الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس مهمااسم من يواصل الاحتلال بل كيف ينتهي

جورج حزبون

2009 / 3 / 4
القضية الفلسطينية


عام 1977 جاءت نتائج الانتخابات الإسرائيلية متجهة أقصى اليمين بقيادة مناحم بيغن وكانت المرة الأولى التي يفقد بها (حزب العمل) الوريث التقليدي والتاريخي لقيادة (بن غوريون) موقعه الأول،كمؤسس للدولة ، وصاحب نهج براغماتي.

وكما جاء هذه الأيام بدأ الحديث عن مخاطر النتيجة على السلام ، وكأن من سبق كان سلاميا مطلق، ونسي الناس ان مجموعة (اولمرت) هي الحكومة الأولى في تاريخ إسرائيل خاضت حربين خلال عامين.
بيغن خاض حوار سلام ووقع كامب ديفيد وهدم مستوطنة (ياميت) في سيناء ، وهو رجل عرف عنه صلابة الصهينة ، وإيديولوجي راديكالي متعصب جدا ، ومع ذلك حين أصبح في السلطة وجد أن الأمور ليس شعار، وان الخطر على إسرائيل أحيانا يأتيها من داخلها، وعرف أيضا وهو من غلاة اليمين انه يستطيع اتخاذ مواقف لا يملكها الآخرون، فهو أعلى سقف يميني والجميع أدنى من هذا السقف، وهي ميزة تخوله حرية حركة مهمة ، تماما هذا كان شان (شارون) فإذا عانده ما سمي حينها (متمردون) الليكود غادر لينشئ حزب (كاديما) وحصل على تأييد شعبي كاسح، فهو يملك رصيد تطرف لا يستطيع إن يزايد عليه احد، وهو أدرك ان إسرائيل مع المتغيرات العالمية لم تعد تستطيع إن تستمر بنفس النهج، فبدأ يجهز لمرحلة جديدة ليس اقلها مغادرة قطاع غزة، وليس أهمها شعارات كاديما حين تبنى شعار (دولتين لشعبين) .
إن اليمين في إسرائيل هو موقف ومنهج الحركة الصهيونية، ولا يوجد يسار في تلك الحركة إلا في الصراع على مصلحتها ، واليسار الحقيقي في إسرائيل حركات صغيرة أبرزها الحزب الشيوعي الإسرائيلي وحركات تروتسكية ، ونسبيا (ميرتس)وبعض الإفراد المثقفين، ولذلك فان القول أن اليمين نجح واليسار فشل في الانتخابات الأخيرة مسالة فيها الكثير من المغالطة التي يبتلعها كثيرون، وحيث يسوقها الإعلام الصهيوني، واليمين واليسار هنا مجرد تعبيرات مجازية لمن يقف على أطراف الطاولة ويتصارع على الفكرة الأجدى لخدمة حركة رجعية وظفت نفسها دائما لخدمة الاستعمار ورأس مال،وظلت مع أعداء الشعوب وحقوقها وتقرير مصيرها.
يدرك صناع القرار اليوم في إسرائيل طبيعة المرحلة الراهنة بكل معطياتها المالية والسياسية ، وحالة الاصطفاف المتبلور في العالم وصعوبة أوضاع حليفها الاستراتيجي(أمريكا) وانه ليس صدفة أو مجرد رائي اجمع عليه الأمريكان بانتخاب اوباما لمجرد شعاره(التغيير) فالعالم لم يعد بالإمكان إدارته بنفس الطريقة، ولم تستطيع إسرائيل أن تجعل حدود دولتها حيث تصل أقدام جنودها وحسب ما قالت يوما (غولدا مائير) ، وتجربة حرب2006 وحرب غزة بها من الاستخلاص الكثير.......فهي تستطيع أن تضرب ولا تستطيع أن تفرض ناهيك أن تحتل، وهذه حقائق يعرفها (نتنياهو) ولذلك يهتم بالتحالف مع كاديما ومع حزب العمل، وهم يرفضون لان السياسة الداخلية تفرض ذلك ،فالليكود بتحالفه مع الأحزاب الدينية ومجموعة(ليبرمان)يهدد علمانية الدولة، ويضعف مساحة الاستثمار فيها ويزيد من عزلتها الدولية، إضافة إلى تزايد الصعوبات الاقتصادية فيها، واحتمالات الدخول في حروب جديدة، وتوتير العلاقات مع مصر والأردن، وإجهاض محاولات التفاوض مع سوريا ، ولهذا ولغيره فان تجمع(بيبي) لا يستطيع الاستمرار وإذا حاول على إن يقدم تنازلات وان أقدم عليها فلا حرج فهو صاحب اكبر شعارات التطرف مما يتيح له ذلك إمكانية لا تتوفر لغيره كما كان الحال مع بيغن ومع شارون وحتى مع نتنياهو نفسه حين سلم مدينة الخليل.
تلك طبيعة المبنى الاجتماعي السياسي لهذه الدولة وبنائها السيكولوجي ولذلك فالمسميات بالنتائج الانتخابية ليست مهمة على صعيد السياسة الرسمية للدولة، وهي التي تعيش أكثر من أي يوم مضى حالة عداء بالمحيط وعلى الصعيد الدولي يدفعها للبحث عن مخرج لن يكون إلا بالإقرار بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وإقامة دولته إلى جانب دولة إسرائيل، وتذكرني هذه الحالة بما كتبه (نتنياهو) في كتاب(مكان تحت الشمس)والساعي لإقامة دولة قادرة على التطور والمن، وهذا لا يمكن الوصول له بما يقوله اليوم للإعلام فلندعه يتسلم المسؤولية وعلينا إن نؤكد تمسكنا بحقوقنا ونعمق وحدتنا الداخلية وتزيد تحالفاتنا العربية والدولية. وخلاف ذلك سنعطي نتنياهو فرصة أطول للبقاء والغطرسة .















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في الضفة الغربية المحتلة: سياسة إسرائيلية ممنهجة لجعل حياة ا


.. إسرائيل تصادر أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية منذ اتفاقيات




.. مشاركة كبيرة متوقعة في الانتخابات التشريعية البريطانية


.. غزة.. أطفال شردهم القصف الإسرائيلي ونازحون ينزحون من جديد




.. ماذا قدم حزب المحافظين للبريطانيين وما مصيره؟