الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة حب إلى خالتي خيرية دبش في يوم المرأة العالمي

مثنى حميد مجيد

2009 / 3 / 5
ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع


حين أزور خالتي خيرية دبش أتذكر صديقي الشهيد الجميل الخالد داخل فرهود.كنا شبابآ في العشرين وكانت هي في الخمسين.اليوم أنا في الخمسين وخالتي خيرية تقترب من التسعين أما الشهيد داخل فهو ما زال شابآ في عنفوان الحياة.
نحن نستمتع ونشقى بالسنوات وهي تمر وتجري وهذا هو نصيبنا من الدنيا.أما الذين ضحوا بحياتهم وهم يضيؤون فضوؤهم العطر ما زال ينتشر في الرحاب الكونية اللامتناهية.هؤلاء لن يموتوا أبدآ.إنهم يرفلون ببعدهم الاخر المفعم بفرح العالم .إن نصيبهم من الوجود أكبر من نصيبنا نحن الذين نحمل على كواهلنا تعب السنين ومسراتها وحماقاتها وأتربتها فطوبى ومجدآ لهم.
لست بطرآ حين أتحدث عن خالتي الطيبة الجميلة خيرية دبش في يوم المرأة العالمي .كان الشهداء يمرون عليها يأكلون من زادها تغمرهم بحنانها ودفء كلماتها في زمن كان فيه بعض أصلب الرجال ينحنون للطغيان. زمن مكاتب المعلومات ووكلاء الأمن والمهانة والرعب.
لم يكن بالأمر البسيط أن يستضيف بيت شمعة تحترق وتنير بإصرار ونكران ذات في ظل أكثر الأنظمة إستبدادآ وجورآ وظلامآ في التاريخ.
كان هذا مدعاة فخر ومازال لكل عراقي إستقبل شهيدآ أو مناضلآ سريآ ينبغي تثبيته في الذاكرة التاريخية المستقبلية للشعب.
ورغم بساطة الكتابة عن خالتي خيرية أشعر بألم كبير يعتصر قلبي إذ يتمثل أمامي أولئك الذين مروا عليها وهم في طريقهم لإنارة العالم.
الشهداء داخل فرهود .حسن مرجان.هدية الركابي.
حين أزورها وأعانقها أشم منها رائحة الهيل وعروق السعد والعراق وطلع النخل فأشعر بفرح مؤلم.يتمثل لي صديقي الشهيد داخل فرهود يطل من بعده الاخر بإبتسامته الجميلة وإشراقة وجوده الأبدي.
كان أعز الشهداء إلى نفسي وكان يكنيني ب أبو غايب لإعتقاده إنني سأبقى دائمآ مغيبآ عن الضحك والغناء وقد صدق الشهيد إذ كنت ومازلت أردد بإصرار لا تراجع عنه قول ناظم حكمت

لن نضحك إذا لم نضحك معآ
لن نغني إذا لم تنتهي دموع العالم


أخبرني أحد أبناء عمومة الشهيد الذي إستلم جثمانه الطاهر أنه لم يستطع التعرف عليه إلا من خلال كارت يحمل إسمه.كان الجسد مسودآ ومنكمشآ بسبب الطريقة الفاشية التي أتبعت في إعدامه.كان صدام في بداية الثمانينات يجري إختبارات أسلحته الكيميائية والبايلوجية بإستخدامها على السجناء في نفس الوقت الذي كان فيه إبنه عدي يطعم أسوده باللحم العراقي.
شفاهنا لن تكف يومآ عن إدانتكم ياأعداء حضارة العراق.
بإسم بابل وأور ونينوى أدنا الفاشست ولن نكف عن إدانة كل عدو للحرية والكرامة حتى تشرق الشمس.
إنه وطن الأساطير ياخالتي خيرية.
لم يكونوا يومآ عراقيين هؤلاء القتلة .كانوا وما زالوا الوجه المقيت الخرافي المضلل والأكثر بشاعة الذي يحجب نور الأسطورة.
وفي الأسطورة ثمة دائمآ معنى ينبغي البحث عنه.
إنها المعادلة الصعبة المحتدمة بين قوتي الخير والشر تطرح نفسها دائمآ أمام أنظار العالم.والمعادلة العراقية أسطورية في تعقيداتها وإشكالياتها لكنها معادلة حقيقية وموضوعية لا خرافة فيها وتمتلك أفاق المستقبل.
فطوبى لمن فهم المعادلة الصعبة وطوبى لمن ضحى من أجل حلها .طوبى للعراقي الذي يفهم حقآ اللغة الرمزية لدجلة والفرات ويعيد إكتشاف الحرف من جديد.العراقي الذي يدرك مهمته التي أوكله بعبء حملها تاريخ الحضارة الإنسانية كأول غارس عبقري لشجرة الخير والبناء والمعرفة الكونية.
وطوبى لخالتي الطيبة الجميلة خيرية دبش التي أدركت بفطرتها العراقية الأصيلة ووعيها الطبقي معادلة المستقبل في يوم المرأة العالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهداء العراق
عبد العظيم ( 2009 / 3 / 5 - 15:02 )
ما كان بغير دماء هؤلاء الشهداء أن يكتب تارخ البعث بدفتر الفاشية الذي وريقاته مشغولة من العار. سيذكر البعث بصداميه كلما تذكر الشعب العراقي الفضيحة والعار . لتسترح أرواح هؤلاء الشهداء فإنجازهم يستحق التضحية ويستحق رفاقهم أن يتناولوا خبزهم من يد خالتك خيرية فليس أخير من خيرية
كل العمر لك ولخالتك خيرية

اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا