الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هنالك معوقات في طريق الديمقراطية... فلنساهم جميعا في تذليلها

رفعت نافع الكناني

2009 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



هنالك البعض من يحاول الوقوف بوجهة التقدم الحثيث الحاصل في العملية السياسية، والمعتمدة اساسا على نمو التجربة الديمقراطية الفتية. ويعتقد الكثير من السياسيين والباحثين في الشأن العراقي، ان اولئك الذين يقفون بوجهة مسيرة الديمقراطية ووضع العراقيل امام تقدمها، لن يفلحوا ابدا لان الجماهير اصبحت اكثر ايمانا وتعلقا بالخيار الديمقراطي، بل اصبح هذا الخيار هو نقطة البداية، لعملية الاقناع الحاصلة من قبل جميع العراقيين دون استثناء. وأمسى هذا المبدأ، يروق للقوى والتيارات السياسية وجماهيرها التي ابتعدت عن السير في هذا الطريق بسبب الاعلام المعادي، وقصر النظر عند بعض السياسيين الذين يقودون تلك الجموع . حيث ايقن الجميع انة لا خيار آخر غير طريق صناديق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة .
الى جانب ذلك هناك احزاب وكتل داخل العملية السياسية لا زالت تفكر بعقلية الماضي ، عندما كانت تعمل في صفوف المعارضة ضد النظام السابق، حيث ان هذا البعض يشكك بالطرف الأخر، ويفضل مصالحة وأهدافة الخاصة ، على مصالح الوطن وشركاءة في العملية السياسية . وهناك ظواهر يلاحظها المتتبع للشأن السياسي على مسرح الاحداث في العراق، الأ وهي ظاهرة عدم استقرار الرأي والتذبذب في اتخاذ المواقف ، بل اخذ بعض السياسيين يأخذون منحى اخر وهو ما يعرف بنظرية ( خالف تعرف ) وهناك شواهد وحقائق ملموسة وخاصة عندما يطرح مشروع قرار لمنفعة المواطن، وهناك شواهد كثيرة لا مجال لذكرها. ان هذة المواقف يمكن ان تؤدي في بعض الاحيان الى نسف العملية السياسية برمتها، وتفجير الاوضاع الامنية وما يترتب عن ذلك من مشاكل وتعقيدات خطيرة على الجانب الامني والاقتصادي والاجتماعي ، يعطل عمل الدولة ويربك اداءها وخير مثال على ذلك عدم طرح مشروع قانون النفط والغاز للتصويت لحد الآن، وتعطيل مناقشة وأقرارالموازنة لعام 2009 ، اضافة لقوانين اخرى في صالح الشعب وطبقاتة الفقيرة .
من جانب آخر، هناك مؤشر مهم وأساسي يسود المنطقة ويميزها، والتي يقع العراق كبلد، من ضمن واقعها الجغرافي والسياسي والتاريخي ، وهو مايطلق علية ميزة الثقافة العربية او بعبارة ادق نظرية الحكم والحاكم وقدسيتة، والتي لايمكن لها من فهم وهضم الطريق الديمقراطي والسلمي لتداول السلطة والحكم... اي ان اشراك لعبة الديمقرطية في الحياة السياسية وأختيار الحاكم بهذة الطريقة ، تكون عصية على الفهم في اذهان الكثرة من مفكرينا وسا ستنا المحسوبين على نفقة الحكومة !! واللذين امنوا بشكل مطلق بقدسية موقع الحاكم وهو ما يعرف ( اطاعة ولي الأمر ). في حين ايقنت الشعوب الاخرى بجدوى ثقافة الحوار والطريق الديمقراطي نحو تسلم السلطة وتداولها في بلدانها، وخطت خطوات كبيرة في طريق التحولات السياسية والتي اعقبتها تطورات على الجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي .
ان الديمقراطية لا تعني في لغة السياسة، اقصاء الآخر، بل انها ثقافة الوعي عند المواطن والقدرة على التمييز، والتعبيرعن رغبتة في التغيير،من واقع سياسي الى واقع سياسي آخر، يعتقد بأنة الاصلح والاجدى لرقي وتقدم المجتمع الذي يعيش فية . وهذا ما ظهر جليا في الانتخابات الاخيرة لاختيار اعضاء مجالس المحافظات ، حيث اقدم الناخب على اختيار شخصيات وكيانات سياسية بدت جديدة على الساحة السياسية في العراق، في اشارة الى ان الناخب العراقي اصبح اكثر وعيا من تجربة الاعوام السابقة. وأن فهمة للسياسة اضحى يدل على ان العراقي لا يحب السكون والجمود في عالم يتميز بالحركة والد يناميكية والانطلاق نحو الاجدى والاحسن . ان هذا الفعل السياسي لا يمكن تفسيرة بأن الشعب يريد اقصاء طرف والتقرب نحو الطرف الآخر، وانما يريد اساليب عمل مختلفة ، وخارطة طريق جديدة لأرساء قيم بديلة ، لم يطرقها الجانب الآخر. ان صعود كتل واحزاب، ونزول اخرى وبهذة الفترة الزمنية القصيرة، يعتبر في علم السياسة عمل جيد بل مذهل في سير العملية السياسية في البلاد، والتي سوف تؤدي حتما الى احداث تغيرات لملامح افق جديد، وهذا يدلل ويؤكد بأنة لا توجد توازنات دائمة وثابتة في عالم السياسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ