الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة وسياسة الوقوف على الأصابع

سليم محسن نجم العبوده

2009 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كنت واقفا بين حشد من الناس فانك لابد من إن تقف على إطراف أصابعك كي تعلن عن نفسك في وسط ذلك الحشد إن لم يكن هناك ما يمكنك الارتقاء عليه . إن النظام الدولي وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى وانهيار الاتحاد السوفيتي السابق 1989م . والذي كان نتيجة الفخ الذي حشرة فيه الرئيس الأمريكي "كنيدي" 1961م والذي عرف (بالحرب الباردة) والتي أثلجت القطب السوفيتي حتى الانهيار .
وكنتيجة فعلية لما وصلت إلية الولايات المتحدة من تفرد في إدارة الشأن العالمي لم تكن ردة فعلها مسالمة أبدا تجاه الدول والأنظمة التي أرادت التمرد على ذالك النظام الصارم الذي فرضته الولايات المتحدة على اغلب دول العالم خصوصا تلك التي كانت تظهر ألنزعه المعادية للسياسة التي انتهجتها الولايات المتحدة سواء قبل أو بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مثل اليابان وأن أظهرت غير ذلك وتراكمها الاقتصادي وضربها صناعة السيارات التي أصبحت منافس حقيقي لمصانع السيارات الأمريكية والتي تفخر بها الولايات المتحدة إلا إن أسلوب الإنتاج الياباني سحب البساط من تحت إقدام شركات السيارات الأمريكية .فمارست اليابان بذلك حربا باردة مع الولايات المتحدة لكن من نوع جديد خصوصا وان الولايات المتحدة تكبدت خسائر فادحة في الحرب الباردة مع السوفيت . كوريا والنزعة النووية وأسلحة الردع والترسانة ومصانع الأسلحة والاهانات المتكررة التي تقلل من الشأن والهيبة الأمريكية في العالم . وان أعلنت ألمانيا ومعاودة ذلك الطموح النازي في الهيمنة إلا إن رغبتها هذه المرة مختلفة أي أنها تريد ان تهيمن على أوربا اقتصاديا وسياسيا والتي نجحت من إن تكون النواة التي اجتذبت التشضي الأوربي في اتحاد كان حلما اقرب للمستحيل لكنه تحقق . وكذلك الدول ذات النفس الثوري الذي يجعل من معاداة الولايات المتحدة أيدلوجية وأسلوب حياة مثل كوبا فنزويلا وكذلك إيران ما بعد "الشاه بهلوي" كذلك العملاق النائم في الصين والذي بدأ يفيق من سباته العميق ممزقا ثياب الفقرالى نجم اقتصادي يغزوا بثياة الأسواق الأمريكية والعالمية . إما العراق الذي كان يعتبر نفسه البلد العربي الوحيد الذي يقع على عاتقة تحرير فلسطين فلم يدخر وسعا لإعلان العداوة ضد إسرائيل و الولايات المتحدة وان كانت لدية يعظ نظرات الغزل مع الولايات المتحدة إلا إن الحمية القومية غالبا ما تحول بينه وبين ذلك وهكذا وقع في الفخ الذي نصب له من الأشقاء بتوجيه صهيوني أمريكي والذي انتهى باحتلال العراق 2003م .
ونتيجة لكل تلك المعطيات على الساحة العالمية والغضب الدولي المستتر خلف ابتسامات الذئاب أو الغضب المعلن بموقف أو فعل تجاه التصرفات الأمريكية المتفردة في العالم بل والتحول الأمريكي المباشر إلى أسلوب الأمر إلى من هوا دون ظهرت إشكال من السياسات الدولية والتي كان المقصود من معتنقيها هوا الظهور او الإعلان عن النفس لعلها تجد مساحة اكبر للتحرك والفعالية في المجتمع الدولي كون العالم أصبح منفتحا وبشكل كبير جدا على بعضه لذلك فان الدول المنطوية على نفسها أو محيطها الجغرافي الإقليمي أصبحت تعاني من عزله حقيقية ولدت لها رغبة حقيقية في تعريف نفسها إلى العالم من خلال معاداتها للولايات المتحدة بالقول والفعل خصوصا وان مثل هذا التصادم يلاقي صدى إعلامي ودولي هوا أسرع من النار في الهشيم نكاية بالولايات المتحدة أو إن الولايات المتحدة ذاتها تعمل دعاية لذلك كي تكمل سياستها الخارجية العامة ..!
لذلك تجد الاتحاد الأوربي مثلا يحاول إن يقنع العالم من خلال السياسات العقلانية بل المفرطة في العقلانية أو ما نستطيع تسميت "العقلانية المقصودة" والهدف منها هوا إقناع الرأي الالعام العالمي من إن الاتحاد الأوربي من الممكن إن يكون البديل المستقبلي بعد الانهيارالامريكي في حين تجد إيران مثلا تعلن عن فسها كونها حاملة لواء الإسلامي والدولة المتحصنة بسلاح ردع نووي والذي أخذت تحوله إلى دعاية سياسية تعلن عن مدى نجاح التجربة الإيرانية الشيعية الإسلامية وإمكانية إن تكون قائدة للعالم الإسلامي من خلال الجهد المنظم للتغلغل داخل مفاصل الدول وبين طيات الشعوب وذلك من خلال إنعاش ومساعدة ومساندة الحركات والتيارات الإسلامية التي تحمل "النفس التشيع على الطريقة الإيرانية" ولذلك تلاحظ إن هذه التوجهات واضحة للعيان في سوريا لبنان العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها من المناطق العربية والإسلامية .
إما فنزويلا فإنها تعمل على تكوين تكتل بترولي يساوم الولايات المتحدة الأمريكية على البترول وقد نجحت فعلا عندما جاء وزير البترول الفنزويلي " بيريز الفونسو" باقتراح إنشاء منظمة "أوبك" حيث عقد اجتماعها التأسيسي الأول في بغداد 9/سبتمبر/1960م للسيطرة على الأسعار وكميات المنتج كون البترول سلعة قابلة للنفاذ وكذلك لابد إن يكون للدول المنتجة رأي في بترولها . الا إن أوبك نظمت الإنتاج لكن لم تنجح في إن تكون ورقة ضغط على الولايات المتحدة لكنها نجحت في تنظيم الإنتاج ووصوله للمستهلك . في حين تجد كوبا هي حامل لواء الثوار في العالم على الرغم من سقوط الشيوعية .
وكل الدول التي تعمل على معاداة أمريكا كانت مدركة تماما أنها لا تستطيع إن تشرخ الجدار الأمريكي بل أنها أشبة ما تكون بذبابة تقف على انف غول لكن كانت المكاسب المتحققة من هذه المعاداة أو ما يمكن إن نسميه "المناورات السياسية" كبيرة جدا سواء على المستوى الإعلان عن الذات او على المستوى المادي المتحقق وكذلك الأثر المترتب جراء ذلك على موقع أكثر حيوية وتأثير في السياسة المحلية والإقليمية والعالمية .
إذ في معاداة الولايات المتحدة ثلاث فوائد إذا كانت المعاداة محسوبة بشكل صحيح وان خط الرجعة لها رسم في مكانة المحدد ومن هذه الفوائد :
• الإعلان عن الذات أي الدعاية التي تكون حاصلة كبيرة جدا وعضيمه وغالبا ما تكون مجانية .
• المكاسب المادية غالبا ما تقدم لتلك الدول على تمويل مادي من دول أخرى معادية للولايات المتحدة لكنها لا ترغب في الظهور في ألصوره لكن من مصلحتها إن تستمر الولايات المتحدة بالألتهاء في مناورات سياسية وعسكرية مبعثرة على الكره الارضيه لغرض إضعافها . ونحن نشاهد تحقق جزء كبير من هذه النظرية في الوقت الحالي والراهن .
• المكاسب السياسية إن الدول المعادية للولايات المتحدة تكون لها مع مرور الزمن سطوه إقليمية خصوصا على البلدان المجاورة الضعيفة وايظا سطوة دولية تهيئها ذات الدول المعادية للولايات المتحد لتقوية مثل هذه الدول وحملها على الاستمرار في الصراع إلى أطول مده ممكنة من الزمن .
وعموما إن ما تقوم به الدول المعادية للولايات المتحدة هوا أشبه ما يكون بالوقوف على إطراف أصابع القدم بين حشد من الناس للإعلان عن النفس إلا إن الارتقاء بهذه الطريقة غالبا ا يكون غير مجدي ومتعب ولا يدوم طويلا .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا