الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر المانحين لغزة ما بين الناسخ والمنسوخ

جاك عطاللة

2009 / 3 / 5
السياسة والعلاقات الدولية


يبدو ان مقولة موشى ديان الشهيرة التى قالها فى غمرة انتصارات جيش الدفاع الاسرائيلى على الجيوش العربية فى مأساة 1967 عندما طبق خطة عسكرية قديمة اكل عليها الدهر وشرب ضد ثلاثة دول عربية واحتل مساحات شاسعة اكبر من مساحة اسرائيل بمرات واحتفظ بها

ان العرب لا يقراوا وان قرأوا لا يفهموا

يبدو ان هذه المقولة قد نسخت بمقولة اخرى ستصبح اشهر من مقولة ديان بعدما صمدت و بقت كحقيقة واقعه طوال 42 عاما

اعتقد ان مقولة موشى ديان قد نسخت بمقولتى التى تعلن

ان العرب لا يشاهدوا الحقائق وان شاهدوها لا يدركوا انها حقائق وان ادركوا لا يفعلواما هو مطلوب منهم حتى وان خربت مالطة

ومالطة هنا هى فلسطين وغزة خصوصا

فى مؤتمر المانحين الاخير والذى عقد بمدينة شرم الشيخ المصرية و حضره دول كبيرة وهيئات دولية عديدة لها وزنها تم اعتماد اكثر من اربعة مليارات دولار امريكى لاعادة بناء غزة المتهدمة على رؤوس اصحابها الغلابة --

لم يفهم العرب عموما ولا الفلسطينيين خصوصا المبدأ الذى ارسته الجماعة الدولية ممثلة بالمانحين وبالمنظمة الدولية او حكومة العالم وهى الامم المتحدة ممثلة بسكرتيرها العام وحتى الان لم واعتقد لن يتصرفوا التصرف الصحيح المتوجب عليهم للحصول على الاموال المطلوبة لاعمار غزة و اقامة الدولة الفلسطينية

اهم شرط وضعه مؤتمر المانحين الدولى لاعادة اعمار غزة هو عدم وضع الاموال فى يد حماس و عدم الاعتراف بحماس من الاصل وعدم دعوتها للاشتراك وعدم مخاطبتها او التحدث معها لانها منظمة ارهابية انقلبت على الشرعية الفلسطينية

نعم كان هناك اجماعا من المتصدقين على وضع شروطا قاسية لهذه المعونات وكيفية صرفها وعلى عدم حضور احدا يمثل حماس لانها منظمة ارهابية لا تخدم الفلسطينيين و تضعهم فى موقف يبادون به من الجيش لاسرائيلى العدوانى بدون استعداد ولا تحقيق اى مصلحة فلسطينية وعلى العكس تقوم حماس بتدمير اى فرصة لتنفيذ حل الدولتين

معنى شروط الدول المانحة هو احد ثلاثة حلول

اما ان تتنازل حماس نهائيا عن حكم غزة و تصبح جبهه معارضة لا تحكم و تعيد الحكم للسلطة الفلسطينية الشرعية وواضح ان هذا الحل انتحار لحماس والاخوان وايران

او تعترف باسرائيل بدون شروط مسبقة وفى هذه الحالة تندمج كليا وجزئيا فى السلطة الوطنية الفلسطينية لانه لن يكون هناك اى فارق فى الاهداف وطريقة العمل السلمى وهذا ايضا حل هاراكيرى انتحارى لحماس

او اذا رفضت الحلين السابقين ستقوم اسرائيل ومعها كل المجتمع الدولى هذه المرة بتدمير حماس لانقاذ اهل غزة من جنونها وعبثية صواريخها كما صرحت اليوم هيلارى كلنتون فى تل ابيب

لم يكلف العرب انفسهم كالعادة بالسؤال عن كيفية تنفيذ شروط الدول المانحة فى ظل تشبس حماس بالسلطة فى غزة وبقائها حتى اخر قطرة دم لاطفال غزة واستمرارها باطلاق الصواريخ الطفولية العبثية على اسرائيل

كيف ستصل الاموال لغزة ويبدأ الاعمار الجدى فى ظل تحكم اسرائيل والمجتمع الدولى بالمعابر والممرات و البنوك ولن يدخل فلس لغزة بدون موافقة الدول المانحة ومعها مصر واسرائيل مهما حمل اعضاء حماس من شنط دولارات مهربة من مصر بكل رحلة للقاهرة ؟؟؟

اعتقد ان مؤتمر الدول المانحة وجه رسالة واضحة و صريحة الى العرب عامة والى الفلسطينيين خاصة واولهم اهل غزة المنكوبين بحماس واسرائيل معا

ولم يفهم الرسالة احد للان من اصحاب الحناجر والانتصار الالهى الوهمى والانفاق

لا اموال للاعمار فى ظل بقاء حماس بالسلطة

لا فتح للمعابر بظل استمرار ضرب الصواريخ الحماسية العبثية على المدنيين باسرائيل وبظل عدم الاعتراف بالاتفاقات السابقة وعدم الاعتراف باسرائيل

فهل يفهم الفلسطينيين الان الوضع ويتصرفوا على هذا الاساس ؟؟

ام انهم سيكرسوا المقولة الناسخة لمقولة ديان

ان العرب لا يشاهدوا الحقائق وان شاهدوها لا يدركوا انها حقائق وان ادركوا انها حقائق لا يفعلوا ما هو مطلوب منهم وان خربت مالطة -؟؟؟

الم يفعلوا نفس الشىء عندما رفضوا قرارات التقسيم
وعندما رفضوا التفاوض فى كامب ديفيد
وعندما انتخب فلسطينيى غزة حماس
وعندما انقلبت حماس على السلطة الفلسطينية ودمرت حل لدولتين؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميناء غزة العائم يثير بوجوده المزيد من التساؤلات | الأخبار


.. نتنياهو واليمين يرفضون عودة السلطة إلى القطاع خوفا من قيام د




.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة ويزيد حدة التوتر في إسرائيل | #مر


.. دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر.. شرطة #مولدوفا تنقذ رجلا مسنا




.. البنتاغون يعلن بدء تشغيل الرصيف البحري لنقل المساعدات إلى قط