الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعمة النفط المفقودة

عدنان شيرخان

2009 / 3 / 4
الادارة و الاقتصاد


احترم جميع ردود الافعال التي جاءت ردا على عمود الاسبوع الماضي (النفط والسياسة)، حتى تلك التي تضمنت شتيمة مبطنة او اتهام بالعمالة لشركات النفط الاحتكارية. وكنت ارغب ان نكون دائما اهدأ ونتبادل الاراء والافكار بتعقل، ولا اعلم طبعا حادا ومزاجا سريع التعكر كمزاج العراقيين. معظم الاراء لم تأت ببديل عن عقود "المشاركة في الانتاج"، كلام انشائي بحاجة الى اثبات ودليل عن طاقات وقدرات عراقية (مزعومة) تستطيع رفع انتاج النفط الى 10 مليون برميل يوميا، وغير ذلك من كلام، بل ذهب البعض الى شتم النفط، وقال لولاه لما دخل العراق الحروب وفاقت تضحيات ابنائه تضحيات بلد المليون شهيد، ولما تكالبت الدنيا عليه "تريد نحره".
العراق دولة كبيرة وامة تمتد جذورها عميقا في التأريخ، وهو في منطقته واقليمه دولة كبرى فاعلة، والوضع الذي يعيشه العراق مؤقت، وهو مثال حي لما يمكن ان تفعله قيادات متهورة تتسلم مقاليد الحكم في غفلة من الزمن.
العراق كان في منتصف القرن الماضي متقدم على جميع جيرانه وينافس بشدة دول متوسطية متقدمة، يحكمه رجال يحبونه، وتتقدم فيه الكفاءة والمهنية والعلم، يأمل العراقيون ان يعاد العمل بهذه الثوابت، ودفعها الى الصدارة، بدلا من تقلد المناصب وتولي المسؤوليات على المحاصصة السياسية والطائفية والعرقية.
لم يكن الاقتصاد العراقي بحاجة الى مواجهة الازمة الاقتصادية الدولية لكشف عيوبه، فأعتماد هذا الاقتصاد على واردات النفط يشكل خطورة كبيرة، واضطرت الحكومة العراقية الى تقليص ميزانية العام الحالي ثلاث مرات بسبب انخفاض اسعار النفط العالمية، ولم يساعد مستوى انتاج النفط المتدني الاقتصاد الوطني عندما جن جنون الاسعار وارتفعت الى 147 دولارا للبرميل، الامر الذي ادى الى ضياع ملايين الدولارات. استمرار الاخبار الاقتصادية السيئة تقض مضاجع صناع القرار في الدول المنتجة للنفط، قطاع البناء الابرز في امارة دبي الجميلة على وشك الانهيار، كبرى شركات السيارات الاميركية تصارع من اجل تأجيل اعلان افلاسها، اكبر البنوك البريطانية تعلن عن خسائر قياسية، ألوان البورصات الحمراء المتراجعة باتت هي العلامة المميزة.
وكما يوجز الكاتب والصحفي العراقي المتخصص بشؤون الطاقة وليد خدوري : " إننا أمام أزمة اقتصادية عالمية ذات آفاق متعددة، وستستغرق معالجتها وقتاً طويلاً". ازمة يصارع الكبار بكل ما اوتوا من قوة للتغلب على آثارها المدمرة ، ولا احد يعرف كم ستسمر ومتى ستنتهي وكيف؟
وحتى قبل الازمة، ظهرت توقعات بشأن تراجع دور النفط تراجعا مهما، بسبب المخاوف الدولية من ظاهرة الانحباس الحراري التي تهدد مستقبل كوكب الارض، والتي يرجح العلماء ان الانبعاثات من المصانع والسيارات هي المسبب الرئيس لهذه الظاهرة المدمرة للبيئة. ويتوقع الخبير النفطي العراقي الدكتور فاضل الجلبي ان يفقد النفط مركزه الكبير في الطاقة لصالح طاقة بديلة، وعليه فأن الوقت ينحسر تدريجيا امام صانع القرار العراقي بشان الاستفادة القصوى من الاحتياط الكبير للنفط. العراق لا يمتلك الامكانيات اللازمة لبدء اية استثمارات في المجال النفطي، ولا يمتلك الخبرات التكنولوجية المتقدمة لانه كان معزولا ومقطوعا عن التطور التكنولوجي النفطي العالمي بسبب سنوات الحروب والحصار الطويلة.
كل الدلائل تشير الى ضرورة اسراع العراق بالاستفادة زمن نفطه، باللجوء الى عقود المشاركة في الانتاج، ولكن وكما تبدو الامور عليه فأن جهات كثيرة تثير ما يشوش ضد استفادة العراق من نفطه، وتسعى لللابقاء على مستوى انتاجه الحالي، وليس بعيدا ان تكون هذه الجهات هي ذاتها هي المستفيدة من غياب حصة العراق النفطية الكاملة ومنذ العام 1980، وكانت طوال تلك السنين تعوض السوق نقص حصة العراق، فأتعضوا يا اولي الالباب ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف هو الاقتصاد الفلسطيني بعد 8 عقود من النكبة؟


.. شبكات | إحباط تهريب أطنان من الذهب خارج ليبيا..




.. فرص كبيرة لتنمية التبادل التجاري العربي


.. محمد علي ياسين: غياب السلام أضاع فرص ثمينة على اقتصادات المن




.. غزة تشهد نقصا حادا في السيولة المالية بسبب تعرض البنوك للتدم