الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس الحل في تمثيل المرأة نسبيا

خالص عزمي

2009 / 3 / 3
ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع


ان جوهر الموضوع المطروح ؛ يركز على ما يأتي : تتردد ومنذ فترة ليست بالقصيرة في الأوساط السياسية والمنظمات النسائية وفي وسائل الإعلام قضية التمثيل النسبي للنساء في البرلمانات والحكومات والاحزاب والفعاليات السياسية المختلفة، كونه وسيلة ناجعة لضمان مشاركة النساء في قضايا تشريع القوانين وإدارة البلاد والسياسة الخارجية... الخ, والوقوف ضد محاولات استلاب حقوق النساء من قبل التيارات الأصوليوالمحافظة والمعادية للمرأة ومساواتها في بلدان الشرق الأوسط و العالم العربي والإسلامي. كيف تنظر إلى قضية التمثيل النسبي للنساء ( الكوتا) ، هل تراه أداة مناسبة وفعالة لتعزيز مشاركة النساء في اتخاذ القرارات , وتبوء المواقع القيادية تمهيدا لتحقيق المساواة الحقوقية والثقافية والاقتصادية والسياسية الكاملة ؟

لقد تطرقت الى موضوع مساواة المرأة في الحقوق والواجبات بشكل لا لبس فيه في سلسلة مقالات حملت عنوان ( حقوق المرأة من قبل المهد والى ما بعد اللحد ) نشرت في الفترة من 25/6/2005 ولغاية 27/7 / 2005 ولعل اهم ما جاء فيها ؛ فقرات تلقي الضوء على ما يطرح من استفتاء ونقاش حول هذا الموضوع الحيوي العادل وهي تغني بذات الوقت عن اضافة أي اجابة اخرى في هذا الموضوع
* ان المساواة هي الاصل وما عداذلك فعارض لايصمد امام ارادة المجتمع الذي يسعى الى التغيير والتطوير الى الاحسن والاجدر والاصوب لكي يتلافى ما نالت المرأة من امتهان واهمال وانحطاط في سلوكيات ذات رؤية متدنية مريضة لاتسمح لها ان تأخذ مكانها الاجدر تحت شمس التطور الانساني المحتم
*ان المهم ليست المشاركة الشكلية لتواجد المرأة في كل مناسبة ومحفل ؛ الا ان الاهم هو وضع النصوص الدستورية والقانونية الصادرة بموجبه موضع التطبيق العملي تخطيطا وتنفيذا بما يؤدي الى ازاحة العقبات من امام تمتعها بكامل حقوقها بدءا من بعض التقاليد والعادات المتوارثة والتي تعنى بالمظهر الخارجي للجانب الاخلاقي وتهمل اللب الحقيقى للمشكلة .
* فكما ان البغال والحمير والجمال اختفت كوسائط نقل وحلت محلهاالسيارات والطائرات والقاطرات ؛ وكما ان الكتاتيب قد اخذت بالزوال لتحل محلها المدارس والمعاهد والكليات والجامعات ؛ وكما ان ( القصخون ) قد انتهى عصره ليحل محله الراديو والتلفزيون والانترنيت .... كذلك هي العادات والتقاليد والاعراف المسرفة في رجعيتها وتخبطها في بحور من الجهل المتعصب والتمايز ..؛ عليها هي الاخرى ان ترحل لتحل محلها تقاليد اكثر اتزانا وعقلانية وواقعية تنمو وتترعرع وتزدهر ثم تموت لتحل بدلا عنها تقاليد من جيل آخر جديد في كينونته ينمو في مناخ عصره وبيئته بعيدا عن كل عوامل التفريق والعزل والتمايز بين سائر مكونات الجنس البشري ... عند ذاك ستسعد المرأة بحقوقها الكاملة متوازية ومتوازنة مع ما للرجل من حقوق . وبهكذا تماثل وتقارب تعيش وتتوالد الاجيال على قاعدة ثمينة مفادها .... زرعوا فأكلنا ونزرع فياكلون.
* ان الطبقة الواعية من الشعب العراقي مصرة و متمسكة بحقوق المساواة المستندة على نصوص وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الانسان وما يرتبط منها بالمعاهدات الدولية التي تنص على الحقوق السياسية والاجتماعية......الخ وكذلك على اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة ؛والاعلان العالمي حول العنف ضد المرأ ة... ان الدساتير حينما تضع ضمن ركائزها الاساسية مبدأ المساواة بغض النظر عن العرق ا والجنس ا والدين ا واللون ..... الخ لاتضعها لمجردالتحلية والتحسين اوالتشبه بالاخرين ؛ او لتكون مجرد صورة جميلة على حائط ا لوطن ؛ بل ان جلها يعني كل حرف يشير الى معنى الانصياع والاحترام والتنفيذ الفعلي لمفهوم المساواة الواردة بالتص الدستوري...؛ وعليه فما دام الجنسان البشريان متساويين في تلك الحقوق والواجبات فلااجتهاد في موضع النص كما تقول القاعدة الكليةالقانوني...
حينما يرى المجتمع المدني وطبقته الواعية المثقفة؛ ان مبدأ المساواة في الحقوق
والواجبات ما بين المواطنين كافة قد عمت كل مناحي الحياة الاسرية لسياسيةوالاجتماعية والتربوية ...الخ فأنه سيتفرغ الى التوهج الابداعي على شتى الاصعدة.......... وعندها سيزدهر الوطن بكل ما هو نافع وجدير باحترام الشعوب والدول المتحضرة
* ان النزول عن صهوة السطــــــــــــوة والسمو والتعالي الى دنيا المساواة والتعادل والتوازي ؛ لهو امر يحتاج الى الرجــــولة الحقة والشجاعة والجرأة والايثار والى مجتمع متجدد متطور يؤمن بذلك ويعمـــــــــل على تحقيقه بروح تدرك الحقيقة ووتؤمن بان التعصب والتمسك بقشور الشــكليــة في التقاليد والعادات ما هو الا سباحة عمياء ضد تيار التقدم الانساني

وتأسيسا على ذلك فان المعالجة الآنية لا تجدي نفعا ؛ ولا تغني قطعا عن تثبيت قواعد رصينة ؛ لاعطاء المرأة حقوقها الكاملة في التمثيل المتساوي في كل اجزاء الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية وما الى ذلك ؛ شأنها شأن الرجل ؛وعند ذاك ستتبوأ مكانها الطبيعي في حركة التطور والتقدم في مجمل مسيرة الشعب . ان الحل الحقيقي والعملي هو في فك اسار المرأة واطلاق حريتها لتشارك بارادتها في كل ما هو جدير بأحيقتها في
صتع القرار وتنفيذ مجريات نجاحه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -