الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لوحةٌ عارية

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2009 / 3 / 5
الادب والفن


كعادته ، يتهيأ للحدث , بعض العطر ,
بزة أنيقة , معطفٌ أسود ,
ربطة عنقٍ فرنسية توحي بمشهدٍ رومانسيٍ حالم .
روحه تسبقه , تتهافت للقياها
و يبتسم بلا معنىً ويمضي ..

***
رقصٌ على حافة الهاوية يصاحب الغناء ,
أمام المرآة تجهز خارطة اللقاء ,
تهيئ ذراعيها لعناق الريح الحائرة .
تبرز صدرها كغجريةٍ تدرك خطاها
لتغري الأرض فتميل وإياها
في رقصة فلامينكو ثائرة .

***

لم يكن يؤمن في لجِّ الحياة بسواها
وحين حجب الغبار عينيه قليلا ,
تحولت لعصفورة ضالة ,
طارت خلسةً لتغوي كل غرابٍ يعبر الجو
وتمنحه ريشةً من خصرها .

***

تتمايل عائدة إليه ,
تملأ جعبتها بغدٍ أسيرٍ وتمضي بثبات وتقول :
تعال لنبني جسرا بقلوب ضحايانا .
فالحب يا صاحبي ذئبٌ يداهم القلب بك ,
يا رجلا يعشقه السحاب .

***

لم يترك له البرد وقتا للترجمة ,
ولم يبقِ شيئا ليفسّر ,
فليس له في هذه الأرض غير حبٍ قديمٍ وأغنية ,
وذكريات مهملة .
لكأنّ كل امرأة عاشقةٍ بداخلها بائعة هوىً !,
وكل رجل ليس سوى موعد ينقضي بدقائق من العناق .

***

تبدو اللوحة عارية و لم ترسمها ريشة واحدة
كما كان يؤمن ,فاللوحة زوارها كثرٌ ,
يرسمون الأحلام التي يشاؤون في ليالٍ من الضباب
ويرحلون حاملين الوهم ولكن ,
تبقى آثارهم على المشهد .

***


عرف متأخرا أن المرأة لوحة متقنة,
تخلص لمن يرسمها ويغادر ,
وليس للإطار الذي تسجن فيه .

***

بحث عن وهم الفضيلة في وكرٍ للبغاء ,
وحين اتضح المشهد
أطلق سراح جسده ليتعمّد من نهر التجرد
من الأشياء والأماكن ,
التجرد ممّن عرف ومن لم يعرف .
وخرج يركض عاريا
من كل شيء إلا الحقيقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي