الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-كوتا- الحريم في قصرالتحريم

نادر قريط

2009 / 3 / 4
ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع


يبدو لي أن نظام المحاصصة "الكوتا" ضروري في المجتمعات الحداثية، بسبب تآكل النسيج الأبوي للمجتمع، وتحوّل المرأة من مفعول تاريخي "موطوء" إلى متفاعل "متواطئ" مع الرجل(نسبيا) على تقسيم عادل للحقوق والواجبات. وأهم صفة تميز المجتمعات الحداثية، إمتلاكها لعقد إجتماعي متحرر عقليا من سلطة الموروث الديني الأبوي، ووجود مجتمع مدني (المقصود به وفق غرامشي: جميع قوى المجتمع التي لا تمارس السلطة، وهي قوى منظمة في أطر كالنقابات والكنيسة والجمعيات الأهلية وناشطي حقوق الإنسان..إلخ) لذا فإن "الكوتا" في البرلمان هي تحديد سقف "حد أدنى" لوجود المرأة كي تمارس السلطة، وهذا يُسمى "تمييز إيجابي" وهو كفّارة عما ألحق بها من حيف تاريخي.
لكن ماذا تعني "الكوتا" في مجتمع أبوي ذكوري، يقوم على شبكة العصبيات الدينية القبلية والعائلية، مجتمع مازال ينظر إلى الزواج كتعريف فقهي ينص: بأنه عقد وطء ينتفع فيه الرجل من فرج أنثى، مقابل إنتفاعها بصدقة..

في وصف لاذع للبرلمانيات العراقيات المتلفعات بالعياءة قال الكاتب الراحل أمير الدراجي: يلبسن السجون ويجلسن على مقاعد الحرية!! أجل تصوير أريد به الصدمة البلاغية لكنه يحتوي كثيرا من الحقيقة .. لكن ماوراء البلاغة والتورية أسئلة أدهى وأمر: لأننا في الحقيقة لا نملك برلمانات حقيقية بل تجمعات تحكمها أكفان القبور والعصبيات؟ مقسمة وفق نظام المعاضضة الطائفية والعرقية ومبدأ الغلبة؟ هذا هو الحال في العراق أما في الدول العربية فالحال يختلف قليلا، لأن نظام " العض" يُباح فقط لعائلة مقدسة واحدة، أما البرلمان (إن وجد) فهو ماكنة تصفيق وتفريخ برقيات شكر وقصائد مديح .. إذن ما معنى محاصصة داخل محاصصة، محصلتها لعبة كلامية غير مثمرة .. السؤال الأخير: هل تمثل المرأة في الأحزاب الإسلامية مثل حزب الدعوة أو حزب الحكيم أو الإسلامي أو أحزاب قبائل (غسل الشرف بذبح المرأة) ..إلخ هل تمثل كينونتها كمرأة تدافع عن قيم الحرية والإنعتاق؟ أم أنها تلعب دور الحريم داخل سجن الحرملك الأبوي؟
أعتقد جازما أن صوت المرأة في برلمانات من هذا النوع هو صوت ذكوري ناعم (وأحيانا مغناج يساعد في ترطيب الأجواء الذكورية المحتقنة لا أكثر)

أخيرا وبمناسبة عيد المرأة أتوجه للنساء عموما والعربيات خصوصا بأن يتمردن ويساهمن بإخصاء التاريخ والحاضر الذكوري وإذلاله من خلال التمرد وعظة الرجال (وهجرهم في المضاجع..) وتشكيل مجتمع مدني (غرامشي) يعيد لنا الإلهة الأم "عشتار"










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في بلدي لا نعومة و لا تغنج
أبو هاجر: الجزائر ( 2009 / 3 / 4 - 08:57 )
أتمنى أن أسمع رأي الأستاذ نادر في تلك التروتسكية التي تقود حزبا تسميه حزب العامل ،وتعلن عن نفسها أنها ضد الإمبريالية و الأصولية و الرجعية وبقايا الاقطاع و الاستعمار و الشركات المتعددة الجنسيات ،وفي أول فرصة تساند اغتصاب الدستور وهي الآن مرشحة للرئاسيات في بلدي ليس من أجل الفوز بها ،بل من أجل إضفاء شرعية على حكم فاسد . لا أعلم بالضبط عن أي إمرأة عربية يتحدث الأستاذ نادر التي يطالبها بالتمرد وهجر المضاجع .بالمناسبة انا مع 8مارس ضرورة و ليس اخيتارا لأنه يوم مولدي


2 - رد
الكاتب ( 2009 / 3 / 4 - 10:12 )
أخي الأستاذ أبو هاجر :
أهنئك بيوم 8 مارس عيد ميلادك ، وإعلمك أني أرسلت سهوا مسودة (ناقصة عقلا ودينا) فالموضوع الأساسي أكثر سخرية مما تتوقع .. على كل حصل ما حصل
أما سؤالك عن الرائعة لويزا حنون فقد سبق لي أن تشرفت بمعرفتها وإسمعت إليها .. فهي بلا شك الرجل الوحيد في عالمنا العربي ..أتمنى عشرة مثلها في بلادي وإعذرني على تجنبي المجاملة والتزلف كما أحترم رأيك

اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال