الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن يكون هناك حرب بين العرب والكرد بالفهم الذى تفهمه وتفسره الفضائيات وبعض الساسة

عبدالله مشختى

2009 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


اثير فى الاونة الاخيرة تصريح للسيد رئيس حكومة اقليم كردستان حول المشاكل المعلقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان . زوبعة غير مبررة من قبل بعض الفضائيات العراقية والعربية وواخذ بعض الساسة والمثقفين الموضوع وكأنه حديث خطير وانها بمثابة شن حرب مع العرب واخذت تحمل على الجانب الكردىقضايا ومسائل كثيرة علما ان الحديث لم يكن بتلك الضخامة والحجم الذى اعطى له . فالمعروف عن تاريخ الدولة العراقية وماقبلها ايضا ان افضل العلاقات التى كانت تسود فى المنطقة هى العلاقات العربية الكردية ولاتزال سوى بعض الفتور والتصدع الذى اصاب هذه العلاقات فى السنوات الاخيرة ، بسبب بعض الممارسات والخطابات السياسية هنا وهناك وكانت بعض وسائل الاعلام العربية والساسة السبب الاول فى دفع الامور بهذا الاتجاه لان تأزم العلاقات العربية الكردية لا تفيد الا المتصيدين فى المياه العكرة مثل المروجين للحروب الطائفية والعرقية كونهم المستفيدين من الاوضاع الشاذة لممارسة تجارتهم وهم تجار حروب وازمات لبيع سلعهم والاثراء على حساب الام شعوبهم . ان تاريخ العراق لم يكن هادئا ابدا منذ تشكيل الدولة العراقية وتنصيب الملك فيصل بن حسين ملكا عليها فالازمات كانت متتابعة والحركات والانتفاضات الكردية كانت مستمرة ضد النظام الملكى وكان الجيش البريطانى بسلاحه انذاك تصفى تلك الحركات وتقمعها واستمرت فى العهد الجمهورى طيلة اربعين عاما الصراع والقتال بين الكرد والانظمة التى اخذت برقاب الحكم فى العراق ولكن لم يظهر يوما من الايام ان دخل الكرد او العرب فى اية معركة او قتال او حرب باسم حرب الكرد والعرب بل كان حربا مستمرا ضد انظمة حكم تقودها احزاب عربية ذات ايديولوجية عروبية قومية شوفينية لم تكن تقبل الاخر ولو كان على حق بل كانت تريد محو الكرد من الخارطة العراقية وتعريبهم كى يتناسوا لغتهم وثقافتهم مع العلم انهم كانوا على ادراك تام بانهم سيفشلون فى مبتغاهم . ولكنهم كانوا يتحركون وفق جداول ومخططات تأمرية ليس على الكرد وحدهم بل ضد العرب الذين لم يكونوا يسيرون الى جانبهم كانهم كانوا يعملون ضد حركة التاريخ .
خلال الاربعين سنة الماضية كانت العلاقات بين العرب والكرد علاقات اخوة ومواطنة ولم تكن تشوبها شائبة ما فرغم حالات القتال الدائر فى العقود الماضية بين الكرد والحكومات فلم تتأثر علاقات الشارع العربى الكردى بهذه الحروب سوى حالات تعصب قومى هنا وهناك من فئات من الجانبين كانت تحاول تحويل العلاقة الودية الى علاقات كراهية وحقد وبغضاء ولكنها بائت بالفشل كل تلك المحاولات وكان اشد من حاول تحويل مقاومة الكرد للنظام الى حرب عربية كردية كان النظام البائد ولكنه فشل رغم ما كان يملكه من امكانيات ووسائل تحت تصرفه . فالعلاقات العربية الكردية متجذرة فى ارض العراق وفى التاريخ ايضا لذلك من المستبعد جدا التفكير بحديث من هذا النوع . اما ما اتوقعه فهى حالات قد تحدث مثل ما حدث خلال الاعوام الاربعة الماضية من قتل للكرد فى الموصل وكركوك ومناطق اخرى ، او قيام قوات البيشمه ركة بتأدية واجبهم فى الدفاع عن الارض والحدود العراقية واقليم كردستان او بالمشاركة مع القوات العراقية فى التصدى للارهاب فهى حالات لا تعتبر حرب كردية عربية . ان الشارع الكردى والعربى قد استفاق وفهم كل اللعبات والمخططات التى حاكها وتحيكها القوى والانظمة التى لا تود الخير والامن والاستقرار والبناء والاعمار للعراق وامست اليوم على وعى كامل بكل الامور التى تراها من مصلحتهما المشتركة فى العراق ، والذى يتطلب من الجانبين زيادة التلاحم والتكاتف لتحقيق الاهداف التى تخدم مجموع الشعب العراقى بكل مكوناته الدينية والقومية .
لا يخفى على احد بانه فى كل الاقوام والجماعات هناك عنصريون وقومجيون وشوفينيون الى حد النخاع ولكن نسبتهم ليس بتلك الدرجة التى ستؤثر على الاوضاع وتجر الجانبين الى الحرب والقتال ، فهناك اليوم العلاقات الاجتماعية والمصاهرة وشراكة العيش بين الكرد والعرب فى العراق ولايمكن ان تذوب وتنصهر هذه العلاقات بتحرك فئة قومية عنصرية لا تكن الحب والود والانسانية لاى من الجانبين .
ان قسما من الفضائيات العربية والعراقية حاولت عبر شاشاتها اثارة الشارع العربى ضد الكرد من خلال بث برامج ولقاءات ومقابلات كان يمكن للمثقف الانسانى ان يشم منها رياح الاثارة ودفع الشارع باتجاه سلوك غير صائب . فى الوقت الذى يتطلب عمل هذه الفضائيات ان تكون فاعل خير ووسيلة لتقريب وجهات النظر المختلفة عليها وان تعمل وفق معيار شرف المهنة الصحافية التى لا تحاول اثارة النعرات والاحقاد بين ابناء الشعب الواحد ، بل مهمتها تقريب المسافات وتضييق الشروخ ان حدثت لا ان تطبل وتزمر لانفصال الكرد واثارة الشعب العربى على اخوتهم فى الوطن الواحد ولابد ان يكون هناك تدارك لمثل هذه الحالات من قبل الحكومة العراقية بالوقوف على ما تبثه هذه الفضائيات لا نقصد بعامل رقابة وسيطرة حكومية ولكن ان تكون هناك ضوابط بمحاسبة اية مؤسسة اعلامية تحاول اثارة الخلافات وتدعو الى استفزاز الشارع تجاه قضايا سياسية تختلف عليها اطراف الحركة السياسية فيما بينها .
وليكن الجميع على ثقة بانه لن يكون هناك حرب عربية كردية بالمعنى التى يثيرونها ان المشاكل بين الاطراف كثيرا ما تحدث بسبب نزاعات وقضايا مختلف عليها . نعم اذا لم تبادر الجهات الوطنية العراقية الى حل مشاكل قائمة على ارض الواقع قد تندلع مشاكل وقد تصل الى حد الاقتتال ولكن ليس بين العرب والكرد فى العراق ولكن بين سكان المناطق التى هى متأزمة ، ان انتظار الاطراف العراقية لمبادرات الامم المتحدة لحل المشاكل المعلقة مثل المادة 140 من الدستور ستؤدى الى خلق مشاكل وازمات لان الامم المتحدة غير معنية بقضايا داخلية للدول تحدث بين مكوناتها او انها ستعد خططها وبرامجها وفق الياتها المعروفة للجميع والتى تسير كمشية السلحفاة ، فى حين هذه المشكلة وغيرها من المشاكل المعلقة هى من صميم الشأن العراقى وعلى جميع الاطراف ترك الخلافات والمصالح الانية لكل طرف والنظر بمنظار الاطار العام للمصلحة الوطنية العراقية عبر الحوار والتفاهم وبالسبل الديمقراطية فلماذا سن الدستور واين ديمقراطيتنا وتوافقاتنا اليست هى القوى العراقية نفسها التى صاغت هذه الطرق والوسائل لادارة الدولة العراقية ، اليست هذه المؤسسات كلها اوجدت لحل المشاكل فاين تكمن وجودها اذن ، ان كانت كل هذه المؤسسات غيرفاعلة وكل مشكلة او ازمة حصلت نتوجه ونستعين بالامم التحدة والجامعة العربية والدول الاجنبية نتوسل اليها لتأتى وتحل لنا مشاكلنا التى نعجز عن حلها فاية حكومة واية مجالس للنواب ومؤسسات دستورية نملكها . اذا كانت الاطراف مختلفة ولا تتوصل الى نهاية لهذه المشاكل فلما لا تعود الى الشعب وتتيح الفرصة لمواطنى هذه المناطق كى يقرروا مصيرهم ونوع ادارتهم وارتباطاتهم بمن يريدون وفق الية صادقة ومبنية على الثقة التامة بان الكل هم يعملون لمصلحة العراق لاغير .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الطفل المكوي بالنار يخاف النار
اسماعيل ميرشم ( 2009 / 3 / 1 - 05:03 )
جذور المشكلة العراقية بدئت قبل ثمانون عاما حينما تدخلت عصبة الامم لفرض واقع تتحقق من خلالها مصالح الاقوياء في المنطقة والقوى العظمى متجاهلا حقوق الجماهير الاصحاب الحقيقيون(اصحاب الارض) لتقرير ما يناسبهم وبالشكل التي كان يحقق العدالة وتسود السلام واليوم تعيد التاريخ نفسها حيث التراكمات الماضي من ظلم وحقوق مهدورة لمن عانى الظلم طيلة العقود الماضية لم تواجة بشكل مسئؤؤل ليوضع لها حلول مناسبة و لذلك تبقى التوتر وعدم الثقة سمة الحاضر وهواجس المستقبل مما يستفاد منها اصحاب السلطة من شتى الالوان والمصالح وعلى حساب رفاهية الجماهير والعيش بسلام ملئة بالكرامة الانسانية والرفاهية بدلا من التوتر والصراعات

اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا