لصالح مرشحه السيد (اياد السامرائي)وهذا الاصرار الذي سرق حق بعض المكونات الاساسية للجبهة نتج عنه انقسامات وانسحابات من الجبهة وكان اخرها انسحاب السيد(حسين الفلوجي)الذي يعتبر من الاعضاء البارزين في الجبهة ولكن الذي يشغل المراقب والمتابع للعملية السياسية انه في حالة حصول ازمة معينة فان التوافقات السياسية هي التي تحل هذه الازمة من خلال التوافقات والاتفاقات وارضاء جميع الاطراف حتى لو ادى الى بعض التنازلات ولكن الذي يجري على الساحة العراقية هو العكس حيث هذه التوافقات اصبحت تعقد الازمات وتزيد منها حيث تتوسع فجوة الخلاف ويدخل في اطار الصراعات وكل ماحصل نتيجة ماجرى من قوائم انتخابية مغلقة وفي مثل هذه الحالة تكون القائمة هي التي ترشح من يمثلها في البرلمان على ضوء ما متفق عليه ولها الحق من سحب الثقة من الذي تراه لايلتزم بنضامها الداخلي الذي تكونت على اساسه ولكن في عراقنا الديمقراطي الجديد كل شيئ يجري عكس التيار ان الحزب الاسلامي هلل وطبل لفوز مرشحه السيد السامرائي ومن جانب اخر نرى كتل اخرى تطالب بطرح مرشح تسوية لحل هذه الازمة ومكونات (جبهة التوافق )بدأت تتهاوى وتتناثر تحت (خيمة البرلمان)وسارع البعض منهم لعقد صفقات سرية واخرى علنية مع تيارات اخرى عملا بشعار(عدو عدوي صديقي)والشارع العراقي الذي كان يأمل ويتأمل خيرا من ممثليه الذين وصلوا بدمائه ا لى هذه الكراسي واقف متفرجا ومندهشا لما أصابه من خيبة امل ( ولكن ملذات الكراسي وتخمة الجيوب من الرواتب )اعمت بصائر وبصيرة السادة اعضاء البرلمان (ممثلي الشعب العراقي)وانا اطرح سؤالي هل ان السادة البرلمانيون ادركوا ان الانتخابات القادمة سترمي بهم الى( سلات النفايات)كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات الت هزت عروش الطائفية فعليه نحذر من هذه الانشقاقات والاتفاقات الجديدة داخل قبة البرلمان نانها ستؤدي الى اقتتال طائفي ولكن من نوع جديد وهو اقتتال (سني /سني)وهذا قد ينتج من اثر بعض التحالفات من خارج المكون الواحد فما على السادة البرلمانيون وباالتحديد من الحزب الاسلامي ومكونات جبهة التوافق من اعادة النضر في سياساتهم الداخلية ولملمت الشمل مجددا والاستجابة لطروحات شركائهم في الجبهة وعدم تجاهلها سواء كانت فردية اوجماعية لان الساحة العراقية لاتستطيع ان تتحمل اقتتال طائفي مرة اخرى والشارع لايرغب بمشاهدة انهار الدم تجري مجددا ولايتمنى عودة ذلك الشبح المرعب (الذبح على الهوية) وهذا النداء الى كل الكتل والتيارات السياسية بان تعيد النضر في كل شيئ حتى في المكون البشري (الاشخاص)وانتقاء من هو افضل واكفأ والابتعاد عن عقد الصفقات التي لا تولد الى المساوئ والويلات وعلى الكل ان يكونوا صادقين مع انفسهم اولا ومع الاخر ومع الشارع لان(حبل الكذب قصير)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في