الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوندوليزا العانس..

حسام محمود فهمي

2009 / 3 / 6
كتابات ساخرة


تفتقَ ذهنُ أحدُ مناضلي الورق برأيٍ مبني علي فكرٍ عميقٍ، فكرُه، كوندوليزا رايس وزيرةُ الخارجيةِ الأمريكيةِ السابقةُ لم تتزوجْ، ربنا غضبان عليها، هكذا بمنتهي البساطةِ؛ مناضلٌ دائماً في حالةِ صراخٍ وانفعالٍ، يهاجمُ من يراهم رؤوسَ فسادٍ، يسقطُ من الإجهادِ والإعياءِ، يفني نفسَه في النضالِ، تارةً يتباكي علي صدام، تارةً يسبُ الأمريكان، تارةً يهيصُ في اجتماعاتِ مجلسِ الشعبِ، الفضائياتُ ملعبُه، خاصةً ما تحركُها الأموالُ الخليجيةُ.
هذا النموذجُ من المناضلين والمحللين، ينتشرُ في كلِ مكانٍ له بالعربيةِ صلةٌ، من أقصي الشرقِ إلي أقصي الغربِ، ومن منتهي الشمالِ إلي آخر الجنوبِ، يحللون بما يريدون لا بما ينبغي أن يكون، يُفبكرون بمزاجِهم ما لا يحتملُ تأويلاً، يمكنهم إدعاءُ أن الشمس تسطعُ ليلاً وان ما يُري نهاراً هو القمرُ. ليسوا فقط من مغتصبي الأقلامِ، إنهم أيضاً علي الكراسي، يتولون مسئولياتٍ أكبرَ منهم، يكابرون ولو أخطأوا، يتمادون في الانجرافِ وراء شطحاتِهم، طبعاً فهم من المعصومين، هكذا يرون أنفسَهم.
لما تدهورَ الاقتصادُ العالمي ظهرَ منهم من يري أن النظريةَ الاقتصاديةَ الاسلاميةَ فيها الحلُ، هي الطريقُ الثالثُ، البديلُ عن الرأسماليةِ والشيوعيةِ، البنوكُ الإسلاميةُ لم تفلسْ ولم تقعْ، هكذا بمنتهي البساطةِ، بدون دراسةٍ وتحليلٍ وبياناتٍ موثوقةٍ، فعلاً أحضروا التائهةَ من ذيلِها. نفسُ منطقِ مناضلِ كوندايزا التي عنَسَت، في مخيلتِه، لأن ربنا لم يرضْ عنها، وكأنها العانسُ الوحيدةُ علي الكرةِ الأرضيةِ، وكأنها حاولَت الزواجَ وفشلَت، وكأنها ملهوفةٌ يا ولداه في انتظارِ إبن الحلالِِ الذي يسترُها ويلمُها.
الآن وقد وقعَ البشير السوداني في فخِ محكمةٍ دوليةٍ للجرائمِ ضد الانسانية، كيف سيكون قولُ مناضلي كوندوليزا؟ من المؤكدِ أنهم سيُغدقون في تهمِ التحيزِ ضد العرب والمسلمين، في ادعاءِ أن المحكمةَ مُسيسةَ، وأن قادةَ اسرائيل أولي بالمحاكمةِ؛ لن ينظروا في مدي صحةِ التهمِ ولن يدققوا، ليس من طبعِهم، المهمُ أن يظهروا كوطنيين أحرار مناضلين. سيستمرُ منطقُ خلطِ الأوراقِ، ستكون ضجتُهم بلا منطقٍ، لن يقدموا ولن يؤخروا، ستزدادُ الأمورُ سوءاً، كالعادةِ.
مناضلو كوندوليزا يزينون كلَ الهزائمِ انتصاراتاً، علي أتمِ استعدادٍ هم لتصويرِ البقاءِ في المخابئ نصراً مطلقاً، وماله، طالما أنهم في الصورةِ، صوتُهم مُجلجلٌ ورزقُهم موصولٌ. دوافعُهم غيرُ عاصيةٍ علي الفهمِ، لكن العجبُ تصورُهم أنهم أمامَ من لا يفهمونهم، من نسوا مواقفَهم المتقلبةِ، من هم أدني من مستوي ذكائهم ومنطقِهم، منطقُ كوندوليزا العانس.
كوندوليزا العانس دخلَت التاريخَ كأحد أكفأ وزراءِ الخارجيةِ العالميين، بثقافتِها، بإجادتِها للغاتِ، بشخصيتِها القويةِ، بمهارتِها في العزفِ علي البيانو، من المؤكدِ بازدرائها لمناضلي كوندوليزا، دَعهم يهبهبون،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما معني انها عانس ؟؟؟
النيل - حابي ( 2009 / 3 / 5 - 23:15 )
الاستاذ الفاضل :
ما شاننا ان كانت كونداليزا عانس ام غير عانس ؟؟
وما شاننا ان كانت وزيرة العدل الفرنسية - حامل بدون زواح - وفاتها قطار الزواج - وربما ترفض فكرة الزواج ؟؟
ما شننا نحن بكل ذلك ؟؟؟؟؟؟؟
لقد استفزني العنوان
الا تعرف ان مصر بها حوالي حوالي 6 مليون عانس - لا دخل ولا ذنب لهن في عنوستهن ن وكذلك بالسعودية وبدول اخري كثيرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟


2 - تموقع العقل
ادريس ــ ( 2009 / 3 / 6 - 11:33 )
اليست الاشارة الى عنوسة كوندوليزا دليل على تموقع العقل العربي؟
اليس لهذا التموقع تأثيرا على صنع القرار ورؤية المجتمع؟
اما الاقتصاد الاسلامي الكل يعلم انه صالح، الجوع فضيلة والمه يغفر الذنوب
ويدخل الجنة.
شكرا

اخر الافلام

.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي


.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح




.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ