الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدفاع الليبرالي عن القتل

فضيلة يوسف

2009 / 3 / 1
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


لعب ما يسمى ب "الليبراليين" دعاة الإمبراطورية دورا حاسما في بيع بوش حروباً مدمرة.
وفيما يلي مقتطفات من كتاب "الدفاع الليبرالي عن القتل " لمؤلفه ريتشارد سيمور. وتم نشره عام 2008.
تجدر الإشارة إلى أن توقعات المبتهجين ، بسهولة بناءالعراق الحر ليست نتاجاً لادارة بوش. وانما ما يطلق عليه أحيانا "اليسار المؤيد للحرب" ، وهو ائتلاف فضفاض من الليبراليين والراديكاليين السابقين والاشتراكيين السابقين . لقد أصاب هؤلاء رفاقهم وزملائهم السابقين بالصدمة والترويع من المطالبات الكبيرة والجريئة والحادة من القوات العسكرية الأمريكية في العراق وغيرها. يمكن أن تفخر ادارة الرئيس جورج بوش بدعم العديد من الليبراليين والمثقفين البارزين ، وبعضهم لا يزال يدعي الانتساب إلى اليسار بل ان عدداً منهم يدعي تمثيل اليسار الأصيل ضد اليسار الزائف، إضافة إلى قوات الصدمة الأصولية المسيحية ، والمتعاطفين مع إسرائيل والمحافظين الجدد .
كان بعض هؤلاء الليبراليين قريبين من واشنطن أو من شخصيات كانت بارزة في ادارة بوش. وبعضهم ساعد في صياغة السياسة العامة ، مثل كنعان مكية الذي دعي للمساعدة في وضع خطط ل"العراق الجديد". وجميعهم قاموا بدور في مجال الدعوة لإدارة بوش والحكومات التي دعمتها.
وبعبارة موجزة ، فقد حجب هؤلاء عن صناع الحرب الانتقادات المفصلية. لقد تجاهلوا التهديدات المبالغة في البيانات الصحفية للبيت الابيض (حيث كانت ستعتبر مثيرةللسخرية) ، وقاموا بتمجيد القوة العسكرية الأمريكية اكثر من وزارة الدفاع الامريكية ( قد يؤدي ذلك الى الضحك). هذا التحالف ليس فريداً تاريخياً ، فهو يشبه من نواح كثيرة دور بعض المثقفين اثناء الحرب الباردة الذين نظّروا ل"وكالة المخابرات المركزية الاشتراكية". ولعبوا دوراً قاد الى الانشقاق في صفوف المثقفين ، وصل اليسار المؤيد للحرب إلى جمهور أوسع من خلال المجلات وأعمدة الصحف ، وشاشات التلفزيون وغير ذلك. وعمل الليبراليون والمثقفون المؤيدون للحرب كقنوات لتبرير السياسة العدوانية ، وساعدوا واضعي هذه السياسات حيث انهم اكثر قبولاً للجمهور. مستخدمين الحجج القديمة نفسها ، والتي لم تتحسن مع تقدم العمر. وهي تدل على هيمنة ما تسميه Bricmont " أخلاقية التدخل "أي "الافتراضات حول القدرة العلاجية للغزو ، التي يرجع أصلها الى عصر الإمبراطوريات الأوروبية "، وهي تبريرات لا معنى لها.
كارثية الانتصار
كثير من الدفعة الحالية من دعاة الليبرالية لهم تاريخ يساري ، وغالباً تخلوا عن يساريتهم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.وجميعهم ما عدا الستالينيين ، كان من المفترض أن تكون افاقهم الانسانية بعد انهيار القوة العظمى السوفييتية في عام 1989 واعدة.كانت رؤية فوكوياما "نهاية" التاريخ ، -على الرغم من انه لم يهضمها بنفسه -، ووصفت بانها مرشحة للتوافق عليها عالمياً. النموذج الوحيد الصحيح للمجتمع تم كشفه من قبل السلطة بما لا يقل عن التاريخ ، نموذج رأسمالية السوق الحرة والديمقراطية الليبرالية. كما يلاحظ Gregory Elliott ، "قاطرة التاريخ توقفت ليس في محطة فنلندا ، ولكن في الأسواق الضخمة. كل الطرق تؤدي الى ديزني لاند؟" كانت هناك بعض المشاكل العالقة ، بالطبع : بدلاً من الدكتاتورية الستالينية الجديدة ظهرت مصالح وطنية أو دينية خاصة ، تكاد تهدد "النظام العالمي الجديد" كما دعاه بوش الاب وتسبب له بعض المشاكل . وكان اليساريون أثناء التعامل مع هذه المشاكل السابقة وفي نقاط مختلفة يتأرجحون في الكثير من المواقف مما أشار اليه وزير الخارجية الفرنسي Hubert Védrine "القوة الأميركية المفرطة ". كانت مناسبات الردة متنوعة ، ولكن اللحظات المفتاحية كانت غزو صدام حسين للكويت ، وانهيار يوغوسلافيا السابقة ، والهجمات على مركز التجارة العالمي. ففي حالة غياب دول تزعم انها تحمل المهمة التاريخية للبروليتاريا ، فإن كثيراً من الماركسيين السابقين ، إما تصالحوا مع الليبرالية "الوسط"أو تماهوا مع المحافظين الجدد "الاضداد". أصبحت القوة العسكرية الأمريكية الآن حليفاً للتقدم وليس عدواً لها.
كما ارتفعت صورة الإسلام السياسي تحت تأثير "القاعدة" ، القلق العصري للمثقفين المؤيدين للحرب أصبح معاقبة للأديان ، وخاصة الإسلام ، باعتبارها مصادر للاعقلانية. وبالمثل ، فإن معلمو الروحانية ، والعهد الجديد من الصوفيين ، والبوذية الغربية تمت مهاجمتهم كعوامل مضادة للتنوير. وتم تجريم المكافحين ضد الامبريالية من قبل بالتعاون مع أعداء التقدم، من شخصيات مثل Christopher Hitchens ، وأصبحت "الحرب على الارهاب" ضرورة ملحة بين قوى التنوير والنزعة الانسانية العلمانية ، وبين ارهاب القوى الممثلة للقرون الوسطى . لأنه يعارض تقديم العون الى العدو العنيد. للأسف ، كما لاحظ Adorno و Horkheimer وفي لحظة خطيرة فذّة فإن التنوير من هذا النوع "يشع كارثية الانتصارات". لا يوجد مكان تشبه فيه ممارسات الامبريالية الإنسانية أدنى مما كانت عليه في الحرب على الارهاب ، والتي تضم نتائجها الدموية :الإبادة الجماعية في العراق ، وتشمل عناصرها :وسائل التعذيب التي تركها المستبدين الامبرياليين من القرن الثامن عشر ، وجيوش المرتزقة من القرن التاسع عشر ، والتطهير العرقي والقصف الجوي من القرن العشرين ، ومعقدة لا مثيل لها من السجون. "التقدم" من هذا النوع ينتمي الى افكار من نوع : المهمة الحضارية ، والمجال الحيوي و " العرق السيّد ". اصبح التقدم يتشارك مع هذه المفاهيم في أصولها.

كنا نسمع الكثير بعد 11 ايلول أن ردّ فعل اليساريين المعارضين للحرب كان مقصراً ، ويمثل كراهية الذات ويفتقر إلى التعاطف مع ضحاياه. والترابط بين هذه اللامبالاة المفترضة ادعاء Jerry Falwell وPat Robertsonان الهجمات عقاب من الله على السماح بجماع مثلي الجنس والاجهاض. ووفقاً ل Paul Berman ، فإن Falwell ادعى ان اليساريين يريدون من الحكومة الامريكية( ان توقف مساعيها للحفاظ على الدولة اليهودية والسماح لصدام حسين باستئناف مجازره). وبالتالي " ازالة خطايا أميركا الوهمية).ان رفض أطروحة العنف السماوي ، على نحو ما ، يعني طهارة الحالةالاميركية. على الأقل ، هذه الهبّة العدوانية تتداخل مع انتقاد السياسة الخارجية الامريكية مع هجوم على الليبرالية العالمية. المفارقة هي أن Paul Bermanلم يعثر على أي من أنصار إسرائيل ، أو انصار السياسة الأمريكية تجاه صدام اكثر من Jerry Falwell وPat Robertson ، في حين أنهم ينتقدون بقوة اليسار لأنه يضعف أمريكا .
وكما أشار المؤرخ Corey Robin فإن Falwell وPat Robertson ليسوا وحدهم من فكروا ان 11 ايلول انهى فترة الانحطاط. فتيار واسع من النقاد ، مثل ديفيد بروكس من صحيفة نيويورك تايمز طرحوا اراء مماثلة دون الاشارةالى المنبهات الدينية. وربما يمكن للمرء أن يشهد ذلك في الاعوام المقبلة.
في عام 2000 ، أجرى Robin مقابلات مع اثنين من المحافظين الجدد الحالمين، وكانا غاضبين على ما اعتبراه افتقاد كلينتون الى الطموح العالمي. وكان Kristol يلعن الثقافة التجارية للمحافظين ، معرباً عن اسفه لعدم وجود " دور للامبراطورية ".اما William F. Buckley Jr,، فقال ان التركيز على السوق ، أصبح "ممل نوعا ما... مثل الجنس". اثار الارتياح بعد 11 ايلول كانت واضحة." ما افزع منه الآن " ، كتب George Packer ، "هو العودة الى الوضع الطبيعي علينا جميعا أن نطمح". "هذا الأسبوع كابوس ، من الواضح الآن ، فقد أيقظنا من العبث كنافي حلم انحطاط منذ عقد من الزمن" ، واضاف فرانك ريتش. وليام كريستول وروبرت كاغان ، المحافظين الجدد الداعين لمشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC) ، التسعينيات "عقد مبدد" ، وينبغي ألا تكون هناك عودة إلى الوضع الطبيعي.وتذمر Lewis Libby ، مستشار وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) وهو مدان بتهمة شهادة الزور الآن ، من التراخي في الثقافة السياسية التي جعلت الاميركيين ضعفاء من الناحية الأخلاقية و بطيئين في الدفاع عن أنفسهم. اتاحت الهجمات على واشنطن ونيويورك الفرصة لإنعاش أخلاقية الإمبراطورية الأميركية ، ووفرت لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش الأساس المنطقي لمشروع جريء وعدواني. أو كما ادعت مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس " أوضحت دور أميركا".
وفي يوم بدء الهجوم على أفغانستان قال رئيس تحرير صحيفة نيويورك تايمز السابق جيمس أطلس للقراء " يبدو ان الامبراطورية الامريكية العظيمة تنهار عند نقطة ما امام الحاجة لوضع اطار لمكافحة الإرهاب. وهذه نهاية الحضارة الغربية ، كما وضع روزفلت وتشرشل إطاراً للحاجة إلى محاربة هتلر . ان السهولة المرعبة في الخلط بين الحضارة الغربية والامبراطورية الاميركية لا يوازيه إلا ما يعني ضمنا أن تسعة عشر من الخاطفين عبر شبكة صغيرة من الجهاديين تمثل تحدياً حضارياً ،و تهديداً وجودياً مما استدعى مقارنتها مع الرايخ الثالث. ولكن هذا كان بالضبط تبريرالمحافظين الجدد والليبراليين في تداخلاتهم : ثمة "تهديداً غير عادي" ، ومن هنا تنبع الحاجة إلى "استجابات غير عادية". والفشل في الاعتراف بهذه البشارات سيء لل"حضارة".
مترجم










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإجراءات الدستورية في حال وفاة رئيس الجمهورية في إيران


.. بعد إعلان إيران موت الرئيس بحادث تحطم طائرة.. من هو إبراهيم




.. مصادر إيرانية تعلن وفاة الرئيس الإيراني بحادثة تحطم مروحية|


.. إيران تؤكد رسمياً وفاة رئيسي وعبد اللهيان.. في تحطم المروحية




.. إيران تودع رئيسها الثامن.. من هو إبراهيم رئيسي وكيف وصل إلى