الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لصوص دون كيشوت و انتهاكات حقوق الانسان

مصطفى العوزي

2009 / 3 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر


في رائعته العالمية كون كيشوت ، تحدث الأديب الاسباني و المبدع العالمي ميغيل دي سرفانيس سافيدرا عن وقائع عديدة مر بها العبقري و النبيل دون كيشوت و ذلك عندما شد العزم على المضي في رحلة لا يعرف فحوى نهايتها المهم هو أن ينشر من ورائها القيم النبيلة في العالم ، و من أشد تلك الوقائع استغربا ، لقاء دون كيشوت و مرافقه سانشو بمجموعة من اللصوص ، هؤلاء يحتجون في لحظة معينة على نعت أطلقه سانشو عليهم عندما وصفهم باللصوص ، فكانوا أن ثاروا ضدا على هذا الوصف الذي رأوه قبيحا و جارحا في حقهم ، العبرة في الحكاية تكمن في أن الفرد و في كثير من الأحيان يرفض أن ينعته الأخر بحقيقة هي في الأساس بادية للعيان ، و لنسوق الحديث إلى أرض الواقع ونضرب بذلك مثالا ، عندما تنشر الهيئات الحقوقية الحكومية و غير الحكومية الأجنبية تقارير عن الوضع الحقوقي في دول العالم الثالث ، تكون هذه التقارير في الغالب مغلفة بغلاف أسود قاتم يجعل من هذه الدول التي تنتمي للعالم الثالث في مقابل العالم الأول ، أشبه دول و حسب ، و على حد الوصف الانتروبولوجي تجمعات اثنيه تنتفي فيها أشكال التنظيم العقلاني السائدة في الدول الحضارية ، لن نكون لصوصا كلصوص سرفانتيس و نخفي العيب و ندعي أن تلك التقارير هي مغلوطة مئة في المئة ، لكن ما نود طرحه هنا هو أنه حتى هذه الدول المتقدمة التي تتحمل هيئاتها الحقوقية عناء التقصي في حقائق تمس تجاوزات حقوق الإنسان و الانتهاكات الممارسة في حق الأفراد في الدول النامية ، تعيش من مثل هذه الحالات نصيبا لا بأس به ، فمؤخرا نسمع عن مواطن أثيوبي تم اعتقاله على خلفية ملف تنظيم القاعدة ، المواطن الأثيوبي بعد خروجه من معتقل غوانتناموا يكشف جملة من الحقائق التي لا تخرج عن نطاق جرائم خطيرة مورست ضده في المعتقلات التي مر بها و التي اتهمت فيها المخابرات البريطانية التي ذكر اسمها في الملف كأكبر ممارس للانتهاكات البشعة في حق هذا المواطن ، و هو ما دفع هيئات حقوقية إلى المطالبة بفتح تحقيق في الموضوع و عرض الملف على الهيئة القضائية في بريطانيا ، مثل هذه العملية شيء ممتاز للغاية ، لكن ما يطرح هنا هو تساؤل بسيط ، هل سيلقى الملف حجمه المستحق كما لاقيته ملفات أخرى كان المتورط فيها دولة من عالم ثالث أو رابع ، كملف دارفور بالسودان ؟ ، أم أن بريطانيا العظمى ستثور ثورة لصوص دون كيشوت ؟الإجابة سنكتشفها في ما سيتوالى علينا من أيام ، و نخاف أن يكون الأمر و ما فيه دعاية لا غير ، و بالتالي تصبح كل تلك التقارير و التدخلات التي تقوم بها الهيئات الحقوقية الأجنبية مجرد حملات تبشير أو جلب للحضارة كما فعلت أوروبا في الماضي عندما أرادت غزو الدول الضعيفة ، و بالتالي تكون حجة اليوم هي جلب حقوق الإنسان ، التي و بالعودة إلى أصولها تأخذ و لا تعطى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخاوف من استخدامه كـ-سلاح حرب-.. أول كلب آلي في العالم ينفث


.. تراجع شعبية حماس لدى سكان غزة والضفة الغربية.. صحيفة فايننشا




.. نشاط دبلوماسي مصري مكثف في ظل تراجع الدور القطري في الوساطة


.. كيف يمكن توصيف واقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة؟




.. زيلنسكي يشكر أمير دولة قطر على الوساطة الناجحة بين روسيا وأو