الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف لي / الى امير الدراجي

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2009 / 3 / 1
الادب والفن



كيف لي
أن اعبرَ البحرَ واجتاز الحدود ؟
كيف لي
أن اكتبَ الحرفَ على شجيراتِ الاوكاليبتوس ؟
فيما الثلج يغطّيها بدفءٍ بارد ،
كيف لي
أن انظرَ في المرآةِ العاكسةِ للاحزان ؟
وانا المدجج بالحزن الابدي ،
كيف لي
أن اقابلَ الموتَ وانا المحمّل بالذنوب ؟
كيف لي
أن اصنعَ النصرَ ؟
والهزائمُ تُطاردني حتى بأحلام اليقظة ،
كيف لي
أن افتحَ باباً موصداً ؟
بينما خريف المقابرِ الثلجيةِ ينثالُ عليّ
من تلةٍ تشرفُ على مدينةِ ( كونك سفنكر) *.

يا هذا الامير المختبىء
تحت ظلّ شجرةٍ ميتة
أبت ان تعكسَ ظلّها للآخرين في لجّةِ القيظ
وفي شدّةِ الموت .

ها نحن اصدقاؤك
نثرنا تراب الثلج على قبرك الفضي
بينما هواء الروح
كان يستنشقُ رحيقَ الموتِ المظلم
ويتبعهُ خيالٌ هارب .
كانت الطرقاتُ تتعثرُ بارصفتِها
المثقلةِ بالثلج .

وكان موكب التشييع لائقاً بك
والهواءُ رطباً
الهواءُ بارداً
الهواءُ ثملاً
وتياراته تحمل بين طياتها
غباراً اسودَ

لم يكن يعرف بذلك
غير ظل تلك الشجرة الميتة
وأنا الذي احتميت بظلها البارد
حين اعتبرتني من الاموات

فكيف لي أن أحفر قبراً جنباً لجنب
من قبرك المتوج بالثلج
قبرك العميق بالحزن والغربة
قبرك ذات العينين الطويلتين
تنظران الى خفايا المدينة
المدثرة ببياض الثلج الازلي

والوجوه المكفهرة ،
الشاحبة ،
النزقة ،
القلقة ،
التي كانت تلاحق قبرك قبيل الرحيل
اختفت خلف قضبان
الشتاء النرويجي
تطاردها حسرة الاموات الابدية .

فنم ايها الفارس
ايها الامير
ولا تغمض عينيك
نم قرير العين
ودع روحك
تحلق في فضاء الناصرية ..

* كونك سفنكر : مدينة نرويجية وتعني اصابع الملك ،عاش فيها الراحل امير الدراجي عشرة اعوام ودفن فيها بعد ان اوصى اصدقاءه بذلك ، والمدينة تبعد عن العاصمة النرويجية اوسلو 90 كم شرقا وهي محاذية للحدود السويدية .


اوسلو
2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟