الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثور الأبيض عمر البشير فمن يليه ؟؟؟!!!

سعيد موسى

2009 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


((مابين السطور))

الحقيقة أن هجوم محاكم الجرائم الدولية على العواصم العربية, هي حق يراد به باطلا, بمعنى أن الجريمة جريمة بغض النظر عن مرتكبها, والاهم من ذلك أن دول الهيمنة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية, والتي تنصب من نفسها قاضيا دوليا يرفع شعار الانبراء للدفاع عن حقوق الإنسان, من منطلقات انتقائية ذات أهداف سياسية, وذات أبعاد شخصية تتعلق بزعماء عرب يحاولون الخروج على الناموس السياسي الغربي, والتحليق خارج سرب الفلك الأمريكي الأوروبي خاصة, وجميعنا يعلم تماما أن العدل والعدالة ليس هما الهدف النبيل لإلقاء كرة المحكمة الدولية في مواجهة أي زعيم أو قائد عربي, لأنه ببساطة من غير المنطقي الذي يمكن هضمه, أن يكون رفع شعار حقوق الإنسان مزاجيا وازدواجيات بين حالة وأخرى, فالجريمة بتعريفاتها ومعاييرها هي الجريمة حيثما وجدت, ومن المستهجن أن نسمع من العراب الأمريكي الأوروبي/ اوكامبو عندما يطرح عليه سؤال: إن كانت هناك جرائم بدارفور, فماذا بخصوص الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة, يرد العراب صاحب المهمة المحددة, بان مايحدث في قطاع غزة لايقع في دائرة نفوذ صلاحياته , حقا عذر أقبح من ذنب, وان كان المعيار كما يتحدث ذلك العراب هو تكليف مجلس الأمن, فاعتقد أن يد المجزرة الصهيونية ستبقى على مدار أيدلوجية الهيمنة الأوروبية الأمريكية إلى مالا نهاية.


ولكن الغريب في الأمر أن باقي ماتبقى من هياكل القيادة والزعامة العربية, قبل أن تورث عروشها لأبنائها وأحفادها, لم يتعلمون ولن يتعلمون درسا من عقيدة"أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض", ومرة أخرى نحن هنا لاندافع عن جرائم من الأنظمة العربية ضد شعوبها إن وجدت,وطالما ينصب هؤلاء أنفسهم مبعوثي عدالة سامية"وفاقد الشيء لايعطيه" وهاهي المحاكم تضرب بخيامها في السودان ولبنان, وكلنا يعرف أن الأهداف سياسية وليست جنائية, فأين هم من الجرائم التي ترتكب في فلسطين وأفغانستان والعراق, فبالأمس القريب كان اغتيال الرئيس العراقي/ صدام حسين وبواسطة مسرحية لا تنطلي على أحمق, بان العدالة الوطنية العراقية هي التي تقدمه لمحاكمة عادلة, في حين انه سلم بواسطة القوات الأمريكية التي شكلت المحكمة وسلمته إلى خصومه وكان قرار الإعدام مسبقا متخذ, وقبل ذلك كانت بوادر المحكمة الدولية تتجه صوب ليبيا فيما يسمى بجريمة"لوكربي" ومحاكمة مواطنين ليبيين, ولولا تسوية تلك القضية المتجهة صوب رأس النظام سياسيا وماديا, وأكثر من ذلك بالتخلي عن البرنامج النووي الليبي, لوصل الأمر حتما إلى محكمة جريمة دولية يكون هدفها رأس النظام كي يغرد داخل السرب وهذا ماحدث دون محكمة.


في المنظور القريب و بتاريخ الرابع من فبراير, ستصدر محكمة الجرائم الدولية المخصصة للنظام السوداني, قرارها للرد على مذكرة المدعي العام"اوكامبو" باستصدار قرار باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير, واعتقد إن لم يعلم البشير ماهو المطلوب سياسيا, وان ركب رأسه واكتفى بالخطب الحماسية للجماهير وتحدي الجلاد في ظل وضع عربي لايعنيه الثور ولا يعنيه لونه, فان القرار سيصدر حتما بالموافقة على اعتقال البشير دون أي اعتبار لتداعيات ذلك القرار على الساحة الداخلية السودانية.


واليوم كذلك شرعت محكمة الجرائم الدولية في "لاهاي" بالبحث في جريمة اغتيال الرئيس/ الحريري, وهدف المحكمة في تصوري ليس إحقاق العدالة والوصول للمجرم, بقدر ماهو هدف سياسي كانت له وجهتين وهدفين سوري ولبناني, وطالما توجه المسار السوري في السلوك السياسي صوب عملية السلام والتسوية, وصوب مد جسور العلاقات الرسمية القوية بالولايات المتحدة الأمريكية, وقريبا سنشهد انفراجة على هذا المستوى الرسمي ودلالاتها واضحة, فان وجهة محكمة لبنان ستتجه بدعوى التحقيق والقرائن إلى جهة معينة بذاتها على الساحة اللبنانية, لتطويعها بغض النظر عمن ارتكب جريمة اغتيال/ رفيق الحريري, الأهداف كما هي انتقائية هي كذلك سياسية, والغياب الجماعي الرسمي العربي عن حقيقة مايدور وعن قبول المزاجية والانتقائية الدولية, سيجعل أصحاب سلاح المحاكم الدولية, يقترب من رقبة كل نظام وكل زعيم عربي, دون أن يحركوا ساكنا لتوجيه مسار العدالة الدولية المزعومة إلى وجهتها دون استثناء, وهذا يعني أن من يعتبر نفسه حليفا أو بعيدا عن سكين المحاكم الدولية, فانه واهم, أو كما النعامة التي تدفن رأسها في التراب عندما تتعرض إلى الخطر, ولا أقول أنهم لايستطيعوا ترديد قدرية ومصير"أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض", بل لان تقديراتهم جد خاطئة بان سلامة العلاقات الآنية مع أوصياء العدالة الدوليين والفاقدين لأهليتها حتى على مستوى مواطنيهم, لأنه ببساطة حليف الأمس هو الرقبة المنتظر الإطاحة بها في الغد, حينما تتعارض المصالح السياسية, أو السباحة ضد تيار التسويات على مستوى الصراع مع الكيان الإسرائيلي, أو حتى عندما يتزعزع الاستقرار في دوائر نفوذ المصالح الغربية الإستراتيجية.


اليوم هناك غياب كامل للدور الحقيقي المنوط بالمنظمة الدولية"الأمم المتحدة" بكافة مؤسساتها, بل قرار تلك المنظمة الشكلية ومجلس أمنها مسلوب القرار, فان ذلك سيجعلنا نترقب مزيدا من محاكم الجرائم الدولية, لكل من تحدى إرادة الهيمنة الغربية الأوروبية, ووقف في مسار تنفيذ خارطة النظام الأوسطي الجديد, وللأسف الشديد فان تلك المحاكم الدولية ستنفذ ما يوكل إليها مسبقا من أهداف سياسية, وهذا بحد ذاته جريمة لكن جريمة الهيمنة في عصرنا عدالة, الزمن هو زمن الأقوياء وليس زمن العدالة, وما ضحايا الجرائم أي كانت وأين كانت, ماهي إلا مطية يتم تشريعها للتنقل من استهداف ساحة ونظام سياسي عربي إلى آخر, وصولا إلى ثور ابيض جديد يلتهمه الغرب في محافل يشهدها كل الثيران البيضاء العربية, بل ويشهدون مصيرهم القادم بكل طاعة واستسلام, وغدا يشهد السودان ولبنان حركة بوليسية غربية, هدفها الإطاحة بأنظمة وقوى كرؤوس معاندة حان قطفها, ولا اعتقد بان هناك أي احتمال غير إصدار قرار باعتقال البشير, إلا إذا حدثت معجزة في الربع ساعة الأخير من خلف الكواليس يسلم فيها البشير ويقر بالطاعة العملية وليس الخطابية للغرب ومصالحه ونفوذه, وهذا بدوره سيقسم السودان"سلة الغذاء العربي" وينخفض هناك نبرة النظام والخطاب الإسلامي المتطرف كما يدعون, وعندها ستسجل الجرائم متى وجدت ضد مجهول, أو على الأقل سيقدم كبش فداء على مستوى منخفض ويتم إغلاق الملفات, وما بين إغلاق ملفات أهداف المحاكم وفتحها, فبعد غد سيكون مصير البشير محتوم, والاهم عند اعتباره ثور اليوم الأبيض فيا ترى من هو الثور القادم, وأي من ملفات الجرائم يتم تجهيزها للثيران القادمة, وما أكثر الجرائم وما أغبى الانتظار وهز الرؤوس للإطاحة برأس الآخر قبل الإطاحة بكل رؤوس الثيران البيضاء, حتى تخلو الساحة الأوسطية للثيران السوداء الغربية ترعى في خيراتها, وترعى عجلها الأزرق المجرم؟؟؟؟!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحجة الأزلية
سوري ( 2009 / 3 / 4 - 05:25 )
يؤسفني أن أقول للكاتب أن حججه هي أيضاً كلام حق يراد به باطل
كلنا نعرف آثام الغرب وإسرائيل وأولها الحفاظ على هؤلاء الأوغاد مثل البشير والبشار وكافة الحكام العرب، كلهم ما عدا اللبناني، والذين وصلونا إما على ظهر الدبابة، أوبالمضاجعة من قبل قائد ملهم بإمرأة مختارة، مثل حافظ الأسد أوعبد العزيز، وقريباً حسني-جمال المباركين، وأنه تم الحفاظ عليهم بدمع العين الإمبريالي الصهيوني، نظراً ل-سجلهم الوطني- بسحل وقمع شعوبهم. العدالة الدولية شبه مفقودة، ونعلم ذلك، ولكننا لن نبقى ننتظر مئات السنين الأخرى (أضف التشكيل الذي يناسبك) لتتحقق هذه العدالة بالإسرائيلي وبالأميركي وغيرهما لنقبل بعدها أن تتم محاكمة أوغادنا المحليين. العالم اليوم، ورغم كل العهر، أفضل من قبل، ولا يسعنا إلا أن نبني على ذلك، وليس أن نردد ما يريده منا القادة الأشاوس، أن العدالة يجب تحقيقها كاملة لا منقوصة وعلى المستوى العالمي، وحتى يتحقق هذا الحلم هم يولغوا بدمائنا وثروات بلادنا، ويعتقلون منا أي صوت يتنفس خارج التسبيح بحمدهم. أقول لك أكثر: إن القبض على القوادين العرب وإخراج الشعوب من تحت نير حكمهم القذر هو الخطوة الضرورية للمضي باتجاه العدالة العالمية، وكفانا هروباً للأمام والإختباء وراء إصبع الزعيم الأوحد

اخر الافلام

.. غزة : أي دور للمثقفين والنجوم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب.




.. تغيير العقيدة النووية الإيرانية.. هل تمهد إيران للإعلان الكب


.. المستشفى الإماراتي ينفذ عشرات العمليات الجراحية المعقدة رغم




.. الصين تتغلغل في أوروبا.. هل دقت ساعة استبدال أميركا؟| #التاس