الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة موجهة للحكومة العراقية لإيقاف نزيف الكفاءات العلمية

محمد مهدي الحمداني

2009 / 3 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الإحصائيات المسجلة تشير إلى ازدياد نزيف العقول العراقية بشكل كبير عقب الحرب العراقية الكويتية عام 1991 والتي تم بعدها فرض حصار اقتصادي وثقافي على العراق, نتيجة لذلك تدهور الوضع السياسي والأمني والاقتصادي وتمركزت معظم الجالية العراقية المهاجرة في سوريا والاردن وبريطانيا والولايات المتحدة والسويد ، ثم ازدادت في مرحلة ما بعد حرب 2003 بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ العراق بسبب الوضع الأمني السيئ الناتج عن الطائفية المقيتة والاغتيالات والملاحقات التي طالت الكثير من الكفاءات العلمية وتعتبر هذه الهجرة من اخطر الهجرات على البلاد وبعد اطلاعي على بعض تقارير مفوضية شؤون اللاجئين لاحظت ان المهاجرين العراقيين من أكثر المهاجرين تشتت في العالم اذ يتوزعون على أكثر من 80 دولة,
وقد كانت للدول الصناعية الأوربية الحصة الأكبر من المهاجرين من أصحاب الكفاءات فقد تسلمت السويد لوحدها 7394 طلبا للجوء عام 2006 وهو أعلى عدد منذ عام 2003 وفي تركيا بلغ العدد أكثر من 8000 ألاف عراقي أما في ألمانيا فقد بلغ (1895) أما هولندا بلغ ( 1620) في حين وصل عدد العراقيين في المملكة المتحدة (1605) وفي اليونان وصل إلى (971) إضافة إلى أكثر من 1,5 مليون عراقي في الدول الجوار للعراق .
أما بالنسبة إلى الكوادر التدريسية فاغتيال عدد كبير من خيرة أساتذة الجامعات العراقية ، اذ بلغ عدد من اغتيل منهم أكثر من 200 شخص ، اذ تعرض عدد كبير من أساتذة الجامعات إلى الخطف والتهديد والتهجير القسري داخل البلاد فكل هذا وذاك كان سببا رئيسيا لهجرة العقول والكفاءات العراقية ،
ولكن .. هل يبقى المسؤولين في الحكومة العراقية مكتوفي الأيدي ولا يحركوا ساكن لإعادة هذه الكفاءات في وقت يحتاج فيه العراق لبصمة مثل تلك العقول النيرة التي ستنتشله من الواقع المأساوي الذي يوما بعد يوم يرجع به إلى أسوء نتائج التخلف في جميع الخدمات مقارنة مع البلدان المتقدمة ....

السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن جذب هذه العقول والاستفادة من خبراتها في خدمة العراق الجريح ؟ وقبل أن نحدد الوسائل التي يمكن إتباعها لجذبها إلى العراق لا بد من الإلمام بالعوامل العامة التي ربطت العقل المهاجر بالعالم الغربي وهذا واقع لا يمكن التغاضي عنه لأنه أصبح مفروضا ولا يمكن تجاهله بأي شكل من الأشكال .
وبعد استقراء بسيط لما كان يدور في خلد بعض المهجرين من الكفاءات العراقية شرعت بتسجيل بعض الملاحظات التي ساهمت بجذب الكفاءات إلى العالم الغربي فكانت الدافع الرئيس لبقاء المهجرين في ديار الغرب ومنها :
1- تقدير العلم والعلماء : والملاحظ في دول الغرب يقدر العالم والخبير حسب عمله ويفسح له المجال بنشر أبحاثه العلمية وتخصص جوائز تقديرية للعاملين في المجالات الصناعية
2- توفير الأمن والمخصصات الجيدة وهي المتوفرة لمن يعمل في الدول الغربية من العقول المهاجرة والتي لا تتوفر لزملائهم المقيمين في العراق

3- توفير المناخ العلمي للبحث والتطوير : وهذا يتلائم مع رغبة العقول المهاجرة العلمية والتطويرية ، ويتم توفير احدث الأجهزة والمعدات لهم للقيام بالأبحاث العلمية المتطورة .
4- تشجيعهم على تأسيس شركات تقنية متطورة مدعومة ماديا من قبل الحكومة ومراكز البحث العلمي لاستغلال نتائج أبحاثهم العلمية والتقنية .
5- ويبدو واضحا من هذا ان وسائل جذب العقول للحد من النزيف المستمر للعقول العراقية بواسطة التخطيط العلمي الصحيح والناجع واستثمارها في المشاريع القومية والمحلية .
6- التعامل مع ظاهرة نزيف العقول العراقية المهاجرة بجدية عن طريق إنشاء لجان مؤهلة ومتخصصة وعلى مستوى عال لبحث هذه المشكلة والتعامل معها بطريقة علمية ونفسية لخلق روح الاستعداد للعودة إلى بلدهم الذي ينتظرهم .
فندعوا من الحكومة العراقية اخذ الموضوع بجدية خدمة للعراق الذي عانى نزف الكفاءات وسينزف الكثير من الكفاءات في حال عدم التدخل لحل تلك الأزمة التي أثرت وستؤثر كثيرا على مستقبل العراق العلمي والحضاري...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ضرورة المبادرة بالعودة الشخصية
عبد العالي الحراك ( 2009 / 3 / 5 - 10:22 )
استاذي العزيز يجب ان نبادر شخصيا بالعودة الى وطننا (نتبرع بالعودة فهي اهم تبرع)لان العمل من اجل تحقيق الامور التي ذكرتها, وهي امور صحيحة وعملية وليست مستحيلة, يستوجب التواجد هناك ولو (عينة من المخلصين) لحث المسؤؤلين لتحقيقها, لان الاحزاب الحاكمة الان لا تحتوي على كوادر علمية كفوءة وهي لا تمانع من احتوائها والعمل معها والاستفادة من خبراتها..لابد من العمل في هذا الاتجاه كخطوة اولى نحو استعادة العلماء والكفاءات العراقية
ملاحظة انا لست (كفوءا علميا)..اي لست من اصحاب الكفاءات فقد حرمني صدام منها, وانما مواطنا عاديا اجد في نفسي القدرة على خدمة شعبي وبلادي ولدي افكارا مفيدة في الاتجاه الوطني العام

اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال