الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النبأ الطيب .. من تونس

إبراهيم المصري

2004 / 3 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


خيراً فعلت تونس بتأجيلها القمة العربية إلى أجل غير مسمَّى ، وليت هذه القمة لا تنعقد إلا بما يملي أهدافاً أقل طوباوية ولفظية مما كان في القمة المؤجلة .
ولنتأمل ....
ـ مشاريع للإصلاح العربي تحاول أن تكون حاصل ضرب متناقضات شديدة بين الدول العربية وأنظمتها السياسية ودرجة التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيها .. والمصالح أيضا .
ـ معلقة لفظية في تأييد الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وخيار السلام الاستراتيجي العربي الذي يفتقد إلى أنياب تجعله واقعاً في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة .. كما أن دولا عربية كثيرة سوف تسرف في التأييد اللفظي ولن تعرض مصالحها مع واشنطن لامتحان حقيقي في سبيل الحصول على أو كل حقوق الشعب الفلسطيني .
ـ معلقة لفظية أخرى للعراق الذي يجب أن ينأى بنفسه قليلا عن ( العروبة ) حتى يخرج من غرفة الإنعاش ويجد طريقه داخليا أولا إلى الطمأنينة والأمن والحرية .
ـ معلقات من عمرو موسى عن تطوير الجامعة العربية واقتراحات بإنشاء مجالس وبرلمانات وكأن الجامعة لديها من المال ما يكفي للصرف على ثرثرة موظفيها وخبرائها التي لا تنتهي .
ـ عراك بين وزراء الخارجية العرب على صيغة البيان الختامي ، وبعضهم جاء وعينه على التأييد العربي الذي لا يقدم ولا يؤخر في سلوك دولة ما ، وإلا بماذا يفيد التأييد العربي في مدح ليبيا على انفتاحها الغربي وليبيا بقيادتها تفعل ما تريد ؟ وهي التي لم تستشر الدول العربية حينما ألقت بنحو ألفي فلسطيني على حدودها بحجة أن اتفاق أوسلو أعطاهم دولة عليهم أن يذهبوا إليها .
إنني كمواطن عربي أشعر أن خطوةً قد تم اتخاذها في الاتجاه الصحيح بتأجيل انعقاد القمة ، وسواء فعلت ذلك تونس بقرار فردي أو بالتشاور مع دول عربية أخرى ، فإن النتيجة واحدة في بيان العجز العربي ممثلا في القيادة عن الذهاب إلى أهداف ملموسة ...
القمة العربية لم تكن في معظم أحوالها إلا ثرثرة لفظية تشبه كثيراً الثرثرة اللفظية في الكثير من الدول العربية عن الإصلاح وعرباته السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية .. إلى آخره .
وإن عدم تبني وثيقة عربية جامعة مانعة للإصلاح أيا كان نوعه سيكون خيراً حتى لا تكون تلك الوثيقة شمَّاعة أخرى تعلق عليها الأنظمة العربية ما يتوجب عليها أن تفعله أولا داخليا في بلدانها .
الفراغ ، تعبئه القوة ، والولايات المتحدة ومعها إسرائيل قوة ، تعبئ الفراغ الذي خلفه نصف قرن من العمل العربي الفاشل ليس على الصعيد القومي فقط وإنما على الصعيد الوطني ، حيث تتعفن أحلام شعوب ومقاعد سلطة لا تريد رفع قبضتها الخانقة عن طاقة البشر وحياتهم .
وقد تنجح القاهرة في إنقاذ ماء وجه القمة العربية وتعقدها كي تصدر تلك البيانات نفسها التي كانت ستصدر في تونس ، لكن هذا كله لن يخفي العاصفة التي يأمل المواطن العربي أن تكون عاتية ورهيبة بحيث تغير وجه الحياة مرة واحدة وإلى الأبد .

إبراهيم المصري
شاعر وصحفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتلال يمتد لعام.. تسرب أبرز ملامح الخطة الإسرائيلية لإدارة


.. «يخطط للعودة».. مقتدى الصدر يربك المشهد السياسي العراقي




.. رغم الدعوات والتحذيرات الدولية.. إسرائيل توسع نطاق هجماتها ف


.. لماذا تصر تل أبيب على تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة رغ




.. عاجل | القسام: ننفذ عملية مركبة قرب موقع المبحوح شرق جباليا