الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تحاولوا.. فالشرخ أوسع

مروان العلان

2009 / 3 / 3
ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع


نعم، لا تحاولوا، فالشرخ القائم بين طرفي العلاقة الإنسانية أكبر وأوسع من أي مجلس برلمان أو شورى أو كونغرس أو لوردات أن يعيد ردمه، أو حتى يقرّب المسافة بين حافّتيه.
بذلت البشرية المنحرفة آلاف السنين وأطنان الجهود، ودفعت المرأة أكواماً من التضحيات لكي تستعيد اعتبارها كإنسان فلم تتمكن إلا من تحويل نفسها لأداة أخرى غير تلك الأداة التي كانتها في العصور المظلمة.
كانت الجارية والأَمَةُ تجلس على حافة الحضور الإنساني، ومهيّأة في أي لحظة ليندحر وجودها كلّه إذا غضب الرجل أو من يمثله، كالآلهة والأنبياء والحكام والمشرعون القانونيون، وظلّ الأمر كذلك حتى بزغت طوالع ما سمّي بالحضارة الحديثة، بكافة أجزائها، في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب، من خلال نظم متعددة التسميات، دينية أو اشتراكية أو رأسماليه، أو ما يتفرّع عن كل واحدة من فروع، عندها حاولت المرأة أن تكون في وسط الحراك الحضاري الجديد، وأن تنتزع ما يجعل منها كائناً إنسانياً مكتمل الإنسانية، لكنها لم تعرف كيف، ولا أحد عرف كيف يمكن تحقيق ذلك. فمنهم من اقترح استقلالا اقتصادياً لها، وآخرون اقترحوا حرية شخصية مفتوحة على كل الاحتمالات، وثالثون ارادوا الموازنة بين ما يريد الرجل وما يريد المجتمع ككل، وتعالت أصوات عديدة في كل مكان تتحدث عن المرأة وحقوقها حتى أن مجرد طرح الموضوع أصبح يصيب المتحدث والمستمع بالغثيان، حيث تختفي خلف الكلمات سفالات آلاف السنين.
وإذا بنضالات المرأة وتضحياتها تضعها من جديد على مذبح الهيمنة الذكوري بصيغ شتى، وتحت سكاكين إلهية ولا إنسانية متعددة.
من هذه الحلول كان البرلمان.. ووضع المرأة فيه، بأنظمة مختلفة منها «الكوتا» أي حصة مئوية لا يمكن أن تصل حدود نصف مقاعد المجلس. وكانت تجارب الشعوب الغربية تشير إلى أنه لا يمكن اعتماد نسبة لأن هذا تكريس لدونية المرأة كما هو الحال في تكريس لامواطنة الأقليات التي تمتلك بحكم وضعها الإقليمي أو الطائفي أو الديني مقاعد خاصة.
إن مجرد التفكير في نظام الكوتا بأقل من نصف مقاعد المجلس لا يعني سوى تكريس وضع المرأة الدوني في المجتمع والحياة السياسية.
المجتمع الإنساني عموماً بحاجة إلى ثورة إنسانية، تعيد الرجل إلى موقع الإنسان، وتضع المرأة في ذات الموقع، ويكون التعامل بينهما على قاعدة أن كل واحد منهما، هو الإنسان بعينه، وليس بأن هذا ذكر، وتلك أنثى، ثم ينبني على هذا التقسيم الجائر ما تعيشه المرأة في مجتمعاتنا حتى هذه اللحظة
لذا، فإنني أعتقد أن مسألة الكوتا هي محاولة لا إنسانية لتكريس دونية وضع المرأة ليس إلا، وعلى المجتمعات أن تكون أكثر جدّية وتمنح المرأة حقّها في نصف كل شيء في الحياة، بدءا من نظرة الحب، وليس انتهاء بمقاعد البرلمان، ناهيك عن التناصف الاقتصادي الذي يشطب البناء الإسمنتي المسلّح للرأسمالية الغاصبة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة