الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكارثة

رشيد كرمه

2009 / 3 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تعرف الكارثة على أنها حدث مأساوي مفاجئ , قد تحل على فرد واحد أوجماعات وتتعدد أوجه الكارثة بين أن تكون بفعل عوامــل طبيعية كالجفاف أو الفيضان ,, أو بفعل فاعل كأن يشعل معتوه ما حريقا ً في متجر ٍيزدحم بالبضائع والناس والمثال الأقرب لهذا الوجه من الكارثة مايشيعه إرهاب الإسلام السياسي في أكثر من مكان بالعالم , عن طريق المفخخات والتفجيرات وحز الروس بعد عملية الإختطاف وقـد تكون الكارثة إقتصادية بتفرعات الأقتصاد السياسي ــــــــــ الزراعية والصناعية والغذائية ــ أوإجتماعية أو صحية أو بيئية وإلخ , علـى أن أشد الكوارث وقعا ًعلى النفس البشرية هي كارثة الفساد التي تصيب مجتمعا ًيُعتقد أنه قطع شوطا ًمهما في الطهارة إذ ساهمت قوى فردية وجماعية في تأسيس نواة إجتماــ إقتصــاـ سياسية عن طريق إشاعة الثقافة بشكل سلمي .
وتختلف الكارثة عن مفهوم الأزمة , ويتجلى إختلافهما في أن الأخيرة قد يكون لها أول وآخر , بداية ونهاية , حلول ومعالجات , ولكن الكارثة تأتي دائما ًثقيلة لتفاجئ الجميع على حين غرة , وفـــي حديث عَلِيِّ بن أبي طالب : في سَكْرة مُلْهِثَة، وغَمْرةٍ كارِثةٍ؛ أَي شديدة شاقَّة، ( مـن كـَرَثَه ُالغَمُّ أَي بَلَغَ منه المَشَقَّة ). ولاتسمى كارثة إن لم تصحبها نتائج مأساوية , تطال الفرد والجماعة من البشر والحيوان والأرض وما تحتها وعليها , وكارثة الكوارث أن لانعتبر ما يجري اليوم في العراق على أنه ليس كارثة على المستوى التعليمي والصحي والثقافي والرياضي والزراعي والصناعي والخدمي , وعلى مستوى حرية الفرد في الملبس والمأكل والمشرب أو على مستوى حقوق الأنسان في التعبير عن الرأي والعقيدة والفكر ,,,,فلدينا مــــــــن الكوارث ما أصاب الجميع بدءً من زراعة الفجل وإنتهاء بالنفط مرورا ً بالنهب المستمرمن جهة وتجاهل حاجات الناس من جهة اُخرى ,
وطبقا ً لحديثُ عليٍّ , وتفكيكا ً لمعانيه , ( كارثة ًُ ) أن تعود لوطنك بعد غيبة طويلة ولاتجد سبيلا ً أو مَعلما ً يهديك الى بيتك *, ( كارثة ) أن تعود لوطنك ولا تستطيع أن تثبت أنك عراقي ولديك حقوق , ( كارثة ) أن تعود الى وطنك وترى كيف دفنت مفردات العقد الإجتماعي بين الأهل والأهل وبينهم وبين الدولة .( كارثةُ ) أن لاتجد مــــــــــــن يتفهم حاجتك لأضبارتك الشخصية في دوائر الأمن الصدامي وأجهزته المخابراتية التي كادت ان تقتلك وجيرانك والمقربون منك وعائلتك ومعارفك وأقربائك زمن دكتاتورية البعث , ( كارثة ًُ) أن لاتعرف أين تذهب لطرح قضيتك , ( كارثة ًُ) ان تستنجد بمن تعتقد وتنتمي أنهم سيأخذون بيدك وهم لايملكون الكثير لفعل ذلك وقد يصل حد العجز ,( كارثة ًُ ) أن تستغيث بمن لاتعتقد ولا تنتمي كي يؤمنوا لك حقوقك و (كارثة ُ الكوارث ) ان تطلب من مُعَمَم خلقت منه الكارثة شيئا ً التنازل عن جشعه ِ لأن ذلك يشكل كارثة له وعليه .
الهوامش
ــــــــــــــــــــــ
* بعد غيبة إقتربت من الثلاثين عاما ً, زرت كربلاء متحديا ً شقيقي ( محمد ) بانني ولفرط تعلقي وإستذكاري الدائم لبلدي ومدينتي وحارتي طيلة تلك السنين سأهتدي الى بيتنا دون مساعدة من أحد غير أن ذلك كان أشبه بالمستحيل ,بل أنه المستحيل ذاته
وللموضوع صلة ......
السويد 27 شباط 2009 رشيد كـرمة










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع