الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محطة بوشهر الكهروذرية : مصدر قلق جديد لمنطقة الخليج

فالح الحمراني

2009 / 3 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


بحضور رئيس شركة روس اتوم الروسية سيرجي كريينكو جرى الاربعاء الماضي تشغيل تجريبي للمفاعل النووي في محطة بوشهر الكهروذرية الايرانية مثار الجدل. ولربما من السابق لاوانه الكلام عما اذا سيدخل الحدث في ذاكرة التاريخ ويفتح مرحلة جديدة يسودها القلق في حياة المنطقة. ولكن من المؤكد انه لن يكون فقط رمزا لاستخدام منجزات العلم الحديثة لتوليد الطاقة بكمية كبيرة وبسعر ارخص، بل ايضا ومصدر خطر جديد على المنطقة والحياة الطبيعية فيها.وقال مصدر روسي ان تشغيل المحطة سيثير ردود فعل دولية سلبية مرتبطة ببرنامج ايران النووي ،وان الوكالة الدولية للطاقة النووية تجري مباحثات مع ايران لتوجيه وفد يقيم أمن المحطة.وحاول مسؤول روسي تبديد قلق دول الخليج العربية بالاشارة الى ان عملية البناء كانت مثالية وانها جرت باشراف الوكالة الدولية للطاقة النووية. ولم يتفق ايضا مع اراس السائد من تعاون موسكو مع ايران في مجال الطاقة والتسلح ادى الى تعزيز غطرسة ايران ونخبتها السياسية والشعور بتفوقها على جيرانها.
وحاولت النخب السياسية بطهران تصوير محطة بوشهر وكانها تجسيد "للحلم الايراني" في العصر الراهن وراهنت على ان تنفيذه لن يكون فقط مشروعا تكنلوجيا ، وانما سيكون له وقع سياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي ويمهد لانطلاقة الثورة العلمية / التقنية ويجعلها في مصافي الدول المتطورة. ويروم بعض الساسة هناك ان تمتزج باسمهم " الانطلاقة النووية" ليدخلوا التاريخ، دون الاخذ بمصالح الدول المجاورة.وقد يستخدمها اخرون لاغراض سياسية عشية الانتخابات الرئاسية وما ستجره معها من تطورات واصطفاف جديد في موازين القوى.
و كان الاهم بالنسبة الايران بالدرجة الاولى ان تعلن عن تشغيل المحطة ولو مؤقتا ولو لاغراض تجريبية، رغم ان المحطة لم تكتمل بعد الا بنسبة 95% وان المفاعل لن يشحن بعد بالوقود النووي للحد الكافي ، ولكن طهران بحاجة لهذه الخطوة استعراضية ودعائية لاغراض السياسة الداخلية و لتطمأن نفسها، وتعلن للعالم الاقتراب من تحقيق الحلم، او بالاحرى وضع العالم امام الامر الواقع من انها اصبحت " دولة نووية" و لاتراجع عن ذلك. واعلن الجانب الروسي انه سيسلم المحطة للجانب الايراني في نهاية العام الحالي.
و لايمكن لدول المنطقة ان تنظر " بابتهاج" الى الحدث الهام على تخومها. ولابد ان القلق سيساور الجميع ويثير الهواجس.فقد ظهر بالفعل مصدر قلق جديد مصدر ليس بعيد عنها. فالمحطة وكأي منشأة تكنلوجية معرضة للعطب والانفجار وكل ما يمكن ان يجره مثل هذه الاحداث من كوراث فادحة وماسى. ومازال حيا بالذاكرة انفجار محطة تشيرنوبيل في اوكرانيا في ثمانينات القرن الماضي الذي مازالت اثاره لحد الان تتجسد بالامراض المميتة وموت الطبيعة وتحويل مناطق سكنيةالى مناطق غير مأهوله.وما يزيد هذه المخاوف ان محطة بوشهر هي الاولى التي تبنى في ايران، الدولة التي ليس لها باع ولا خبرة في التعاطي مع هذا النوع من التكنولوجيات الحساسة وانها لم تبنيها بقدراتها العلمية والتكنلوجية وانما بقدراتها المالية فقط.وكان 700 ايراني قد تدربوا بروسيا لادارة المحطة.وهناك نقص ملموس بالكادر الفني المتمكن لاداراتها.
الى جانب ذلك فهناك من يرجح ان ايران ستستفاد من خبرة استعمال الطاقة النووية للاغراض العسكرية، لتطوير برنامج نووي موازي ذو اهداف عسكرية، وثمة اليوم قناعة بان ايران ستدخل اجلا ام عاجلا النادي الدولي للدول النووية. وان انطلاق المفاعل النووي في بوشهر ايضا سيدفع لحث الخطى لتنفيذ البرنامج الموزاي. وهذا مصدر خطر اخر حقا ليس فقط على المنطقة وحدها.
اضافة لكل ذلك فان الاعلان عن تشغيل المحطة قد يعمق لدى بعض القوى الايرانية مشاعر الغطرسة والتعالي القومي والتفوق والتعامل بتكبر مع الجيران، وبالتالي انعدام الثقة اكثر بين دول المنطقة والتمهيد لسباق تسلح، وتنفيذ مشاريع طاقة سلمية قد تغري البعض بالشروع ببرامج غير سلمية كوسيلة لردع واحتواء الجارة الخليجية. ان الاعلان عن انطلاق مفاعل بوشهر سيخلق الاجواء لمرحلة جديدة يسودها طقس عكر. والرهان يبقى فقط على مدى تحلي النخب السياسية بايران بالعقل السليم والحكمة وان تأخذ طهران مخاوف الاخرين بعين الاعتبار وان لا تقوم بخطوات تصب في منفعتها الانانية فقط ومن شانها ان تنعكس سلبا على الاطراف الاخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع