الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية الصمت

جواد الحسون

2009 / 3 / 3
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


على الرغم من ان الدراسات والمفاهيم الاساسية لنظريات الاتصال قد ولدت من رحم علوم وميادين مختلفة ومتعددة كالاجتماع وعلم النفس والتربية والتاريخ والسياسة والاقتصاد . الا ان الانتخابات الاخيرة (وبفضل البعض) استطاعت ان تتفرد في ابتكار وصياغة نظريات حديثة في علم الاتصال الجماهيري ، ربما غفلها عالم سوسولوجيا الاتصال(مارشال ماكلوهان) ولم يبلغ فلسفتها (هوسرل) الذي اكد على ان التفاعل هو جوهر العملية الاتصالية فكانت نظريات (القسم) و(العهد ) ونظرية (فرّق تسُد) ونظرية (المقايضة ) بالسلع المعمرة والمستهلكة ممثلة خلاصة اراء ونظريات المستشارين من حملت الشهادات (الدنيا) في علم الاتصال و (العليا) في اساليب التزييف وطرق الأرتزاق حتى تهاوت آمال البعض من المرشحين أمام الارقام المذهلة للأموال التي رصدت للحملات التبشيرية لاقرانهم ممن فتحت لهم خزائن قارون ، حيث جسدت أغلبها صور اللاوطنية والامسؤولية فاضحة بذلك المقاصد المحمومة والنيات الدنيئة التي تجعل من كرسي الحكم لديهم مدخل للثراء والهيمنة على مقدرات الشعب لاهثين وسط سباق ماروثوني محموم مفعم بالرياء وخيانة الذات وانقلاب على الشكل والمحتوى الحقيقيين .
لقد سعى البعض الى خلق هالة من الإيهام حول حقيقة ما هم عليه من مستوى اجتماعي واخلاقي وعلمي ، صور وأسماء وشعارات هي كل ما تبقى من مخلفات عبثهم على أرصفة الشوارع وجدران المباني متجاوزين على القوانين الوضعية والشرعية وغير مكترثين بالذوق العام ، متشبثين في عهود ووعود بعضها يكمن بين حروفها الكذب الأسود ويفضح من طريقة صياغتها الضحك على الذقون فضلا عن شهادتها بعدم معرفة المرشح بحجم سلطاته ومدى صلاحياته التي نص عليها الدستور .
ووسط أجواء مشحونة بالريبة من مستوى الدقة والصدق في سير العملية الانتخابية وبين همسات وتلميحات في امكانية التلاعب والتزوير حيث تباينت أشكالها وأساليب تعاطيها بين الحضارية والهمجية ، فضائح واسرار تنكشف وتهديدات وسِير شخصية تجاوز بعضها مرحلة الكمال واصفة قدرات أصحابها بأن يقولوا للشيء كن فيكون ظناً منهم بأن سمة الجهل والتخلف لا زالت هي السائدة في عموم المجتمع العراقي ، لقد وضعوا الشعب أمام اختبار صعب وعليه أن يقول كلمته الفصل التي تبرهن على وعيه وثقافته وقدرته على اجتياز أشد المراحل قسوة وصعوبة في تاريخة الحديث .
وسط كل ذلك الصراع الذي زاد في تصعيده بعض القنوات الاعلامية (المحايدة) جاءت نظرية (الصمت) التي جسدها (الحبوبي) في مدينة كربلاء لتكتسح جميع خزائن المال وقواميس الاقوال لتقول قولتها الواضحة والصريحة من ان كفأة ونزاهة الانسان تكمن في افعاله وليس في اقواله وامواله فكان الرد الحاسم والرادع لكل من ابتكر وانتهج نظريات التضليل والتشويه والتلفيق وشراء الذمم وخيانة الذات تحت ستار ديمقراطية (مبتكرة) صممت لتتماشى مع رغبات واهواء البعض ممن يجهلون او يتجاهلون طبيعة الممارسة الديمقراطية المتمثلة في الصدق والنزاهة واحترام الرأي ونبذ العنف والتسلح بثقافة الحوار . لقد قال الشعب كلمته الفصل مؤكدا بأنه شعب قرأ الحاضر بامعان واستطاع أن يهضم أخطاء الماضي ولم تعد نظريات التزويق والتضليل تحرفه عن مساره الصحيح في سعيه لتحقيق آماله وطموحاته المشروعة في بناء مستقبله من خلال ايمانه بالأفعال المخلصة والاقوال الصادقة بعيدا عن كل بهرجة اعلامية او تصفية جسدية . وهنيئا لمن فاز بثقة الشعب ( فعلا) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحالة المثلى
سعد السعيدي ( 2009 / 3 / 3 - 11:07 )
ثمة الكثير مما كتب وما زال يكتب من الملاحظات حول سير العملية الانتخابية الاخيرة. والمؤكد ان الشئ نفسه سيتكرر المرة القادمة ما لم يتدارك الموقف. من الواضح ان العملية تحتاج الى الكثير من التنظيم, ومع هذا يتوجب وجود القوانين التي تنظمه والقوى المخلصة التي تؤمن تطبيق هذه القوانين. في هولندا حيث اقيم, في كل مرة يقترب فيها اجل انتخابي تؤمن البلدية لوحات معدنية مؤقتة مخصصة للغايات الانتخابية. توضع هذه اللوحات عند التقاطعات المهمة حيث يجتمع مرور السابلة. ويلزم جميع المرشحين بوضع ملصقاتهم على هذه اللوحات فقط وليس في اي مكان آخر بحكم القانون وإلا سيعرض نفسه للمسائلة والغرامة في حالة المخالفة.

طبعآ ترفع هذه اللوحات بعد الانتخابات ويعاد استخدامها عند الحاجة مرة اخرى

عدا هذا فلا يبدو ان النية معقودة في العراق على تطبيق قانون من اين لك هذا, او حتى بتدقيق سجلات المرشحين قبل الانتخابات بوقت مقبول للحفاظ على نزاهة الاخيرة. فحسب آخر بيان لهيئة النزاهة او مفوضية الانتخابات لا اذكر, اعلن عن رقم مهول ـ اكثر من 250 مرشح ـ , كانوا قد زوروا شهادة دراسية لغرض التمكن من الترشيح للانتخابات. وطبعآ لم يذكر اسماء اولئك الـ الابطال ـ ولا اسم كيانهم السياسي. وعلى الارجح لن يكون ثمة تطبيق للقانون بحقهم

اخر الافلام

.. داعمو غزة يغيرون ا?سماء شوارع في فرنسا برموز فلسطينية


.. رويترز: قطر قد تغلق مكتب حماس كجزء من مراجعة وساطتها بالحرب




.. مراسل الجزيرة هشام زقوت يرصد آخر التطورات الميدانية في قطاع


.. القسام تستهدف ثكنة للاحتلال في محور نتساريم




.. واشنطن تطالب قطر بطرد قيادة حماس حال رفضها وقف إطلاق النار