الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعي العراقي والانتخابات

حسين سليم
(Hussain Saleem)

2009 / 3 / 5
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


يعشق الشيوعيون العراقيون بصورة عامة حزبهم ، حتى وان كانوا بعيدين عنه .ويختلفون بسمة العشق هذه عن باقي الشيوعيين في العالم. عشق فيه مد وجزر ، فيه تعب وسجن ، فيه لقاء ووصل ، فيه جفوة وبعد ، فيه موت ومنفى... . عشق عاطفي وعقلي ،للحبيب الأولي، تلاحقه لعنة العذّال .وقد كتب المحبون الكثير من الملاحظات وهي محط تقدير. وأنا عاشق مثلهم، أضيف إلى ملاحظاتهم بعضا من هذا الولّه، عسى ان يرى الأخوة في الحزب لا وعّاظهم بعض الفائدة من هذه الملاحظات:

- لا أظن أن خسارة الحزب الشيوعي العراقي في الانتخابات المحلية الأخيرة، وبغض النظر عن الأسباب الذاتية والموضوعية ،تحسب عليه فقط ككيان سياسي ، بل هي خسارة لكل قوى اليسار .فالخسارة لجميع من تبنى الفكر الماركسي، من أحزاب و أشخاص ، خارج التنظيمات أو داخلها .

- من كان يتوقع أن تجنح قوى ألأحزاب الإسلامية سواء كان ذلك بدافع داخلي أو خارجي إلى صناديق الاقتراع يوما ما !(اذا البعثية ما خلونا انلحك نلبس الستر عام 1978فالقوى الإسلامية ما خلونا انلحك نلبس النعل في سجن ابو غريب عام 1991).

- جاءت صناديق الاقتراع والحزب لم يزل يدفع فاتورة عام 1978 وتداعيات تحالفه مع البعث .كان ثمن هذه الفاتورة غاليا اذ لم يطل العناصر الثورية للحزب ( قبل الجبهة ) فقط ، بل شمل كافة كوادر وقواعد وجماهير الحزب أثناء وبعد حل عقد الجبهة، بينما خرجت قيادة أذيال خط آب سالمة تحت أنظار النظام .وقد دفع الجميع هذه الفاتورة، داخل او خارج التنظيم "كل من حسب ظروفه وقدرته"

- دخل الحزب الانتخابات بنفس شيوعي أوربي لا عراقي لواقع عراقي ! في ظل تساؤلات عديدة، محلية ، عربية وعالمية ، عن هويته الطبقية والوطنية والاممية !وكذا أوضاع موضوعية لا يحسد عليها . اذ كان المنفى علما وخبرة فهل كان أيضا مفسدة للمناضلين؟ فقد دخل الانتخابات في ظل حلقات مفقودة الفهم والوصل: الأولى ،التشوه اللاطبيعى للمجتمع العراقي على كافة الأصعدة ولفترة طويلة. والحلقة الثانية، مع عناصره الكثيرة ، العازفة منها لأسباب عديدة عن العمل السياسي . والثالثة، مفقودة مع قوي التيار اليساري الماركسي على وجه الخصوص .
- بما ان الحزب يشارك في العملية السياسية وان صناديق الاقتراع ممارسة ثابتة فيها، كان عليه ان يقوم بتشكيل مختصة انتخابية ، تقوم بمتابعة كل ما يخص عملية الانتخابات من كل الجوانب الذاتية والموضوعية بشكل دائم كما وتضع الخطط المناسبة لها .( اذ ليس من المعقول ان تقوم محلية الثورة بحملة مكونة من سبعين سيارة ليوم واحد ! أليس من الأفضل القيام بحملة سيارة واحدة او اثنتين كل يوم وبأوقات مختلفة ؟ ا لم يكن الاستفادة من حملة الطبيب الجوال بتحويله من حملة طبيب أفراد إلى طبيب مجتمع بمشاركة أعضاء المنظمة في تلك المنطقة وبمعاونة الأهالي لتنظيف المدينة من النفايات على سبيل المثال ؟ الم يكن من الممكن قيام دورات تعليمية بسيطة كتقوية في الدروس او الكومبيوتر لعامة الناس في مقرات الحزب الكثيرة مثلا؟ لا ادري ما المعنى في مدنيون ؟ بعض الناس قال: " لازم الآخرون غيرمدنيين ! او ان " بوية ذولة يريدون يسونا حضر!"والبعض صوت للقائمة العراقية على اساس وجود الشيوعي فيها !وكذا القصور في عدم متابعة حملات الأطراف الأخرى ،فمثلا، رفع حزب الدعوة شعار " دولة القانون" الذي كان يجب ان يرفعه الحزب ! لاباس ! ما المانع حينها من رفع شعار " الدين لله والوطن للجميع " او " الدين لله والدولة للناس" كي يكون الحزب أكثر وضوحا منها !

- الابتعاد عن ( مرض العاطفة الحزبي)الذي شل قدرات الحزب ، تحت حجة ما يسمى بالظروف غير المناسبة لممارسة النقد ، مما أدى إلى غياب الديمقراطية وشيوع نمط ليبرالي لعناصره خارج الأطر التنظيمية ، كما برزت سياسة " التغليف" و مسمياتها ، منها " المشاكسين " " الخارجين " او " المتيأسين "

- كنا نأمل من المؤتمر الثامن او نأمل من التاسع القادم أن يقوم بتشكيل لجنة دستورية( لا لجنة رقابة ،تصادر صلاحياتها لتم أو م.س) في الظروف العلنية الموجودة ألان، مكونة من كفاءات ذات خبرة تنظيمية ،سياسية، فكرية وقانونية ، لمعالجة إشكالات الحزب الذاتية لثلاثة عقود مضت، خصوصا منها المتعلقة بالبعيدين ( القريبين )عن الحزب لأسباب مختلفة ، انطلاقا من مفهوم من ان الجميع قد دفع الفاتورة و لا احد أفضل من احد إلا بالظروف التي خدمته.ولهذه اللجنة صلاحيات الاشراف على الانتخابات الحزبية بشكلها الديمقراطي الصحيح .كما لها متابعة نشاط الهيئات والقرارات المصيرية ، اذ ليس من الصحيح دائما قرارات الهيئات الأعلى على صواب والهيئات الأدنى على خطا!كما ان لها الحق في تدقيق سياسة الحزب ومنهاجه الفكري. اذ ليس من المعقول ان يمر كلام قائد حزبي دون تنبيه ،مثل " الوضع الان مع العملية السياسية او ضدها !" وكأنه كمن يذكرنا بمقولة البعث" أنت مع الحزب والثورة او ضدهما !" او " ان الحزب اضاف الى الماركسية شيئا جديدا بحسب الحزب الشيوعي الأمريكي !" في وقت لايُعرف من هي الحركة الانتهازية في الحركة الشيوعية العالمية الان!

- الابتعاد عن سياسة(عدم طخ الرأس ) في وحدة تيار اليسار, فالمعركة الانتخابية ليست معركة سياسية فقط ، بل هي فكرية أيضا ، وخسارة طرف يساري فيها هي خسارة للجميع . المطلوب حزب يساري عراقي موحد وليكن حزب اليسار العراقي الموحد يقوم بتشكيل هيئة استشارية من كافة أعضاء اللجان المركزية للأحزاب الماركسية والشيوعية . تهيا لوحدة تنظميه لفترة معينة تنتهي بكونفرسات عامة لانتخابات المؤتمر العام الذي بموجبه يقرر الوجهة السياسية والفكرية العامة للحزب على كافة الأصعدة . او الابقاء على صيغة تنسيق عام مع حفاظ كل كيان بأطره التنظيمية والسياسية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين يكمن الخلل؟ وما العمل؟
فاضل عادل ( 2009 / 3 / 4 - 20:30 )
استاذي الفاضل انت تنتقد الحزب كونه يتعامل بنفس اوربي وليس عراقي ثم تريد ان يكون حزب يساري وبالطريقه الاوربية وليس العراقية انها مهمة يميمنية وبامتياز لتصفية حزب شيوعي..القضية لاتكم بالية دعاية انتخابية او مختصة او اداء رفاق انها تكمن بجوهر ذلك كله ، هل كان الحزب من خلال نشاطة السياسي والتنظيمي والفكري حزبا شيوعيا..واذا كان الحل بتوحيد اليسار هل يعترف الحزب بوجود فصائل شيوعية غيره ...انا اتفق ان يغير الحزب الحالي اسمه الى حزب يسار او ما شاء من الاسماء ويترك للشيوعيين العراقين وبمختلف فصائلهم اعادة تاسيس الحزب الشيوعي العراقي


2 - The necessity of setting up an Arbitrator Committee within
Talal Alrubaie ( 2009 / 3 / 4 - 21:02 )
I appreciate your views and would like to ask a relevant question to which perhaps someone has an answer. The question is: When there is a dispute between a comrade in the party’s base and the leadership, who will be deciding who is right and who is wrong? This is since the leadership’s views are not necessarily right and might be impractical to vote on every issue. I believe that, according to the current partys policy, it is the leadership which decides this matter. I think this is totally unfair. I suggest there should be an arbitrator committee within the party, something which should be enshrined in the party’s charter. This committee is to consist of members elected in the party’s conference and who are not at the same time members of the leadership. The function of this committee is to act as a referee and arbitrate in a fair fashion and in accordance with a specific policy, also enshrined in the party’s manifesto or charter, on the issue at hand, something perhaps similar to any complaint system set up by commercial companies or other organizations. The aim of having such a c

اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية