الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايا مخالفة للاهوت

يحيى علوان

2009 / 3 / 3
الادب والفن


حَكَايا مُخالِفَة للاهوت...(1)

ذاتَ صُبحٍ بَهيٍ من أصباح الجنة ، أفاقت حواء ، صَوّبَت نظرها الى
فوق ، ونادت الخالق :" لديَّ معضلة ، أُ ريدُ عونكَ في حَلّها "!
نظرَ الرب إليها فوجد سحنتها قاسية ، دليلاً على همٍ حلَّ بها :
"ماذا دهاكِ ، يا صغيرتي ؟!"
جَرّت حَسرةً طويلة قبل أن تُجيب " أعرفُ ، يا رب ، أنكَ خَلقتَني ،
وهبتَني قواماً أجملَ مما تتصوره المخيلة . أعطيتني جنة عَدن
مسكناً . أهديتَني كل هذه الحيوانات الرائعة- لاسيما ذلك الكائن
الماكر والكوميدي ، الأفعى - ولكن ، رغم ذلك ، إني لست سعيدة!"
" ماذا ينقُصُكِ ، يا صغيرتي؟"
قالت :" أُصبتُ بالتخمة من التفاح، وما من أحدٍ تلتفتَ نحوي .
أشعُرُ بالوحشة والوحدة ."
فأجابها الرب :"يمكنني أن أُسدي لكِ معروفاً آخرَ بأن أخلُقَ لكِ
شريكاً ، ...رجلاً ."
" ما هو الرجل ؟!" تساءلت مُستغرِبَةً
" الرجلُ مخلوقٌ سأُصنِّعه لكِ ، مشفوعاً بكثيرٍ من الأخطاء ،
والنقائص الشخصية." قال الرب . واضافَ:"سيكون ميّالاً الى الكذبِ والخيانة والعجرَفَة .
بأختصارٍ ، سيتسببُ لكِ في ساعاتٍ مُقرِفَة . لكن من ناحية أُخرى ، سيكون أكبر حجماً منكِ ،
أقوى وأسرع- حتى في.... - سيكون قادراً على الصيد . وسيُستَفَزُّ لأتفهِ الأسباب ، لكنه
سيكون عوناً لكِ في بعض الأمور ، التي ستكونين فيها ضعيفةً .
ونظراً لشكواكِ من العزلة والوحشة ، سأجعله قادراً على تلبية
إحتياجاتكِ الجسدية ، متى شئتِ ، وسيتكلَّفُ بضمانِ بقاءِ خَلَفٍ
لكِ . سيكون أبلهاً بعض الأحيان ، ويهتم بأشياءَ طفولية ، مثل
الملاكمة والمصارعة وكرة القدم ...ولعبة الغولف ...! ولن يكون ذكياً
ما يُغنيه عن طلبِ المشورة منكِ لأتخاذِ قراراتٍ معقولة . "
" يبدو الإقتراحُ أكثرَ من جيِّد . ولكن أين الخلل في الموضوع ؟!"
تساءلت حواء، متشككةً بأن رَفَعَت حاجبيها الى أعلى .
قالَ الرب :" لا بأسَ عليكِ ! يُمكِنُكِ الحصولُ عليه بشرطٍ واحدٍ
لا تَفريطَ فيه أبداً "!
"وما هو الشرط ، الذي ترميه ؟"
" سيكون فخوراً ، مُتَعَجرِفاً ، مُعجَباً بنفسهِ ، يَظنُ نفسه أصل الوجود
، لذلكَ يتعيَّنُ علينا أن نَدَعه في وهمهِ أني خَلَقتُهُ أولاً ، ومن ثَمَّ أنتِ .
عليكِ الا تنسَي إتفاقنا ، يجب أن يبقى سراً بيننا ، نحن النسوان !!"




حَكايا ....(2)

" رَبُّكُم سارق ، لأنه سَرَقَ ضِلعاً من آدم !" أنَّبَ القيصرُ حِبراً .
رَجِعَ الحِبرُ الى بيته مهموماً ، فقالت له إبنته بعد أن سَمِعَت
الخَبَر :" أُريدُ أن أَرُدَّ على القيصر . "
ذهبت وقالت له :" مُر لي بعسكريٍ ، فقد سطا علينا الليلةَ الفائتة لِصٌ ، سَرَقَ منا آنيةً فِضِيَّةً ، وتَرَكَ محلها ذهبيةً "!
ضَحِكَ القيصر وقال :" مثل هذا اللص ، يُمكِنُهُ أن يزورني كلَّ
ليلة ".
بَرَقَت عيناها وأردفَت :" أيها القيصر ، هذا هو ربنا ، الذي تُسميه
لصًا ، أخَذَ من آدم ضِلعاً ، وأهداه مقابِلَ ذلك كائناً يأنسُ لهُ ويحبُّه."









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ


.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين




.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ