الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة (الحلقة الرابعة)

سليم محسن نجم العبوده

2009 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة (الحلقة الرابعة)
( فوبيا البترول )
يقول "هارولد أيكس" وزير الداخلية الأمريكي المختص الأول في شئون البترول في فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها ( بدون البترول فان الولايات المتحدة الامريكيه بالشكل الذي نراه ألان لم تكن ممكنة قط ) .إما "جورج ولدن" رئيس شركة سكوني فاكوم الامريكيه للبترول قال عام 1945م ( إن إدارة شئون البترول تختلف عن إدارة شئون أي سلعة أخرى فإدارة شئون البترول 90%منها سياسيه وفي 10% منها فقط بترولية ) .
ومن هذا المنطلق لا بد إن تكون المنافسة الجديدة بين الولايات المتحدة التي تفردت بالسيطرة على العالم وبين المنافسين الجدد سواء بالقوة العسكرية أو الاقتصادية يجب إن يكون من خلال سيطرتها على مصادر الطاقة التي تمول تلك الدول كي تكون تحت رحمتها مستخدمتا بترول الآخرين ورقة ضاغطة على منافسيها .
لذلك تجد إن الشركات البترولية الأمريكية ومنذ البداية تعاملت معفي المنطقة وكأنها دول وقد حرصت تلك الشركات إن لا تبقى بعيدة عن واشنطن وان أعطيت بعض الحرية لوكلائها طالما الأحوال طبيعية ولا توجد معكرات .
ثم جاء وزير البترول الفنزويلي " بيريز الفونسو" باقتراح إنشاء منظمة أوبك حيث عقد اجتماعها التأسيسي الأول في بغداد 9/سبتمبر/1960م للسيطرة على الأسعار وكميات المنتج كون البترول سلعة قابلة للنفاذ وكذلك لابد إن يكون للدول المنتجة رأي في بترولها .
كانت المشكلة البترولية عويصة بالنسبة للدول المستوردة والمصدرة على حد سواء وذلك لأسباب عديد أهمها إن البترول وان كان موجودا بكميات كبيره فهوا قابل للنفاذ .وان البدائل المطروحة إما إن تكون غير مجدية أو غير اقتصادية أو إن تكون محدودة اكثرمن البترول ذاته كذلك إن البترول هو مادة أساسية في الصناعات فضلا كونه مصدر طاقة حيوي بل إن الحضارة التي يعيشها العالم اليوم تدين بالفضل للبترول . في حين إن بعض البدائل يكون غير مأمون الاستخدام أو يتطلب تقنية عالية مثل الوقود النووي .
وفي مطلع الثمانينات ظهرت الحقائق التي أكدت السيادة الكاملة للبترول على مصادر الطاقة الأخرى من جهة وعلى الصراع الدولي من جهة أخرى . وذلك بسبب التعثر عن وجود بدائل وكذلك الزيادة المفرطة استهلاك الدول الصناعية له إما الولايات المتحدة أصبحت تستورد 50% من استهلاكها الكلي بعد إن كانت مصدرة له في مرحلة من المراحل أو مكتفية ذاتيا في مرحلة أخرى . إما اليابان واربا الغربية فقد اعتمدت على 90% من بترول الشرق الأوسط . إما الاتحاد السوفيتي فان التراجع في مستويات ومعدلات انتاجة قد يتحول إلى مستورد ضخم للنفط الخام ، وكذلك تجد الطلب المتزايد من الدول ذات الكثافات السكانية العالية والتي بدأت للدخول الجدي في التنمية الصناعية مثل الصين والهند ومن المرجح إن مثل هذه الدول سوف يشكل طلبها المتزايد على البترول ضغطا إضافيا على أسواق البترول . ناهيك عن الطلب الاعتيادي والمتزايد للدول الاعتيادية والعادية الطموح تؤكد الدراسات إن الدول النامية الغير صناعية تستهلك 25% من مجمل الاستهلاك العالم والباقي تستهلكه الدول الصناعية في حين إن الدراسات تؤكد بان الدول النامية سيكون معدل إنتاجها مضاعفا في السنين القليلة القادمة بسبب التنمية التي تشهدها العديد من البلدان . وكنتيجة حتمية لهذا التزايد المستمر في الطلب على البترول خصوصا وان العديد من الدول المصدرة أصبحت مستورده أو مكتفية ذاتيا إلى حين و للدلائل الحتمية التي تؤكد عدم وجود أي بديل منطقي للبترول الذي أصبح روح الحضارة والمدنية التي نعيشها أصبحت الدول تبحث عن سبل الحفاظ على هذه الثروة من جهة ومن جهة أخرى استمرار تدفقها إلى الأسواق العالمية والمستهلكين بدون أي عراقيل أو مشاكل . إلا إن الولايات المتحدة الأمريكية وجدت في البترول أكثر من ضالة ..؟ وذلك من خلال :
• أنها تحتاج كميات كبيره من البترول لسد حاجتها المحلية . خصوصا بعد ان أصبحت في حال مستورد بعد إن كانت مصدرة .
• إن السيطرة على مصادر النفط الرئيسية في الشرق الأوسط سيجعلها تسيطر بشكل أو بأخر على الدول التي لا تستطيع ان تقوم معها بسباق تسلح كما فعلت بالاتحاد السوفيتي . وإنما هناك دول قلبت كل الجهد العسكري الذي تملكه بعد الحرب العالمية الثانية إلى جهد تنموي صناعي مدني وفي جزئ بسيط منه عسكري . وهذه الدول أمثال ألمانيا واليابان .
ونظرا إلى الأهمية الكبيرة التي يتمتع بها نفط الشرق الأوسط سواء الإيراني أو العربي المتمثل بنفط العراق والخليج اخذ الولايات المتحدة الأمريكية احتياطاتها للحفاظ على هذه المنطقة الحيوية بعيدة عن عبث العابثين . إلا إن الواقع لأغلب الدول البترولية كان واقعا محيرا و كأن القدر قد رسم ملامح هذه البلدان وتركيبها الديموغرافي بفرشاة واحدة فاغلبها بلدان فقيرة في عدد سكانها وتمتلك مساحات واسعة من الأرض وإذا ما استثنينا إيران والعراق فان الوصف العام يكون متشابه في اغلب الدول .
ونتيجة لذلك الخلل السكاني فان الولايات المتحدة أرادت إن تحمي تلك المناطق والكيانات البترولية إلا ما كان أهم هوا إن تحدد من أين يأتي الخطر فكانت تعتقد إن الخطر من الممكن إن يأتي من جانبين :
• الاتحاد السوفيتي إلا إن انهياره فيما بعد خفف العبء عن كاهل الولايات المتحدة .
• الخطر الإقليمي أي إن الولايات المتحدة كانت تتحسب من احتمال تجاوز طرف إقليمي على تلك الكيانات البترولية الضعيفة . وفعلا كانت هناك مشكلة حقيقية عندما احتل العراق الكويت 1990م .
وربما إن مثل مغامرة احتلال العراق للكويت او محاولة التوسع الإقليمي على حساب الدول البترولية الهزيلة هي التي دعت "ريتشارد نيكسون"الرئيس السابع والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية إلى جعل إيران في عهد الشاه "محمد رضا بهلوي" شرطيا على منطقة الخليج وقد سلحها بأحدث الأسلحة الأمريكية قبل سنون طويلة من ضم العراق للكويت إلا إن قيام الثورة الإسلامية بقيادة "الخميني" وسقوط دولة بهلوي جعلت الولايات المتحدة في حيره مما يمكن إن تفعله من جهة البترول ومن جهة أخرى حجم السلاح الذي أصبح بين ليلة وضحاها بين أيدي الثوار الايرانين .
إلا أن نشوب الحرب العراقية الإيرانية أثلجت صدور الأمريكان كون ان الحرب الجديدة 1980م سوف تستهلك كل السلاح الأمريكي المخزون في إيران على عهد الشاه .
و لو ان العراق قبل وقوعه في فخ الحرب العراقية الإيرانية ومن ثم اجتياحه للكويت استخدم أصول اللعبة السياسية بصورة صحيحة واستغل سقوط حكم شاه إيران بين براثن الثوار الإيرانيين وتقارب مع الولايات المتحدة بدلا من ان يعاديها لكان هوا البديل الأفضل للولايات المتحدة من الشاه محمد رضا بهلوي الا إن الحماس الثوري والدافع القومي والعداء التاريخي بين الأيدلوجية الحزبية التي حكم بها البعث العراق طوال المدة الزمنية الممتدة بين 1968-2003م منعت أي تقارب ممكن إن يكون بين الولايات المتحدة والعراق خصوصا وان دول الخليج ذاتها اوجسة من العراق خيفة بعد خروجه قويا من الحرب العراقية الإيرانية بعد ان استخدم عام 1988م إستراتيجية عسكرية أذهلت العالم والخبراء العسكريين بعد ان عمل على شن هجمات مستمرة على طول خط الجبة والتماس مع إيران والتي وقفت معها المؤسسة العسكرية الإيرانية عاجزة عن المقاومة حتى اجبر الطرف الأخر إلى الرضوخ للأمر الواقع والقبول بوقف إطلاق النار 8/8/1988م .
أم بالنسبة للكيانات السياسية البترولية فإنها سوف تعيش حالة من القلق والترقب الدائمة تبداء وتيرتها بالصعود منذ نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين صعودا . وإنها سوف تكون تحت رحمة الأكثر هيمنة في العالم إلا وهي الولايات المتحدة الامريكية تحركها كيف تشاء تحت تسمية الوصاية غير المباشر أو كون تلك الدول أصبحت ضمن نطاق الأمن القومي الأمريكي وأصبح مبدأ كارتر واجب التطبيق عليها إذا ما تعرضت إلى أي شكل من إشكال الاعتداء .
حيث يقول "الخميني" في هذا الصدد على اعتبار إن اغلب الدول البترولية هي عربية و إسلامية ( إن الكثير من بلدان المسلمين مبتلاة بمشاكل لا حد لها ... إن الأجانب وعملائهم الخونة يشعلون الحروب المدمرة و يدمرون حياة الناس ... إن ما يدعو لأسف هو عدم نضج الحكومات والقادة والذين ينشغلون بالنزاع فيما بينهم نتيجة دسائس الأجانب ) . ونتيجة للضعف السوقي العسكري والإمكانيات المحدودة وقابليها الفعلية على مواجهة الإخطار المحيطة بها فإنها غالبا ما تلجئ إلى سياسة فرق تسد أو زرع الضغينة أو إشعال التوترات وابتكار الأزمات التي تؤدي إلى وضع إقليمي غير مستقر تكون هي في مأمن داخل تلك المفوضة و بعيدا عن الأعين.
وختاما لما تقدم إن المجتمع الدولي الحديث منذ نشأته الأولى وقيام ما يعرف بالدولة القومية التي ثبت بنيانها وعلى شأنها فوق انقاظ الدول التي فككها الإقطاع وفتت سلطتها وبتالي اصحب الفرد فيها فاقدا للحقوق والواجبات لا يعرف ما له و ما علية . ومن هنا تأتي أهمية تركيب النظام الدولي بالنسبة لسياسات الدول هي بالطبع المقدمة الأساسية التي تفترضها الواقعية السياسية لذلك فان الدول تضطر ضمن الضر وف الفوضوية والتنافسية للعلاقات الدولية لتوسيع قوتها كما تحاول مد سيطرتها على النظام الدولي . وتوفر نظرية" القلة المحتكرة" فهما للكيفية التي يقيد بها التركيب ويؤثر في السلوك السياسي الخارجي للدولة . وهكذا فحالة احتكار القلة للعلاقات الدولية تحفز وربما تضطر دولة على زيادة قوتها فهي في الأقل تستلزم قيام الدولة المستبصره بعواقب الأمور بمنع الزيادات النسبية في قوى الدول المنافسة .
وهذا فعلا ما تقوم بة الولايات المتحدة الأمريكية فهي تريد إن تبقى الدولة رقم واحد على كل الاصعده بكل طريقة وبأي ثمن . بغض النظر عن قانونية أو مشروعية الوسائل ألت تتبعها في سبيل تحقيق ذلك التفرد المنشود . و السبب في ذلك إن الساسة الأمريكان يؤمنون بحقيقة لا تقبل النقاش أو طول الجدل إلا وهي ( إن من يسقط عن القمة لن يجد مكانا حتى عند القاع ) . وإنهم اعتادوا حياة الديك الذي يضن إن الشمس لم تشرق إلا لتسمع صياحه ..!

-----------------------------------------------------------------------------
بعض المصادر المعتمدة :
• كتاب (الحرب والتغيير في السياسة العالمية) روبرت جيلين . مطابع دار الشؤون والثقافة العامة . بغداد 1990م .
• كتاب ( حرب الخليج أوهام القوة والنصر) محمد حسنين هيكل . مؤسسة الأهرام للترجمة والنشر. الطبعة الأولى . 1992م .
• كتاب ( القضية الفلسطينية في كلام الإمام الخميني) سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية- دمشق .2000م .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه