الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات وتغيير اسم الحزب ام المساومة مع الرأسمالية

سلام ابراهيم عطوف كبة

2009 / 2 / 28
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


"ما قولك يا صاحبي في السلاطين الذين يسرفون في ترديد كلمة"الشعب"ويكثرون من الحديث عن"الديمقراطية"؟!
اظنك تتفق معي على ان هؤلاء السلاطين لا يشترون الشعب ولا الديمقراطية بقلامة ظفر،وانهم لو كانوا يؤمنون بالشعب والديمقراطية حقا ما اسرفوا في الاستشهاد بهما.
اذن،ما تفسيرك لهذا السلوك يا صاحبي؟
اعلم ان امثال هؤلاء السلاطين الحواة هم اشد خطرا من السلاطين البغاة،ذلك انهم يعمدون الى تزييف كل مؤسسة سلطوية كي ما تكون في خدمتهم،وقد يلجؤون الى الاعيب ابرع من الاعيب حواة السيرك لنشر هذا الزيف.وان اسرافهم في الحديث عن"الشعب"و"الديمقراطية"هي جزء من تلك الالاعيب الشيطانية"

ليس الغرض من هذه الدراسة تبيان سلبيات قانون انتخاب مجالس المحافظات الحالي الذي يتحمل مسؤولية وضعه البرلمان العراقي وحده،وقد اوضحت قيادة الحزب الشيوعي العراقي"ان عملية الانتخاب والحكم على نزاهتها لا يحدده يوم الاقتراع وحدة فقط؟لان الانتخابات ممارسة ديمقراطية تعبر عن حرية الفرد والمجتمع وعملية كبيرة تبدا بخطوة وتتبعها خطوات مترابطة نحو هدف كبير يتلخص في احترام ارادة الناخب،وتوفير الثقة بالنتائج!وهل للمفوضية العليا"المستقلة"للانتخابات ان تبرر عدم العدالة في استخدام وسائل اعلام الدولة؟وهل عاقبت قائمة ما بذخت بشكل ملفت من المال السياسي؟هل تابعت خروقات استخدام رموز الدولة ووسائلها في الحملة الانتخابية؟وكيف لمفوضية مستقلة،مهنية،محايدة ان تعلن استكمال استعدادها لادارة الانتخابات ليس بقانون جائر وحسب،بل في غياب قوانين اساسية اخرى،دونها لا يمكن ان تكون هناك انتخابات؟"...
انما استهدف في دراستي هذه تبيان ان الحزب الشيوعي لم ولن يعقد على نتيجة الانتخابات الاخيرة الآمال العريضة في ان يرى نتائج كبيرة لصالحه،وقد اوضحت في دراستين اخيرتين"الانتخابات والحثالات الاجتماعية"و"الانتخابات والفشل في الاداء السياسي"ان احزاب الاسلام السياسي بواجهاتها وجامخاناتها المتعددة غير قادرة موضوعيا وتاريخيا في مواصلة التخندق خلف حصن"القدسية الدينية"المزعومة وحصن العشيرة بسبب جهلها وتفاهتها وسفاهتها وهزالتها.ولم يكن غريبا ان تتعالى بعض الاصوات غير المتابعة لتطور الخطاب السياسي للحزب الشيوعي،ومن منطلق الحرص والمسؤولية كما تدعي،مطالبة بمؤتمر استثنائي!والادهى بتغيير اسم الحزب!..وهلم جرا!كما شمتت بعض القوى السياسية،كما هو متوقع،وانغمرت في الحملة المعادية للحزب والمطبلة للفكر الرجعي وتخرصاته المستمرة منذ اكثر من نصف قرن!
لقد استند الحزب الشيوعي العراقي في طرح وثائق مؤتمره الثامن للحوار العلني والمساجلات الشفافة على ان الجماهير هي صانعة التاريخ،والأنفتاح على الأفق الديمقراطي الأوسع وتحقيق العدالة بكل ابعادها لأبناء الشعب العراقي.وفي دراستي المعنونة"مساهمة جادة في دراسة وثائق المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي"اكدت ان الحزب الشيوعي العراقي اقدم حزب سياسي وطني عراقي ما يزال يعمل في الساحة السياسية العراقية وان التجديد في كيان الحزب وآيديولوجيته وبرامجه،لا تعني باي حال من الاحوال التخلي عن بوصلته الفكرية الاشتراكية ونهجها البحثي العلمي..فالشيوعيون العراقيون لا يزالوا مصدر قلق جدي لاعداء الديمقراطية والتعددية والا ماذا نفسر هذا الكم العجيب من المقالات التي تهاجمهم علما ان الكثير من المقالات كانت تشير الى ان المجتمع العراقي محافظ ومتدين والشيوعية لا تصلح في العراق وان الشيوعية انتهت باعدام الرفيق الخالد فهد..وانتهت بانقلاب شباط الاسود 1963..وبضربة معلم من البعث العراقي عام 1979..ثم انتهت مرة اخرى بضربة اسطة بنهاية الاتحاد السوفياتي..والحزب الشيوعي فشل في الانتخابات وبضربات العطارين وتجار البازار والحرامية،ولم يحقق شئ يذكر..لماذا القلق اذن ولماذا هذا الهجوم المتواصل على الشيوعيين العراقيين الذي وصلت مدياته الى حرق المقرات واغتيال اعضائه ومحاربة ناشطيه؟اذا كنا نريد للشيوعيين ان تتطابق ارائهم مع الفئات الحاكمة في العراق فما الفائدة من اسقاط نظام صدام..الم يكن احدى اهداف القوى الحاكمة الان في العراق هو اقامة مجتمع عراقي تعددي ديمقراطي!مجتمع تحترم فيه الحريات العامة..ام يا ترى حكامنا اليوم لا يعرفون معنى التعددية؟
ان عملية تحويل الحزب الى حزب ديمقراطي ثوري او اشتراكي ديمقراطي او ديمقراطي ليبرالي سيؤدي مع مرور الزمن الى تخليه عن الموقف الطبقي وان اي تغير للموقف الطبقي يعني المساومة مع الرأسمالية..ان هذه الدعوات ما هي الا احد اساليب معاداة الشيوعية صاحبة النظرية العلمية المدافعة عن مصالح الكادحين ضد الاستغلال والاضطهاد الطبقي والاجتماعي.ان الهدف الاستراتيجي للقوى الطبقية المعادية هو ازالة شئ اسمه حزب شيوعي عراقي من الساحة السياسية،نعم انه صراع طبقي وايديولوجي.
اسم الحزب الشيوعي العراقي كان ولا يزال نبراس ومنار للحركة التقدمية والديمقراطية وصماما اساسيا للتحالفات الوطنية الجادة،والمطلوب ليس اعادة النظر في اسم الحزب الشيوعي العراقي،بل المطلوب هو اعادة النظر بالمفاهيم التي تجاوزتها الحياة وتعميق الممارسة الديمقراطية في حياة الحزب الداخلية،وتدقيق سياسة التحالفات الوطنية،وايجاد خطاب سياسي يتلائم والواقع الجديد الذي يعيشه شعبنا بعد زوال النظام الدكتاتوري وبعد كل المتغيرات والكوارث التي مر بها ويعيشها وطننا ويعاني منها ابناء شعبنا.
الاحزاب السياسية الرصينة لا تغير اسماءها كما يغير الرجل زوجاته وفق قاعدة تعدد الزوجات سيئة الصيت!ومع كل تغيير في الواقع السياسي!بل من الضروري واللازم ان تغير في سياستها وبرامجها،وتستجيب من خلال ذلك لمتغيرات الواقع.لقد ارتبط اسم الحزب الشيوعي العراقي بضمير شعبنا العراقي من خلال نضالاته خلال اكثر من نصف قرن وقيادته لمعظم انتفاضات ووثبات جماهيرنا وتقديمه الوف الشهداء في معارك الشعب الوطنية،وليس لحزبنا الشيوعي العراقي نقاط سوداء يخجل منها تجاه جميع القضايا الوطنية والقومية.وكان الحزب ضحية مباشرة واساسية للسلطات،وهو بذلك لا يتحمل اوزار السلطات في مختلف عهودها.ولا زال الشيوعيون العراقيون قادة جماهيريين امام انظار شعبهم ولا زالوا نموذجا يحتذى به باعتبارهم مضحين اساسيين في معارك الشعب وانتفاضاته.الشيوعيون العراقيون لم تقهرهم السجون بل قهروها.
ضم حزبا البعث في سوريا والعراق وحزب شاه ايران(راستاخيز)والحزب الاشتراكي الالماني(حزب هتلر)والائتلاف العراقي الموحد بجامخاناته المتعددة(ائتلاف دولة القانون،..المحراب،..الاحرار...)الملايين،لكنهم لم ولن يكونوا احزاب جماهيرية.وتثبت نتائج الانتخابات العراقية المتتالية بان ليس للحزب الشيوعي العراقي ما يميزه عن الاحزاب والتنظيمات العراقية الجديدة غير تاريخه النضالي الطويل وسمعته الوطنية الطيبة التي تحققت بفضل المثابرة والنضال الصلب لاجيال واجيال،مما جعل الشيوعيين قدوة حسنة في الحكمة والشجاعة والثورية والثبات في مقارعة الانظمة الاستبدادية.
ان الحزب الشيوعي العراقي فصيل وطني حي،حتمت وجوده الظروف الموضوعية والذاتية،وليس رغبة هذا وذاك.وهو يمتلك رؤية وطنية واضحة للمشروع الوطني الديمقراطي،ويشارك بمسؤولية وطنية عالية بالعملية السياسية،سلاحه الكلمة الصادقة المخلصة،ينتقد ويقترح ويحاورعلنا من خلال ممثليه بالبرلمان او من خلال صحافته والصحف الاخرى،صوته مسموع وتاريخه مشرف.


بغداد
27/2/2009

يمكن مراجعة دراساتنا - في الروابط الالكترونية التالية :

1. http://www.rezgar.com/m.asp?i=570
2. http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm
3. http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKuba/index.htm
4. http://yanabeealiraq.com/writers_folder/salam-kabaa_folder.htm
5. http://www.babil-nl.org/aasikubbah.html












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - We need hard pieces of evidence, not the soft ones you menti
Talal Alrubaie ( 2009 / 2 / 27 - 22:50 )
Dear Mr Salam
Many commentators in this website and other publications, including myself, have pointed out major flaws in the current work of the communist party, particularly in the work of its leadership. Changing the party’s name or not, without changing the quality and fashion of its work, remains a pure formality that only future could tell whether it was helpful or not, though I doubt that changing the name only will make a significant difference if the modus operndi of the party remains unchanged, something which you rightly allude to. And any party or person can benefit its people irrespective of its name, and names should not be used as a cover to hide the reality. This assessment is hardly qualifible by your semi-apologetic and semi-justificatory statement regarding the party’s low expectation of winning votes prior to election. If you have public evidence issued by the party, prior to election, that verifies your statement in this regard, I love to see it. However, this low expectation, whether it had been there or not, would be as irrelevant as it could be a prior ack


2 - ديمقراطية الحزب
سلام ( 2009 / 2 / 28 - 03:30 )
اخى العزيز عن اية ديمقراطية تتكلم، هل توجد داخل الحزب الشيوعى ديمقراطية!! ام استبداد ايدلوجى ومركزية مفرطة حتى لايحترمون الراى الاخر ولايسمحون الا بالقليل من النقد واذ قبلوا منك فعلى مضض نحن انتخبنا قائمة الحزب وننتخبها بالمستقبل ولكن التغيير مطلوب وتعرف استاذى من ان كل مرحلة زمنية لها فلسفتها وقانونها الخاص .هل الماركسية قران غير قابل للتغيير والتطوير اذن اين هى مساهمات التطوير دلنى على قسم منها لماذا نعيب على الاخرين الجمود الفكرى والدوغمائية ونحن غاطسين فى مستنقعها حتى فروة الراس فالتغيير مطلوب كذلك التطور الفكرى فاذا بقينا على حالنا فاقرا على الحزب السلام يجب وشكرا


3 - تحية للاستاذ سلام كبة
عبد العالي الحراك ( 2009 / 2 / 28 - 08:22 )
مع الاسف الشديد ايها الاستاذ العزيز سلام ابراهيم كبة..لقد خلطت الاسباب بالنتائج وميعت الاوليات بالثانويات كما فعل بعض كتاب وكوادر الحزب.. في الوقت الذي يتطلب الامر الجرأة في النقد والوضوح في الفكرة واحترام الزمن الذي يسرع.. والقوم متباطئون ..لي رد على كل فقرة ذكرتها وكي لا يطول التعليق فسوف اخنصر
صحيح ان الحزب الشيوعي العراقي لم يعقد الامال الكبيرة على نتائج الانتخابات الاخيرة,لكن القيادة ادعت بتوسع نشاط الحزب وشموله الشباب والنساء وكثرت مقراته الحزبية واقامته لتحالفات انتخابية في جميع المحافظات وهكذا... وهذا الادعاء يتطلب برهان ودليل. ونتائج الانتخابات كانت البرهان والدليل. وتوجس القيادة من نتائج الانتخابات جعلها لا تعقد الامال لا الصغيرة ولا الكبيرة, لهذا لم تتأثر بتلك النتائج والدليل على ذلك بيان المكتب السياسي المفاحئ والسريع وغير المدروس
تتحدث عن (الاصوات غير المتابعة لتطور الخطاب السياسي للحزب الشيوعي....) اترك هذه الاصوات غير المتابعة.. فلقد ظهرت اصوات جديدة من بين صفوف الحزب تضاف الى اصوات خرجت وتخرج من الحزب باستمرار واصدرت بيانات في غاية الوضوح والدقة فاق مستواها مستوى قياداتها..ثم ان هذه الاصوات غير المتابعة.. هل تريد منها ان تتايع عبر الميكروسكوب؟ ام انها لاحداث ال


4 - حول نتائج الانتخابات
اياد محمد العراقي ( 2009 / 2 / 28 - 11:57 )
سيدي الفاضل
اسباب كثيره ادت للوصول الى مانحن عليه اليوم بعضها موضوعي علاجهاصعب ولكنه ليس مستحيلا,فالاستحاله تعنيالركود وترك الحال على ماهو عليه وهذا لم يكن ولن يكون ديدن الشيوعيين صانعي الحياة بعضها النهوض بالوعي الجمعيللشعب عامة
اما الذاتيفهو نوعية ممثلي الحزب في المجالس السابقه فكان ينبغي علينا اختيار ممثلين تتوفر فيهم اغلب الصفات ان لم يكن كلها التي ينبغي ان تتوفر في الشيوعي ونو عية المرشحين للانتخابات الحاليه وعدم تمتع اغلبهم بقبول جماهيري واسع والدليل هو ما حصلوا عليه من نتائج في مدنهم التي يسكنونها


5 - تحليل علمي
حازم ( 2009 / 2 / 28 - 16:46 )
الاستاذ الفاضل النقاط التي تم الاشارة اليها صادقة وحقيقة وهي خلاصة لواقع حال العراق التي يحاول البعض تزويرها والانقضاض وتدمير القوى الفعالة لبناء عراق حر وممكن ان تدخل هذة القوى الى داخل منظمات الحزب لغرض خبيث والاخر يحمل اسم الحزب وينتهج ويتبنى افكار ومواقف تتعارض مع التاريخ والمواقف والتضحيات التى قدمها رفاقة .ومن المعايشة اليومية لايزال الحزب فكرا وتنظيما ضرورةملحة وبحاجة الى قادة ميدانيين ومراجعة في تقييم ودراسة الواقع العراقي بالصيغة العلمية التي توفرها الماركسية وتجربتها الطويلة والعملية واقولها أن الكثير من قواعد الحزب تفتقدها نتيجة أهمال القيادة الحالية وسيطرة الكثير من العناصر الطفيلية مما تسببت في ضعف التنظيم والحصانة الفكرية والنتيجة الانتخابية للعملية السياسية تعود لمواقف القيادة التي همشة دور الحزب الطبقى والفكري واسم الحزب علامة وطنية في تاريخ العراق من أجل الحرية والتقدم ضد المحتل واعوانة من الطائفيين والعنصريين الفاسدين دعاة الجهل وخدم وسماسرة الراسماليةوالخصخصة

اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة