الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامن القومي العربي - العوبة الانظمه الدكتاتوريه - النظام الليبي نموذجا .

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2009 / 3 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


للتوضيح فقط , ان فكرة الامن القومي العربي والدفاع عنها , لم تظهر الى حيز الوجود , الابعد نيل اغلب الدول العربيه استقلالها وتحررها شكليا من الاستعمار القديم المباشر .
منذ منتصف القرن الماضي تعرض الامن القومي العربي الى جمه من المخاطر لا حصر لها من التهديدات المباشره وغير المباشره , ومحاولات عده لاضعافه وجعله في ادنى من الحالات ضعفا .
الانظمه القوميه العربيه كانت الاكثر اهتماما وتبني هذه الفكره من غيرها , السبب الاول في اعتقادنا كان لطبيعة تلك الانظمه الدكتاتوريه والمستبده , ذات الحزب الواحد والرئيس الاوحد , وانظمه عسكريه بوليسيه مخابراتيه امنيه .
السبب الاخر / للحفاظ لاطول مده وفتره زمنيه على مناصبها وكراسيها وتسلطها .

من خلال المؤتمرات العربيه والقمم , حاولت تلك الانظمه بفرض مفهومها الخاص بها حول فكرة ومفهوم - الامن القومي العربي - , بما يتناسب وتلك المرحله التي عرفت بالتجاذبات الاقليميه والدوليه والحرب البارده بين المعسكرين , الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي , والغربي برئاسة الولايات المتحده .

من هنا انبثق اتجاهين مختلفين كليا عن مفهوم وفكرة وغاية الامن القومي العربي , جهة ارادت تسخير هذا المفهوم في الداخل , اي حماية النظام والدوله من المخاطر الداخليه , والبقيه تقول ان فكرة حماية الامن القومي العربي , تكون من المخاطر الخارجيه فقط .

ولا حظنا في النهايه تحول الجميع الى فكرة الحمايه من الداخل فقط , وخاصة بعد مرور سنوات طويله من حكم تلك الانظمه واستبدادها وقمعها للمعارضه , وتحولها الى انظمة الحزب الواحد والقائد الاوحد , وانظمه عشائريه وقبليه ومشايخ وسلاطين .

بدات هذه الانظمه بالدفاع عن نفسها الى الان وما تزال من المخاطر الداخليه حصرا , بعد ان ربطت نفسها بمعاهدات عسكريه , وجلبها لقواعد عسكريه كبيره مملوءه بعشرات الالوف من مختلف الرتب العسكريه , وبهذا اقنعت نفسها بزوال الخطر الخارجي , وهناك من يدافع عنها ويحميها .

اذن اصبحت جميع المعاهدات التي ابرمت بين الانظمه العربيه , / حبرا على ورق / كما يقال , مثل معاهدة الدفاع العربي المشترك , وبقية التحالفات التي ظهرت بين الدول العربيه واختفت كالبرق , والتجمعات الاقليميه الاخرى , من شمال افريقيا الى المشرق العربي , ولم يبقى منها الى الان سوى دول مجلس التعاون الخليجي الفاشل ايضا , والغير قادر حتى الى الاجماع حول الجزر الثلاث المحتله من ايران , والتهديدات الاخيره لسيادة البحرين .

بل راينا في الدول العربيه تفعيل كل الاتفاقيات وبقوه , والمعاهدات الثنائيه , التي تهتم وتختص بالامور والقضايا الامنيه فقط ! .
بهذا خرجت الدول العربيه من مفهوم واطار الامن القومي العربي , واصبحت غير قادره الى تعبئة الجماهير والشارع بشكل جماعي .

بعض الدول العربيه حاولت تفسير معنى فكرة حماية الامن القومي العربي , بانها فقط الحمايه من الاخطار الداخليه كما قلنا سابقا , وبدات تلك الدول تفسير هذا الاشكال وحسب مفهومها الخاص , وهنا الطامة الكبرى , باعطاء نفسها الحق بالتدخلات العربيه - العربيه , باعتبار انها الاكثر حرصا , وعليها واجب الحمايه والدفاع , ولكن اين ذلك ? بل وجدناه في الداخل العربي فقط ! , من الامثله على ذلك / تدخلات مصر في اليمن والخليج والعراق / احتلال سوريا للبنان / غزو العراق للكويت / الصحراء المغربيه / دارفور / مشاكل في شمال افريقيا / مشاكل الحدود بين الدول العربيه وغيرها .

بالمقابل من ذلك هذه الانظمه لم تدافع عن القضايا المركزيه والمخاطر الخارجيه , وحتى لهذه الدول اراضي ومناطق ومدن محتله من قبل دول اجنبيه , مثل الجولان والاسكندرونه وجنوب لبنان ومدينتان مغربيتان - سبته ومليله - واراضي عراقيه وجزر اماراتيه .

على ضوء غياب مفهوم فكرة الامن القومي العربي , ووصول بعض الانظمه الى حاله من الضعف , برزت دويلات صغيره ومنظمات داخل الدوله , بحيث اصبح قرار الحرب والسلام والدفاع والامن القومي لتلك الدوله والنظام , بيدها .

ومن جهة اخرى , كذلك برزت انظمه عربيه حاولت الطعن والاستهتار بهذه الفكره والتقليل من اهميتها , لكي تتقوى داخليا وتهيمن اكثر على مناصبها ومراكزها في سدة الحكم , وتحويل نفسها الى انظمه وراثيه وملكيه وما الى ذلك , كالنظام الليبي الدكتاتوري الفاسد في ليبيا .

هذا النموذج من الانظمه اللامثيل له في الكره الارضيه والعالم , سوى في عالمنا العربي فقط , وخطابات وهتافات رئيس هذا البلد الثوريه , لتحرير الشعوب العربيه , والحاق اشد الهزائم بالغرب الاجنبي , كاميركا وبريطانيا وايطاليا , هذا النظام القرقوزي , بما يسمى بنظام الجماهير , التي اصبحت كالحيوانات , والقرود وتطبل كالغجر لهذا النظام وذاك , ولا نقصد الجميع , مع احترامنا للاكثريه ربما .
هذا النظام كان اول من ضرب فكرة حماية الامن القومي العربي , عندما هرب الى افريقيا للاستحواذ على اكبر عدد من الراقصين والمشعوذين والطبالين والشوادي , باعتبار ان بعض الدول الافريقيه لها خبرات عريقه بهذه الفنون من السحر والشعوذه والرقص الخ .

هناك عامل اخر الذي ادى الى القضاء على مفهوم الامن القومي العربي , عندما لجا النظام الى الارهاب وتنفيذ عملياته في الخارج والداخل , لتشويه السمعه العربيه اولا واخرا .
اضافة الى تحالفاته المشبوهة , ودعوته الى الوحده المزيفه هنا وهناك وفي كل مكان , لضرب ايضا مفهوم الوحده العربيه والتقارب , بما قام به من تحالفات خارج المنظومه العربيه , من افريقيا واميركا الجنوبيه ومع المعسكر الاشتراكي سابقا .

بعد كل تلك الشعارات والتحالفات الخاويه , ومرور اكثر من اربعة عقود من الزمن على نظامه القمعي الهزلي , اخيرا انصاع لمطالب تلك الدول تحديدا , وتم تسليم لها كل شئ وخلفيته بنفسه .
كل تلك الهزائم وهذا الانكسار والتخلف والاندحار , ما زال مصر للبقاء في السلطه والسيطره والاستحواذ على ما تبقى من واردات النفط .

هذا هو المفهوم القومي العربي في نظر هؤلاء , وهذه الانظمه والدول التي حولت فكرة حماية الامن القومي العربي الى هدف وغايه ووسيله وفكره داخليه ليس الا .
الدليل كذلك على ما نقول , غياب الديمقراطيه والعداله وتبادل السلطه بالانتخابات واجراء الاصلاحات والتغيير واحترام حقوق الانسان والتعدديه الحزبيه وحقوق المعارضه وتشكيل الاحزاب والمنظمات ومسائل اخرى لا حصر لها .

اخيرا / هل سنشهد بعد ان تطول سنوات حكم هذه الانظمه الى ما لا نهايه ! وقوف شعوب هذه الدول مع الاجنبي للتخلص من انظمتها ? ام ان هذه الشعوب قد تم ترويضها ! وهي مقتنعه وقنوعه بانظمتها ! ام ان هذه الشعوب ستبقى نائمه كذلك الى الابد ! ونحن اليوم وصلنا الى مرور عقدين على سقوط جدار برلين ! وزوال تلك الانظمه الفاشيه والدكتاتوريه والاستبداديه في اوربا وحلف وارشو ! باستثناء انظمة الدول العربيه وشعوبها !!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دبابات إسرائيلية تقتحم مدينة غزة وإسرائيل تأمر السكان بإخلاء


.. حزب الله يشن هجوما بالمسيرات على موقع إسرائيلي في جبل الشيخ




.. كأس أمم أوروبا 2024: إسبانيا الموهوبة تواجه الصلابة الدفاعية


.. هجوم روسي بالصواريخ على مدن أوكرانية يخلف عددا من القتلى




.. #روسيا تحبط محاولة اختطاف -قاذفة استراتيجية-.. وتحدد الفاعل