الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في البحث عن لحظة انعتاق

كريم الهزاع

2009 / 3 / 3
الادارة و الاقتصاد


كثيراً ما يتساءل الناس في ظل الأوضاع الاقتصادية الخانقة، هل تعتقد أن النظام الرأسمالي يستطيع تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية؟

مع أنه ربما لم يعد التخطيط المركزي شكلاً يمكن قبوله من أشكال التنظيم الاقتصادي، فمن الواضح أن المعركة الفكرية بالنسبة إلى منافسة رأسمالية الأسواق الحرة والعولمة، لم يتم كسبها بعد، إلا أن الرأسمالية حققت الكثير من الإنجازات، وحينما نقرأ مابين كلمات السؤال المطروح، نفهم أن هناك نوعا من الشماتة بذلك النظام الرأسمالي، أو بالنظام الأميركي بالتحديد باعتباره في قمة هرم هذا النظام.

كما أن السؤال ذاته له وجه آخر، وهو البحث عن نافذة أمل، أو مخرج من الأزمة. لكن ماذا لو خرج المتظاهرون في الشوارع يرفضون الرأسمالية رفضاً باتاً ؟ ياترى كيف ستتم قراءة تلك التظاهرة؟ وماذا لو نجح المحتجون في القضاء على الرأسمالية يا ترى ، ماذا ستكون البدائل حينها ؟ وهل سينتبه هؤلاء المحتجون إلى أنهم الأكثر تضرراً ، وسيزداد عدد الفقراء في العالم في ظل غياب البرجوازية ودول المؤسسات ، وسيغيب معها كثير من قيم الفن والديمقراطية ... وحينما نتمثل مقولة برودون : " الملكية سرقة ، لكني أرغب بشيء منها " ، سنرى رغباتنا تتمثل بحرية الحوار وبمزيد من الكتب مثل محاورات أفلاطون، أو أصل الدين لفيورباخ ، أو نظرية داروين، أو كتب ماركس وفرويد والأدب الروسي وشكسبير، والأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار، أو الممتعة مثل قلب الظلام، نيتشه، غاندي، غيفارا، المليونير المتشرد، حالة بنيامين بوتون الغريبة، القارئ The Reader، وجمالية الفن التشكيلي عبر التاريخ، والموسيقات مثل شهرزاد وضوء القمر ومونا مور، أو سيمفونيات كورساكوف وموتزارت والأوبرا، وفرص التعليم وفن التفكير وقراءة النصوص وتطوير الحياة والبحث عن الدفء، أو حتى ترديد صلاة صغيرة للإله «باخوس»، أو حتى صلاة كبيرة لرب الكون بعيداً عن الآلهة السخيفة التي تفسد الكثير من المشاريع العظيمة، ومزيد من الصحف والكتابات ذات الرؤى والرؤى المضادة، كل ذلك يتم في ظل ثقافة التعدد والتنوع والنشوء والارتقاء وصولاً إلى لغة الجينيوم والهندسة الوراثية والتي هي في نهاية الأمر هندسة النصوص، أو حتى هندسة أرواح، بعيداً عن القوالب الجاهزة للكتابة والمساطر الجاهزة للتفكير واللغة العالية أو المنخفضة، إذ أن صوت أو ذاكرة المطر تقول: «حينما تمنع وردة أن تنبت في تربتك، ستتحول إلى شوكة تنبت في تربة ظهرك». وتقول أيضاً «أمة ليس لديها سينما أو شعر أو موسيقى أو فن أو مسرح، أمة ليس لديها ذاكرة وحتماً ستموت من البرد، أو سيأكلها العنف، سيأكلها التصحر المزوّد بالحديد، وستصاب بالعمى».

ومن هذا المدخل نقول إن الرأسمالية ستجد لها حلولا في الغرف الخلفية من الأدمغة لكي تهمس أو تجهر بصوتها، أو ربما تعبر بصمت، إذ كما يقول بوذا إن الكلمة يسبقها صمت طويل ويعقبها صمت طويل، وربما الكلمة هنا ترمز لحالة الولادة، وفي لحظة الولادة ستكون هناك انحناءة ذات مغزى كبير، صوت الـ« أوووم» فيها يقول :

لكي تمر أنت يا سيدي العظيم

وموكبك المبجل

أنحني مثل سنبلة قمح ..

لكي تمر أنت وأمر أنا من بعدك بسلام

أنحني لكي لا يحصدني المنجل

أنحني لكي لا أرى في وجهك الجحيم

أنحني انحناءة عميقة..

بدهاء..

لكي يطاردك العواء..

وأذهب أنا بصمت..

بصمت أحيك سجادتي على منوالي الخاص

بصمت أحرث جرفا صغيرا لكي يصب في النهر الكبير

الذي يسمونه «الكون» ..

أو وجه المطلق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا